حامد الحامدي كاتب وإعلامي عراقي
انه حق طبيعي إن يقلق الإنسان على كل ما حققه من مكتسبات خلال حياته . لأنها تعتبر بالنتيجة جزءا مهما من هذه الحياة ، وخصوصا اذا كان للتاريخ بصمة واضحة في تلك المكتسبات التي ربما لم يكن يحلم بها لولا تدخل القدر أو الحظ ..؟ فالسيد رئيس الوزراء العراقي الأستاذ نوري المالكي لم يكن يحلم انه سيكون بهذا المستوى الحكومي وخصوصا وان سلطة وسطوة النظام البائد أزالت هذه الفكرة من رأس الكثيرين . ولكن مشيئة الله وعزم الخيرين من أبناء العرق على التغيير جعل من هذه الفكرة تطبق بشكل واسع وكبير على ارض الواقع . وها هو السيد المالكي يتبوأ مقعد رئيس الحكومة العراقية ولدورتين متعاقبتين ، فلماذا لا يقلق على ما حصل عليه ( فالملك عقيم ) والكرسي عزيز جدا ..؟ ولان السيد المالكي هذه الأيام بدأ يقلق على هذا الكرسي أو بشكل أكثر دقة على ( نفسه ) من وجود بعض المتنفذين الذين يريدون إن يقوموا بعمليات انقلابية أو اغتيالات قد تصل إليه هو شخصيا .؟؟! لذلك اتخذ مجموعة من الإجراءات التي قد تبعد هذا الموضوع عن ساحته قليلا . فقد أفادت معلومات من جهات أمنية عراقية ، بان مكتب رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة، أصدر مذكرة سرية صادرة بتأريخ 18/7/2011، تأمر بفرض حالة التأهب القصوى، وتم توجيه تلك المذكرة إلى قادة الأجهزة الأمنية المتمثلة بـ "جهاز التحقيقات الوطنية، الأمن الوطني، جهاز المخابرات، قيادات عمليات بغداد، شؤون الداخلية وبقية الأجهزة المرتبطة بوزارة الدفاع والتي لها ارتباط مباشر بمكتب رئيس الوزراء بصورة حصرية". ونقلت مصادر أن مكتب القائد العام للقوات المسلحة، أصدر أعماما لجميع الدوائر الأمنية، لأخذ الحيطة والحذر وإعلان حالة الإنذار القصوى (ج) المتمثل بحالة الجهوزية التامة، تحسباً لانقلاب عسكري محتمل، حسب ما أفادت به المصادر الإستخبارية. وأضافت تلك المصادر أن المعلومات الإستخبارية أشارت إلى "أن عناصر من الصحوات ومقربين من القائمة العراقية برئاسة رئيس الوزراء الأسبق أياد علاوي، من الذين يتمتعون بمناصب مرموقة داخل المؤسسة العسكرية والأمنية هم من يخططون للقيام بذلك الانقلاب المحتمل ضد رئيس الوزراء نوري المالكي". وهذا كله طبعا بسبب تشنج العلاقات بين السيد المالكي ويبعض الكتل والشخصيات العراقية والسبب في ذلك كله طبعا هو ( الكرسي ) . فاذا كان السيد المالكي قلق جدا على حياته وعلى الكرسي فلابد عليه إن يعيد ترتيب أوراقه بالشكل الذي يضمن معه بقاءه في هذا المكان لإكمال مدة دورته الحكومية . وليعلم كل إنسان ليس السيد المالكي وحده إن الدنيا لو دامت لغيره لما وصلت إليه .
https://telegram.me/buratha