الدكتور رافد علاء الخزاعي
الصيام والطب (الجزء الخامس)فسلجة الصومان ديمومة صحة الانسان والتمتع بما وهبه لنا الله من احاسيس وحواس متعددة وانظمة الجسم المختلفة التي تسير بافعال لاارادية لانتدخل بها ولازالنا نجهل الكثير منها من جهاز دوراني متكامل مركب بصورة هندسية يعجز العلماء عن تصميمها وتخيلها من القلب والاوعية الشريانية والوريدية والاوعية الشعيرية المرتبطة بنظام مغلق ومحكم وبضغط متناسب يستطيع مجاراة الجاذبية وحركة الانسان في الاتجاهات المختلفة وبضغط متناسب يمكن من جريان الدم بالاتجاهات المختلفة وكذلك العمل مع الجهاز التنفسي الذي هميته في الاكسدة والحصول على الاوكسجين وطرد غاز ثاني اوكسيد الكاربون وحصول تناسب مع حاجة الجسم من الاوكسجين والمساهمة في الحفاظ على التوازن الكميائي في الدم وكذلك الجهاز الهظمي واهميته في الحصول على الطاقة وتحويل الطعام بمختلف مركباته الى سكر الكلوكوز وهو مصدر الطاقة بمساعدة الكبد وخزن المتبقي بتحويله الى خزين ستتراتيجي على شكل طاقة نستفاد منها وقت الشدة مثل الكلايكوجين والدهون وبعملية تتحكم بها عدة من الغدد الصماء والهرمونات بعملية منظمة تشبه الاوكسترا في العزف الجميل وطرد الفضلات الزائدة وتحقيق التوازن في امتصاص السؤائل. وكذلك الجهاز العصبي وفعاليته في السيطرة على فعاليات الجسم المختلفة عن طريق الاشارات العصبية والهرمونات للمحافظة على الوعي والتوازن والادراك . وكذلك الجهاز الحركي والعضلي ولما له من اهمية في الافعال الارادية للحفاظ على ديمومة الحياة والجهاز البولي ولما له من فؤائد في تحقيق التوازن للحفاظ على السوائل والماء وبعض المركبات الظرورية مثل الباتسيوم والكلور والصوديوم والهايدروجين . ان كل ملايين العليات التي تحدث في جسمنا بدون ان نحسها او نلمسها هي خلقها خالق عارف بصيرورة الانسان واحتياجاته .من هذا المنطلق تعتبر الصحة البدنية والروحية اللازمة لاستمرارية الحياة هي مطلب أساسي حتى يستطيع الإنسان القيام بما أمر به ربه في هذه الأرض من عباده المولى عز وجل ، وعمارة الأرض ، وطلب العلم ، ورفع الظلم ، والجهاد في سبيل الله ، جعل الله عز وجل كثير من العبادات والفرائض وقاية وعلاج لكثير من الأمراض و العلل التي قد يصاب بها جسم الإنسان ، فكانت لنا تلك الفرائض عباده ووقاية .ومن هذه العبادات الصوم والصوم هو نظام غذائي يلتزم به المسلم لمدة شهر سنويا وهنالك فوائد صحية وروحية متعددة من هذه العبادة المباركة:1- الصيام هو عمل تطوعي ارادي فلذلك نحن نصوم لأننا نحب ونعبد من شرع لنا الصيام، والحب هو الباعث الأول كما يقرر الفلاسفة والكلاميون، فنحن نصوم لا لعلة سوى أن ربنا أمرنا بذلك وهذه الفكرة تعطينا حافز من الحرية والتخلص من ضغوطات نفسية متراكمة من العمل والحياة الرتيبة.2- المشاركة الجماعية في الصيام تعطينا حافز قوي على التحمل والصبر والراحة للمشاركة في الفعالية الايمانية وحتى علماء النفس الان اعتبروا ان العلاج الجماعي السلوكي هو احدى الطرق الناجحة في حل الكثير من العقد والامراض النفسية.3- الالفة الاجتماعية والمشاركة العائلية لما في رمضان من ممارسات غذائية كالفطور العائلي او الفطور الجماعي والفعاليات العبادية الاخرى ك الصلاة الجامعة والتراويح والمحاضرات الدينية وحتى الالعاب الجماعية ك المحيبس وغيرها من الفعاليات السلوكية تعطي للانسان حالة من التحرر من ضغوطات الحياة المختلفة.4- الاعمال العبادية والتفرغ لقراءة القراءن ماقبل الفطور لما يحمله هذا الوقت من تهيؤ نفسي لتقبل الافكار وكلما ازددنا قراءة في كتاب الله قراءة نكتشف شيء جديد في القراءة وكما قال سيد قطب (القرآن معين لا ينضب ولكنه يعطي كل إنسان على قدر سعة إلاناء الذي يغترف منه).