محمد العميري
القرعة التي جرت مؤخرا في المحافظات حول تعيينات المدرسين والمعلمين تحمل في طياتها الكثير من الاسئلة والنقد والتشجيع والمباركة احيانا .. عندما تسلمت وزارة التربية عشنا لحظات حقيقية من السعادة والفرح العراقي المغيب منذ سنوات وقلنا جاء الفرج وذهب الفساد والمفسدين واصحاب اللحى البيضاء الموديل والمسبحات الطويلة . وتوقعنا بانك ستقوم بتنظيف الوزارة شبرا شبرا وزاوية زاوية من الذين افسدوا في الارض والذين جاؤوا بهم الوزيران الذين سبقوك . ولكن للاسف بل شديد الاسف على ضعفك وعدم قدرتك على تغيير شخص واحد حتى لو كان موظفا صغيرا في وزارتك . لقد بقيت كل الوجوه السابقة في اماكنها وبقي كل المدراء العامين ومدراء الاقسام في الوزارة اضافة الى موظفي الاستعلامات ! انك للاسف لم تستطيع ان تغير فردا واحدا وقد صرت موضوعا للتندر في الاوساط التربوية بان الوزير من العراقية والكادر من الدعوة يعني الوزارة عبارة عن حية ام راسين . اما ماجئت به ايها الوزير الجديد فانك ابتدعت موضوع اسمه القرعة في العيينات . وهذا الموضوع صار هو الاخر موضوع ليس فقط للتندر بل صار لعنة عليك وعلى وزارتك حيث تقوم العوائل التي لم يظهر ابناءها وبناتها في القرعة على الدعوى الى الله تعالى في كل صلاة لسحقك ومحيك والانتقام منك على عملتك التي لم يرضى عنها لا الله ولا البشر . وقد تسال انت ومن ايدك من مدرائك واعضاء اللجنة التربوية النيابية التي لا تنش ولا تهش عدا طبعا النائب البطل علاء مكي ، وقد تسال لماذا فاقول لك :ان الخريجات والخريجين المتميزين والمتفوقين بتقدير جيد جدا وامتياز في الكلية ومعهد اعداد المعلمات والمعلمين ضاعت جهودهم هدرا ولم يخرجوا في القرعة وخرج الكسلان الذي كان معدله 50 او اكثر بقليل وانت تعرف كيف حصل هؤلاء على هذا المعدل الضعيف حصلوا عليه بالمخادعة والتسيب والاهمال والتغيب والرشوة وعدم احترام الشهادة . وانت تتحمل بكاء الخريجات والخريجين وشعورهم بالمرارة والخيبة والخسران جراء فعلتك التي لا ترضي الله وينكب اهاليهم بالدعاء الى الله لسحقك مع الظلمة والظالمين في كل صلاة . اما كيف تخرج من هذا المازق الذي وصعت نفسك وورطت الاف الخريجين به فاما ان تعيد النظر الان بالقرعة وتلغي نتائجها وتعود الى طريقة التعيين التي كان يتبعها الوزيرين من قبلك رغم الفساد الادراي والسمعة غير الجيدة للوزارة في عهدهما الا انهما ارضوا الجميع بطريقة التعيين التقليدية والتي تبدا من المتفوقين نزولا . ومع ان القرعة لم تجري كاملا لان ذوي الشهداء استحوذوا على القسم الغالب منها فانهم يتعينون بكل راحة واطمئنان والاف العراقيين الخريجين ينظرون اليهم بحزن على حظهم العاثر . وهؤلاء ذوي الشهداء قد دخلوا معاهد المعلمين والمعلمات والكليات بدون تنافس أي ان معدل 50 يكفي وبالتالي هم ضامنين تعيينهم 100% والاخرون الى الجحيم واقترح عليك ان تقترح على رئيس الوزراء برمي الشعب على الحدود واخراجهم من العراق لان ليس لديهم شهيد ولانهم كانوا عراقيين شرفاء لم يفروا من الخدمة العسكرية او يسرقوا كي يعدمهم النظام ( مع احترامنا الشديد للشهداء الحقيقيين ) ولم نصبح من ذوي الشهداء واقترح عليك بان تعين الخريجين المتفوقين منهم على المدارس او قطاعات التربية بعقود وزارية كي تسنح الفرصة لهم بافضلية التعيين مستقبلا او انك تريد تدمير نفسياتهم وامالهم وتطلعاتهم فهذا شانك . ان الحل ياسيادة الوزير بيدك وقبل ان تفلت الامور من نصابها وارجو ان تدرس القضية المطروحة جيدا وعتبنا على مستشاريك ومدراءك العامون في الوزارة الذين قبلوا بخطة القرعة اللعينة وكذلك قبول اللجنة النيابية بالقرعة مع اني اجد السيد علاء مكي طاقة لايستهان بها في اللجنة التربوية وعجبي عليه كيف ارتضى واقتنع بالقرعة البائسة . وان توفرت درجات للتعيين جديدة على سبيل المثال فكيف ستجري الامور وهؤلاء المساكين ينتظرون في بيوتهم وسيزداد عدد الخريجين عاما بعد عام أي ان فرصتهم بالتعيين قد تاتي بعد عشر سنوات وقد لاتاتي أي ان المعلم او المدرس الذي ظهر اسمه الان سيكون لديه خدمة فعلية لعدد من السنوات وزميله ينتظر جالسا في البيت ليس لديه لحظة واحدة في الخدمة هل هذه عدالة ياوزير التربية وانشدك بالله هل انت مقتنع بذلك ولكن ما فائدة الكلام رغم ان الامهات يتجهن الى الله صباحا ومساءا يدعون ان يسبغ الله نعمته على العراقيين وعلى الخريجين بوجه الخصوص .
https://telegram.me/buratha