الكاتب ..عمران الواسطي
في هذه النبذة القصيرة عن حياة السيد عزيز العراق ( قدس ) نذكر علاقته مع سماحة السيد الشهيد محمد باقر الصدر ( قدس ) وما تمثله هذه العلاقة من معان أصيلة في سبيل التفاني بأداء الواجب المناط بسماحة السيد عبد العزيز الحكيم ( قدس ) . وكذالك نوعية العلاقة الجهادية والرسالية التي كان يرتبط بها عزيز العراق مع أخيه سماحة السيد شهيد المحراب محمد باقر الحكيم ( قدس ) منذ تأسيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي إلى العمليات الجهادية التي كان يقودها عزيز العراق ضد النظام القمعي البائد ، وانتهاءا بعودته إلى الوطن واستلامه مهامه الرسمية كعضو في مجلس الحكم الانتقالي ومن ثم ترأسه له إلى حين انتخابه بالإجماع من قبل أعضاء الشورى المركزية كرئيس للمجلس الأعلى الإسلامي العراقي خلفا لأخيه الشهيد محمد باقر الحكيم ( قدس ) . لقد كان الشهيد الصدر (قده) يوليه رعايته واهتمامه الخاص لما يتميز به من فكر ثاقب وذهنية وقادة وكفاءة عالية في إدارة وتدبير العمل، وشجاعة وإقدام متميزين، وقد أوصى بعض كبار تلامذته ان يجعل من السيد عبد العزيز الحكيم "هارونه" في إشارة الى علاقة الإخوة الرسالية بين موسى وهارون، وكتب للسيد عبد العزيز الحكيم وكالة عامة مطلقة قليلة النظير، أجاز له فيها استلام كل الحقوق الشرعية وصرفها بالطريقة التي يراها مناسبة ثقة منه فيه وفي تدينه وتعففه . بعد ان اصدر الشهيد الصدر (قده) فتواه الشهيرة بالتصدي للنظام البعثي وإزالة الكابوس عن صدر العراق، وذلك باعتماد الكفاح المسلح كوسيلة لمواجهة النظام بعد ان أغلقت كل السبل، تبنى السيد عبد العزيز الحكيم الكفاح المسلح ضد النظام الطاغوتي، وبعد هجرته من العراق أسس مع مجموعة من المتصدين "حركة المجاهدين العراقيين" وذلك في الثمانينات . كما شارك في العمل السياسي والتصدي العلني للنظام الصدامي، فكان من المؤسسين لحركة جماعة العلماء المجاهدين في العراق، وعضوا في الهيئة الرئاسية للمجلس الأعلى في أول دورة له ثم مسؤولاً للمكتب التنفيذي للمجلس الأعلى في دورته الثالثة، ثم أصبح عضواً في الشورى المركزية للمجلس الأعلى منذ العام 1986 م وحتى انتخابه رئيساً للمجلس الأعلى بعد استشهاد شهيد المحراب (رض) في الأول من رجب عام 1424 هـ/ أيلول 2003. وفي أواسط الثمانينات تبنى ـ الى جانب مهماته ومسؤولياته ـ العمل في مجال حقوق الإنسان في العراق، بعد ان لاحظ وجود فراغ كبير في هذا المجال فأسس "المركز الوثائقي لحقوق الإنسان في العراق" وهو مركز يعني بتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان في العراق من قبل النظام الصدامي آنذاك، وقد تطور هذا المركز وتوسع حتى أصبح مصدراً رئيسياً لمعلومات لجنة حقوق الإنسان في الأمم المتحدة والمقررّ الخاص لحقوق الإنسان في العراق والمنظمات الوطنية والدولية الحكومية وغير الحكومية، وقد حضر هذا المركز العديد من المؤتمرات الدولية، ووثق عشرات الآلاف من حالت اختفاء العراقيين داخل العراق، وطالب بالإفراج عن المعتقلين السياسيين وسجناء العقيدة والرأي والمحجوزين من أبناء المهجرين العراقيين . كما عمل في مجال الإغاثة الإنسانية وتقديم الدعم والعون للعراقيين في مخيمات اللاجئين العراقيين في إيران، وعوائل الشهداء العراقيين في داخل العراق، وكانت هذه المساعدات تصل الى داخل العراق أيام النظام الإرهابي البائد . كان من أكثر المقربين لشهيد المحراب آية الله السيد محمد باقر الحكيم (قده) وكان يثق برأيه واستشارته في الأمور السياسية والجهادية والاجتماعية، وكان يتعامل مع أخيه الشهيد تعاملاً يخضع للضوابط الشرعية فهو يعتبره قائداً له وان طاعته واجب شرعي، قبل ان يتعامل معه كأخ تربطه به روابط الإخوة والأسرة والدم . ترأس العديد من اللجان السياسية والجهادية في حركة المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق، وكان شهيد المحراب يضعه مكانه عند غيابه في رئاسة المجلس وفي قيادة بدر ثقة منه في كفائته وإدارته وورعه وتقواه . ومنذ ان بدأت البوادر الأولى للعمل العسكري الدولي ضد النظام السابق، كلفه شهيد المحراب (قده) بمسؤولية إدارة الملف السياسي لحركة المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق فترأس وفد المجلس الأعلى الى الخارج، وإدارة العملية السياسية للمجلس الأعلى في اللجنة التحضيرية لمؤتمر لندن 2002 ثم مؤتمر صلاح الدين ، ثم في العملية السياسية بعد سقوط نظام صدام . أصبح عضواً في مجلس الحكم، ثم عضواً في الهيئة القيادية لمجلس الحكم العراقي وترأس المجلس في دورته لشهر ديسمبر/كانون الأول عام 2003، انتخب بالإجماع من قبل أعضاء الشورى المركزية للمجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق رئيساً للمجلس الأعلى بعد استشهاد شقيقه آية الله السيد محمد باقر الحكيم ( قدس ) .
https://telegram.me/buratha