وان هذه الفعالية بحد ذاتها هو تنشيط لخلايا الدماغ لاعادة التفكير وتقويتها. وهذا ما لاحظناه من معظم علماء الدين والشيوخ المواظبين على الصيام في رمضان والصيام المنقطع اعمارهم طويلة وعاشوا وهم يتمتعون بنعمة الذاكرة الى اخر ايام اعمارهم.5- ان الصيام والامساك عن الطعام والماء والشهوات مع استمرار العمل اليومي وهنا يختلف الصيام الاسلامي عن الصيام في باقي الاديان والمذاهب (لانها في فترة الصيام تتفرغ للعبادة فقط ) ولكن استمرار العمل مع الصيام يعطي للانسجة والاجهزة للتحمل على العمل في ظروف العطش والجوع وصفاء النفس وهذا بحد ذاته يجدد الانسجة ويسرع في التخلص من السموم والحفاظ على حيوتيها.6- ان الخلية هي اصغر جزء في الجسم ومن ملايينها تتكون الاجهزة المختلفة . أثناء فتره الصيام والتي تمتد من بعد آذان الفجر وحتى آذان المغرب يعتمد الجسم في طاقته وحاجته على لسكر الكلوكوز على وجبه السحور ، إلا أن تلك الوجبة لا تستطيع توفير هذه الطاقة والسكر إلا لساعات معدودة بعدها يجد الجسم نفسه مضطرا للاعتماد على الطاقة وسكر الجلوكوز من المواد السكرية و الدهنية المخزونة في أنسجه الجسم وبهذه الطريقة يتم حرق السكر والدهون المخزونة وتخليص الجسم من السموم المتراكمة وبديهي أن يبدأ الجسم أولا باستهلاك الخلايا المريضة أو التالفة أو الهرمة ، وبعد الصيام ومع تناول الإفطار تتجدد بناء هذه الخلايا بخلايا جديدة تعطى الجسم قوة ونشاط وحيوية .7- ان الصيام بحد ذاته يغير الحياة الرتيبة المعتمدة على ثلاث وجبات وهي تعتمد على التعود الشرطي حسب نظرية بافلوف والتي تنص على التعود المرتبط بالتغيرات الفلسجية حسب النمط الحياتي المتعود عليه الانسان والتي تفسر لنا العديد من الظواهر والعادات ومنها الادمان على التبغ (التدخين) والمخدرات وشرب المنبهات مثل الشاي والقهوة وحتى الادمان على الوجبات السريعة والمشروبات الغازية.وان في الصيام فرصة للتخلص من الكثير من العادات السيئة.8- ان التغيير في العادات الغذائية اثناء الصوم يتيح للكثير بتخفيض الوزن الزائد مما يودي الى تغير في الاستقلاب الايضي للدهون وتغير العمل في الغدد الصماء باعطائها مجال في اختبار قدراتها في التعامل في انخفاض السكر والتغيرات الاخرى نتيجة العطش والتغيرات في لزوجة الدم.9- ان الاحساس بالجوع والعطش والشبع والارتواء في نفس اليوم وعلى منوال مستمر لمدة شهر يعطي للانسان تمرين يومي لتقوية الحواس والاجهزة الحسية على اداء وظائفها بافضل وجه.ان الصيام تجربة تغير من فسيولوجية اجهزة واعضاء الجسم نحو الافضل وهي اختبار حقيقي لادائها مما يتيح لها الامثا في ظروف الحياة الاخرى, , لكن العديد من المسلمين و للأسف يستغلون هذا الشهر في النوم والخمول والكسل ولكن لنستغل هذه الممارسة العبادية للاستفادة القصوى منها بالعمل والعبادة والتخلص من العادات الضارة, ، كيف لا ، والصوم أمر رباني وحكمة إلاهية حيث يقول تعالى : " وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون " فالصوم كله خير إن على المستوى الديني أو الصحي أو النفسي أو غير ذلك .
https://telegram.me/buratha