الدكتور رافد علاء الخزاعي
(وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ)ان الصيام هو تجربة فريدة لانها تجربة متكررة سنويا مما يؤلد استعداد نفسي وذهني للصيام متولد من المعايشة الاجتماعية مع العائلة فالطفل الصغير يراقب اهله في وقت الصيام وتبقى الافكار مترسخة في ذهنه فيتولد لديه شعور تقليدي ولكن مع التفهم الفقهي للحالة تترسخ فكرة الصيام لديه كواجب وهي بحد ذاتها تجربة سلوكية تبني الشخصية على التحمل والصبر نحو الرقي والاحساس بمشاعر الاخرين نتيجة التجربة الجماعية للصيام فلذلك اوجد الشرع الشريف شروط الصيام:1. البلوغ. ان البلوغ احد الشروط الرئيسية للصيام وهي سن التكليف لان الجسم واجهزته الحيوية مكتملة النمؤ لتحمل التجربة ومعاناتها والاستفادة القصوى منها. و يحصل البلوغ بواحد من أمور ثلاثة: ـ إنزال المني باحتلام أو غيره، ـ نبات شعر العانة الخشن حول القُبُل، ـ إتمام خمس عشرة سنة . وتزيد الأنثى أمرا رابعا وهو الحيض فيجب عليها الصيام ولو حاضت قبل سنّ العاشرة .ان الصيام له فائدة على اكتمال النمؤ للبالغين لان عند هبوط السكر في الدم ينبه الغدة النخامية لافراز هرمون النمؤ وهرمون النمؤ المشابه للانسولين مما يسارع في نمؤ البالغين.2. الإسلام.3. العقل. ان الحالة العقلية مطلوبة للصوم لما تحمله التجربة من فؤائد بدنية ونفسية وذهنية .ان الانسان العاقل يحس بالصوم واثاره كتجربة ليس الامتناع عن الطعام والماء فقط وانما كتجربة سلوكية وتربوية بكل ماتحمله من نتائج مرتجاة منها. ان العاقل يميز حالة الخطر التي تهدد الصائم والتي تجيز له الافطار حينها 4. القدرة على الصوم حسيا وشرعيا وطبيا وهذه تحدد من قدرة الشخص على الصوم والطبيب والمشرع.5. النية. هي التطوع الذاتي لخوض التجربة واداء الواجب لان الصوم بحد ذاته هو تطوع حتى لايحس الانسان هنالك اكراه في الصوم للاستفادة من قدرته الذاتية على التحمل والصبر والتسارع في فعل الخير مستفاد من التجربة الجماعية للصوم مما ينمي ذهنية الشخص نحو العمل السليم. والتخلص من عاداته التي تراكمت في مسيرة حياته من تدخين والاكثار من شرب المنبهات والنهم في اكل الطعام وغيرها من العادات السلوكية الاخرى لتغير نمطية الحياةالمعتادة.من خلال هذه الشروط الموجبة للصيام نتعلم ان الخالق اراد بنا اليسر في اداء اعمالنا الدنيوية والعبادية .هناك بعض الأعذار تبيح الفطر في رمضان على أن يقوم المفطر بالقضاء، أي أن يصوم بدلاً من الأيام التي فطرها، ويجب عليه انهاؤها قبل حلول رمضان الثاني. ولا يشترط أن يصومها متصلة بل يجوز له أن يفرقها.فإذا حل عليه رمضان الثاني قبل اتمامها فيكون عليه الفدية وهي إطعام مسكين عن كل يوم أفطره والفدية مقدارها وجبتين كاملتين من أوسط ما يأكله ويجوز إعطائه للمسكين قيمتها. وهذه بحد ذاتها تجربة للعطاء الانساني المبني على التضحية وبناء المجتمع المتكامل. ونذكر فيما يلي الأعذار المبيحة للفطر:1. المرض: إذا لحق بالصائم مرض شديد أو خاف من زيادة مرضه إذا صام سواء بتفاقم المرض أو زيادة مدته؛ فيكون له أن يفطر، ويحدد هذا الأمر الطبيب فقال سبحانه: {فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ } (184) سورة البقرة ،.2. السفر: لمسافة لا تقل عن 84 كم، فإذا تضرر المسافر من الصيام فله أن يفطر.ان الغاية من هذه مع تقدم وسائل السفر هو الاختلاف المكاني والزماني والعادات الغذائية وانواع الغذاء بين المدن ان الله سبحانه اراد اليسر بنا فان عند اختلاف الطعام يولد بعض المشاكل الصحية للمسافر وايضا فقدان الاحساس برمضان مع الجماعة او العائلة.3. الحيض والنفاس.4. الرضاعة والحمل: إذا كان الصوم يضر بالحامل أو المرضع أو الطفل فلها أن تفطر أيضاً على أن تقضي أو تخرج الفدية كما أسلفنا البيان.5. كبر السن: إذا لم يطق العجوز الصيام أو لحق به مشقة فله أن يفطر ويخرج الفدية. ان الشيخوخة الان هي بحد ذاتها تعتبر مرضا لان الانسان كبير السن يفقد بعض الرغبات مع تغير فسلجة اعضائه على التحمل للصوم.6. العمل الشاق: للصائم الذي لا يجد سبيلاً آخر للرزق مثل العمل في مناطق حارة جدا أو عمال المناجم او صهر الحديد او الافران شديدة الحرارة له أن يفطر ولكن عليه الفدية.ان الغاية المرجوة من الصوم هي تغير نمط الحياتي والسلوكي للانسان من اجل نمؤ النفس البشرية نحو العطاء والرقي.
https://telegram.me/buratha