بقلم (مصطفى ياسين)
الفارق الطبقي والتمايز الاجتماعي داء خطير ان فتك بالمجتمع سيخلف نتائج كارثية على كافة المستويات وفي كل الأزمنة،والحديث عن البطالة المقنعة أو المصطنعة في أجهزة ومؤسسات الدولة والأعداد الغفيرة من الفائضين عن العمل من الموظفين والعمال الذين لا عمل لهم ولا شغل سوى استلام الراتب الشهري،ليس حديثا جديدا بل أصبح من المكررات، وبالتالي فان هذا التضخم الذي يثقل كاهل الميزانية العراقية ويعمل على استنزاف الأموال المخصصة لمشاريع أخرى ويجعلها في مواقف حرجة وصعبه لتحسين الخدمات الأساسية للمواطن ولو لاحظنا الحديث والتركيز يسلط الضوء على الطبقات الدنيا والوسطى من المجتمع التي لا مورد لها سوى ما يدره عليها عملها الوظيفي الحكومي مع غياب للنشاط الخاص والجهات الاستثمارية الخارجية التي ربما لو وجدت لساعدت الحكومة في تشغيل أعداد كبيرة من العاملين والعاطلين عن العمل و يتم التغافل عن الهدر والأنفاق الذي تتعرض له الميزانية الحكومية نتيجة البذخ والأنفاق والايفادات الغير مبرره والهبات التي يحصل عليها الموظفون الكبار والمشرعون واقصد بهم أصحاب الدرجة الخاصة ومنهم الوزير أو أعلى وأدنى وأعضاء مجلس النواب والمدراء العامون والمستشارون فهؤلاء لا احد يوجه اللوم والانتقادات إلى رواتبهم ومصاريفهم علما أن بعضهم أو الكثير منهم يستلم راتبه وهو يعيش خارج العراق دون أي عمل بل أن البعض من أبنائهم وذويهم يحصلون على مرتبات حكومية ومنح دون وجه حق فضلا عن أن رواتب هؤلاء ومخصصاتهم كبيرة جدا التي يتقاضونها فأعضاء مجلس النواب تتجاوز مرتباتهم مرتب أي نائب في كل برلمانات العالم في الوقت الذي تتوقف هذه الرواتب بعد انتهاء الدورة البرلمانية في كل بلدان العالم ألا في بلدنا تضاف أليها قوائم أخرى لا يعلمها ألا الله والراسخون بخفايا علم البرلمان ولهذا ترهم تتقاتلون للبقاء في مجلس النواب لدورات لاحقة،كنت سألت لماذا لا يجلس الأعضاء السابقين في بيوتهم ويتمتعون بهذه المرتبات العالية ويفسحوا المجال لغيرهم...؟ فجاءني الجواب يبدوا انك (نايم ورجليك بالشمس)وهي كنايه عن الذي لا يدري ما يحدث من حوله...وعلى العموم فان رواتب أصحاب الدرجات الخاصة تتجاوز رواتب الموظفين والعمال من الدرجات الوسطى منها وبذلك فأصحاب الامتيازات هم من يرهق الميزانية العامة وينهكها ومعهم حماياتهم ومرافقيهم والموظفون الذين يدورون في فلك مكاتبهم وبالتالي فان اللوم يجب أن يوجه أليهم وليس إلى الفقراء والمساكين الذين لا يملكون من حطام الدنيا ألا القليل فمن الضروري أن يتم تدارس الرواتب الخيالية التي تثير استياء الشعب واشمئزازه من أصحاب المناصب العليا وتقليص أعداد من يعملون معهم بدل سلب الفقراء والمستضعفين حقوقهم وإيقاف ما حدث ويحدث من فجوة كبيرة بين طبقات المجتمع وأسست لأبشع فارق طبقي في تاريخ العراق وعلى الإطلاق،مما ينذر بكارثة اجتماعية ستكون لأسوء على شعب يعيش تقاليده الشرقية الممزوجة مع التأثر القبلي وينظر بعضهم لبعض على أنهم سواسية، وما احسب تجارب جمهورية مصر ألا دليل صريح على ما نعتقده ونرى من المهم علاجه وبأسرع وقت قبل فوات الأوان...
https://telegram.me/buratha