حامد الحامدي كاتب وإعلامي عراقي
من الملاحظ على سياسينا الجدد إنهم متفاوتون في درجات الصبر ورباطة الجأش وضبط اللسان . فمنهم من يتمتع بدرجات علية من هذه الصفات ومنهم من لديه درجات متوسطة وآخرون لا يعلمون شيئا عن هذه الصفات ..؟! والموضوع عندهم كما يقولون إخواننا المصريين ( سبهللة ) . فالكثير من النواب للأسف الشديد جاؤوا إلى قبة البرلمان وهم حديثو عهد بالثقافة الديمقراطية ويكادون يقيسون الأمور من منظارهم الشخصي الذي غالبا ما يخطئ . وسبب ذلك كله هو المصلحية والمحسوبية وعدم اختيار الكفاءات لوضعها في الأماكن المناسبة التي تعطي صورة ناضجة ومشرقة عن الإنسان العراقي الجديد . فبعض النواب للأسف الشديد ما إن ينسحب من كتلته أو يتم إقصاءه منها حتى يذهب إلى وسائل الإعلام المختلفة ليصرح بتصريحات نارية بعيدة عن الأمانة ورباطة الجأش وربما سببت تلك التصريحات أزمة سياسية تضاف إلى مجموعة الأزمات السياسية في العراق والتي لازال السياسيون العراقيون لا يعرفون كيف يخرجوا منها . وهؤلاء النواب يعتبرون أنفسهم عند افتعالهم لما يقومون به هو إعلان للحقائق وتوضيح للكثير من الملابسات في بعض الموارد عسى إن يكون هناك من يهتم بهم ويضعهم ( تحت معطفه ) لأنهم بذلك أحسوا إن أوراقهم بدأت تنفذ . والكلام هنا موجه إلى كل السادة البرلمانيين الذين سرعان ما يظهروا ما بداخلهم بمجرد إن يكون هناك نوع من الإشكالات مع كتلهم كما هو الحال مع النائب زهير الاعرجي المستقيل من القائمة العراقية اذ يقول " ان قادة القائمة العراقية ذهبوا الى إيران وقبلوا الأيادي الإيرانية للحصول على مناصب سيادية . وانه لم يذهب الى إيران في يوم من الأيام ولم يلتقي أي مسؤول إيراني حتى هذه اللحظة ، وان أبناء محافظة نينوى يعرفونني جيداً ولا داعي ان اذكر العلاقة التي تربطني معهم ، وان أساتذة جامعة الموصل وشيوخ عشائرها يخرجون ببيان ينددون بالتصريحات الإعلامية التي أساءت الى سمعتي . وكان الاعرجي قد أعلن انسحابه قبل أيام من القائمة العراقية عازياً الأمر الى تفرد قادتها باتخاذ القرارات وارتباطهم بأجندات خارجية ، في حين أكدت القائمة العراقية ان سبب انسحاب الاعرجي هو كشفه عن إحدى محاضر اجتماعات العراقية. هذا هو ما اسميه بالتصرف الطائش اذ ربما مثل هذه التصريحات من قبل هذا النائب تتسبب في خلق مشاكل مع هذا الطرف أو ذاك نحن في غنى عنها .
https://telegram.me/buratha