خضير العواد
إن المظاهرات التي ملئت الشوارع العربية قد تغذت من الشوارع الأوربية أو الشوارع التي شبعت من الديمقراطية , فمجرد خروج مثل هذه المظاهرات سوف تسقط أقوى الحكومات في تلك البلدان ويحاكم كل من تصدى لها بالقوة هذا في تلك البلدان , اما في بلادنا فالعقلية التي تحكم هي عقلية بدوية لاتعرف إلا القوة والقساوة فمجرد الخروج الى الشوارع والصراخ بالشعارات فأنه لا يؤثر بالحاكم العربي الذي لم يصل الى السلطة والحكم إلا بالدماء فكيف يعطيها بالكلام , فالقوة والأعلام مع الحاكم بالإضافة الى الدعم الغربي والعربي المتمثل بالنظام السعودي والأنظمة المتحالفة معه , وهؤلاء جميعهم لايعرفون إلا مصالحهم فعندما تكون هذه المصالح في خطر عندها سوف يتحركون للحفاظ عليها , لذا يجب معرفة نقاط الضعف التي تمتلكها الحكومات أو البلدان الغربية في كل بلد عندها يجب التحرك بمختلف الطرق أبتداءاً من رمي الحجارة وأنتهاءاً بالسيطرة على المباني الحكومية والمناطق الحساسة التي تؤثرعلى عصب الحياة حتى يتم الوصول الى الطريقة التي تؤثر فعلاً بالحاكم أو البلاد الغربية من خلال نقاط الضعف التي يمتلكونها , عندها سوف يبدأ التغير والإنصياع التدريجي لمطالب الشعب , أما المظاهرات السلمية فأنها لا تجدي حتى وأن أستمرت لفترات طويلة عندها سوف يتعب الشعب المتكون أغلبه من العوائل المتوسطة المعيشة أو الفقراء وهؤلاء جميعهم لايمتلكون المادة التي تجعلهم يستمرون بهذه المظاهرات , نعم الصبر مهم ولكن لفترات تسمح للشعب أن يقف على أقدامه ويخرج الى الشارع مطالباً بحقوقه وهو قوي أما إذا نفذ ما عنده من ذخيرة عندها سيخرج ولكن بظهرٍ محدودب وبنظرات الى الخلف يرمق بها أطفاله الجياع عندها حتى هتافاته لا تصبح قوية لان هموم المعيشية قد أضعفت قواه , لذا على كل القيادات التي تقود الشارع في بلدانها أن تعي كل الظروف التي تحيط بالحكومات أو الشعب حتى يتم الوصول الى المبتغى الذي أنطلقت لأجله هذه المظاهرات مع الأخذ بجميع التجارب التي سبقت في هذا المجال كالمصرية والتونسية وما نتج عنها من مظاهر سلبية أو إجابية حتى لا تسقط في نفس الأخطاء التي وقعوا فيها والتي أدت هذه الأخطاء الى أنحراف الثورتين عن الأهداف المرسومة لهما , مع التركيز على وحدة الصف وأنصهار جميع القيادات السياسية المعارضة تحت المصلحة العليا للشعب فتنظيم واحد لا يمكن له تغير النظام أو قائد واحد لايمكن له جمع القلوب تحت خيمة واحدة فالعصا الواحدة سوف تكسر بسهولة وأما حزمة العصي فأنها تكسر ولكن بجهد أكبر , فالندع الأنانية الشخصية أو الحزبية تحت أقدامنا ونهرول الى نداء المصلحة العليا , لأننا إنتظرنا كثيراً لكي تنهض شعوبنا من سباتها فليس من العقل ندعها تعود الى السبات ولا نستغل نهضتها و اندفاعها من أجل تغير واقعها الى ألأفضل , فألأحزاب أو السياسين وأن حصلوا على بعض الأمتيازات من خلال الأنانية فأنها لاتكون دائمية لأنها لم تبني لها قاعدة متينة تحافظ على هذه الإمتيازات لذا بسحق الأنانية والمكتسبات الشخصية والتوجه الى المصلحة الوطنية عندها سوف ينعم الجميع بمكتسبات دائمية لانها سوف تبنى على قاعدة متينة ورصينة تستند على قوة الشعب الذي لا يصمد أمامه أعتى الدكتاتوريات في العالم , وهذا يتم أذا عرفنا توجيه كل الطاقات التي يملكها الشعب بأتجاه واحد وهو تغير النظام الفاسد الى نظام يعيش هموم المواطن ويستغل ثروات الوطن في مصلحة الشعب .
https://telegram.me/buratha