المقالات

(يا حوم أتبع لو جرينا)..

2958 15:43:00 2011-08-06

الكاتب / مصطفى سليم

ربما يعجز الفرد عن توصيف ما جرى في العراق ،وهو يتذكر أيامه العصيبة التي مرت عليه خلال السنوات الماضية ولاسيما أثناء العنف الطائفي المقيت الذي عصف بالبلد ومزق نسيجه الاجتماعي وغير خارطته الجميلة (الديمغرافية)ولم يتعافى منها الشعب الى يومنا هذا وربما لسنوات أخرى قادمة، ومع كل الجهود والمساعي النبيلة الرامية لتضميد تلك الأوجاع المفجعة وإصلاح ما أفسده الحاقدون، ألا ان الدماء مازالت تسيل والجروح مازالت تنزف،وفي بعض الأحيان ان أرادت ان تلتئم تجد من يعيد تمزيقها وآلامها،ليرقص على تلك الجراح عديمي الضمير والإنسانية،وتجار الحروب ومرض النفوس ،الذين تعجبهم مشاهد الدم والخوف والرعب،نسخة من سلوك أسلافهم وممن وصمهم التاريخ بسفاكي الدماء،يتلذذون على أصوات الصراخ والعويل ،وصيحات الثكالى والأيتام عندهم أفضل لحن يسمعونه،كيف لا وهم أبناء مجرمين عتاة وقتلة مأجورين لتنفيذ جرائم بشعة وبأثمان بخسة ،انطلقت جرائمهم من عمق التاريخ الى يومنا هذا ولم تجد من يصفها بالجرائم ،وعلى العكس اعتبرت فتوحات وانتصارات في ظل المجتمع المتحضر،وأحيانا تمجد تلك الجرائم لتعتبر ثورات لتحرير الإنسانية التي هم من كبلها وقيدها بأشد القيود المعروفة...هذا جزء يسير مما نتوقع ان يصيب العراق الجديد فالجرائم البشعة والتي تقشعر منها جلود بني البشر وحتى غيرهم ،سوف تحول الى مواقف جهادية وبطولات وطنية،كانت وما زالت تريد تحرير البلد من عملاء وخونة مسكوا زمام حكم البلاد في ظل وجود قوات محتلة للعراق،والذين سعوا جاهدين لأبعادهم عن العودة الى حكم العراق،وربما خوفا منهم وربما انتقاما لما ارتكبوه من جرائم مروعة بحق الشعب العراقي المظلوم،ومع ان الكثير من الحكام اليوم هم ليسوا اقل أجراما من سابقيهم ألا ان وكما يقول المثل الشعبي(العين بصيرة واليد قصيرة) واليوم نسمع بوجود مخططات لإعادة أزلام النظام السابق الى سابق عهدهم والعفو عن جرائمهم لفتح صفحة جديدة وتحت مبررات المصالحة الوطنية والوطن براء منها ،والحقيقة المرة التي على المعنيين الاستماع لها ان بقيتم على ما انتم عليه من تجاذب وتناحر في ما بينكم ،فان المجرمين سوف لن يحتاجون الى أذنكم كي ينقضوا على السلطة لأنهم اعدوا العدة وهيئوا الأرضية لذلك وعند ذلك لا ينفع الندم(و ياحوم اتبع لو جرينا)وهو شعارهم في الانتقام والقتل على الهوية...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك