ابراهيم احمد الغانمي
حدثني اخي الاكبر مرات عديدة عن بعض ما اختزنته ذاكرته عن الامام السيد محسن الحكيم وولديه الشهيد السيد محمد مهدي الحكيم والشهيد السيد محمد باقر الحكيم عندما كانوا يأتون الى مدينة كربلاء المقدسة ويتواصلون مع عموم الناس المؤمنين لاحياء المناسبات الدينية، وبالخصوص عاشوراء الامام الحسين عليه السلام والخامس عشر من شعبان، ذكرى ولادة الامام مهدي المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف.التواضع والبساطة والعفوية والتلقائية والتفاعل مع هموم ومعاناة ومشاكل الناس والحرص والسعي الجاد والصادق لتذليلها كانت بحسب اخي الاكبر ابرز الصفات التي تميز بها الامام الحكيم وولديه.ماقاله وكرره هو ان كل واحد منهم حينما كان يأتي الى المدينة يحرص على تفقد الناس من مختلف الفئات والشرائح والطبقات، الفقراء قبل الاغنياء، الصغار قبل الكبار، المتعلمين وغير المتعلمين.المقلدين وغير المقلدين للامام الحكيم، كانت الدموع-والكلام لاخي-تنهمر من عيونهم وهم يشاهدون معاناة بعض الناس، ولاوجود لاي حواجز مادية او نفسية او معنوية بينهم وبين الاخرين، والبساطة الشديدة والتواضع الكبير والادب الجم يجعل الطرف المقابل في حرج كبير، بسبب الدهشة والاستغراب من ذلك السلوك الرفيع الذي قلما تجده لدى مختلف الناس.كلام مشابه سمعته من صديق تعرفت عليه في احدى المناسبات الدينية، وقضى عدة اعوام في معسكرات الاسر في الجمهورية الاسلامية الايرانية ومن ثم التحق بفيلق بدر لعدة سنوات اخرى، حيث نقل لي هذا الصديق مشاهد مؤثرة جدا عن طريقة تعامل وسلوك الشهيد السيد محمد باقر الحكيم وشقيقه السيد عبد العزيز الحكيم حينما كانا يزورونهم في معسكرات الاسر وفي ثكنات المجاهدين، حيث يقول انه لم ير في حياته تعاملا وسلوكا راقيا مثل ذلك التعامل والسلوك الذي يمثل مصداقا لسنة وسيرة الائمة الاطهار عليهم السلام.هذه الصور التي ارتسمت في ذهني من خلال كلام اخي الاكبر وصديقي، استحضرتها من ذاكرتي وانا استمع قبل عامين لحديث السيد عمار الحكيم عن والده السيد عبد العزيز الحكيم بعد رحيله، واكثر ما توقفت عنده وتأملت فيه هو تبرعه بكل رواتبه وحقوقه وانفاقه اياها بالكامل على المشاريع الخيرية الانسانية من قبيل تزويج الشباب ومعالجة المرضى المحتاجين ودعم الايتام والارامل من ذوي الشهداء وغيرهم، ومساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة.فرق كبير جدا بين من ينفق كل رواتبه وامتيازاته التي يحصل عليها من خلال موقعه الحكومي في الدولة، ولايستفيد من فلس واحد منها لاغراضه الشخصية والخاصة، وبين من يستقتل ويتامر ويفعل كل شيء من اجل الوصول الى المنصب لكي يتمتع بالامتيازات والسلطة والنفوذ.السيد عبد العزيز الحكيم من خلال ما قيل وكتب عنه يعد من القادة السياسيين البارزين الذين لعبوا ادوار مهمة ومحورية في بناء الدولة العراقية الجديدة، فضلا عن انه نموذج متميز في السلوك الانساني الرفيع.
https://telegram.me/buratha