المقالات

حذف الاصفار بين الرفض والخيار

1143 22:12:00 2011-08-07

الدكتور مجيد الشرع اكاديمي

يطرح هذا الموضوع بين الحين والآخر وكأن البنك المركزي العراقي مقتنع تماما بصحة حذف الاصفار ولعل التبرير المنطقي هو ان يكون حجم التداول بالعملة يتماشى والتطور الاقتصادي فمثلا عندما نشأت المصارف وتطورت كان الهدف ان تجتمع الاموال في مؤسسة امينة وهي تكون مصدرا للتمويل والمعاملات الجارية بين الناس لا أن تترك الاموال عن طريق حملها من مكان لآخر من اجل الوفاء حيث تتعرض لمخاطر قد لايمكن تجنبها.

ولعل الموضوع يجرنا الى طروحات كثيرة ومتشعبة ولكنني سأ ركز على بعض النقاط المهمة في تغير قيمة النقود:

1-الاستقرار االنسبي:

نقصد بهذا المعنى ان تكون للعملة محل التعامل صورة نسبية من الاستقرار في سعرها عند نبادلها مع العملات الاخرى وهذا الامر يعتمد على السياسيتين النقدية والمالية في البلد والتي هي محل اهتمام البنك المركزي بالدرجة الاولى. ولهذا يرى بعض الكتاب ان تحديد سعر العملة يرتبط ارتباطا وثيقا بعدة عوامل من ابرزها معدل التضخم وتقلبات دورة الاعمال على مستوى الاقتصاد ككل ولكن هذين العاملين يحددهما في مجال تخفيض العملة اوتصعيدها عندما تكون عملة البلد مرتبطة بغطاء بعملة اخرى كما هو الحال بالنسبة للدينار العراقي فهو مرتبط بعملة الدولار كغطاء كما هو معلوم لذلك فان الصعوبة تكمن في حالة حذف الاصفار هي مواجهة عملات الدول الاخرى التي ترتبط بالدولار وما هو اثر التغيير ان حصل على تبادل الدينار العراقي بهذه العملات بيعا وشراءا.

2-الغطاء الدولي للعملة:

ان كافة العملات النقدية محل التداول في البلدان العربية ومنها العراق لابد ان يكون لها غطاء يضمنها وهذا الغطاء يحدد سقف تداول العملة وقد كان المتعارف عليه ضمن اجراءت صندوق النقد الدولي والتي وجدت ضمن مؤتمر بريتون وودز وهي مدينة امريكية سنة 1945 اشترك فيه مندبوا( 44) دولة ومن جملة توصيات هذا المؤتمر ربط الدولار بالذهب بسعر 35 دولارا للأونصة

(ولاونصة هي وحدة وزن انجليزية تزن حوالي (30) غراما، ومعنى ذلك من وجهة نظر محاسبية ان الدولار اصبح سيد الموقف حيث اصبحت امريكا متحكمة في هذا الصندوق وفي سياساته وقراراته بما يخدم مصالحها.

ومن خلال الربط مع موضوعنا نجد ان العملة العراقية المتداولة هي مرتبطة بغطاء الدولار كما اشرنا وبحقوق سحب معينة ولذا لا تكون لها قيمة حقيقية اذا زادت عن الحق المسموح به للاصدا ر.

ومن ناحية اخرى نجد ان الدولار تعرض وسيتعرض الى هزات اقتصادية ومنها الازمة المالية الحالية حيث بلغت ديون امريكا بحدود 14 ترليون دولار وهذا اشبه بالأزمة التي مرت بها اثناء حرب فيتنام حيث كان ابرزها العجز في ميزان المدفوعات ايضا حيث كانت التسوية باغراق دول العالم بالدولار الورقي والذي ليس له رصيد ذهبي ،مما جعل الدول ينتابها الشك بالدولار واخذت الدول تحول مخزوناتها من الدولارات الى ذهب.

ولابد لنا في هذا المجال ان نشير الى ان علماء المسلمين على مختلف مشاربهم اقروا ان النقود الشرعية هي الذهب والفضة ولا نقدية غيرهما، كما يستدل فريق آخر على حصر النقود بالذهب والفضة باشارات صريحة من القرآن الكريم مثل قوله تعالى:

" زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة سورة آل عمران الاية 14"

، وبالالتفات الى معنى الآية نجد ان الذهب والفضة ادوات تقدبر ولا يخرج التقدير عن معنى القياس وهو وظيفة مهمة للنقود المتداولة.

3-الأثار المترتبة على حذف الاصفار:

ان حذف الأصفار يعني في مدلوله ان تصبح ال /1000/ دينار قبل الحذف تساوي /1/ دينار بعد الحذف ويترتب على ذلك امور عدة من بينها الآتي:

1-العامل الداخلي: وهذا يتطلب ابدال جميع النقود العراقية المتداولة حاليا وهذا اجراء ليس من السهولة بمكان ويحتاج الى تهيئة نفسية وهذه التهيئة قد لا يتوفر لها القبول الاجتماعي في الوضع العراقي الراهن ومن خلال بعض المناقشات وطروحات يسألنا البعض هل ابدل ايداعاتي في البنوك حاليا لأجعلها بالدولار بدل من الدينار؟.

ويعني هذا التساؤل على بساطته لردة الفعل المتوقعة، كما يصاحب ذلك الالتزامات المتبادلة بين الناس وكيفية تسويتها خاصة اذا صادف ارتفاع وانخفاض سعر الدولار.

2- العامل الخارجي: كما هو معلوم ان العراق بلدا مستهلكا للغذاء والدواء وأن مشترياته تتم بعملة الدولار وبعض التسويات لازالت قائمة ولهذا تترتب بعض الاشكالات التي تتسع مناقشتها اذا ماغيرت العملة، ولذلك ينبعي على البنك المركزي قبل اشروع بحذف الاصفار دراسة البديل دراسة معمقة بحيث نتجاوز السلبيات التي مرت بها تبديل العملة السابقة وبذلك نقترح الآتي:

1-ابقاء العملة من فئات ال 25000 ،10000،5000 دينار على نفس لونها وشكلها ما عدا حذف الاصفار.

2- بقاء العملة فئة 250،500 دينار على نفس شكلها ولونها ما عدا كتابة مبلغ العملة الجديد,

ولكن هذه الامور وغيرها تتطلب من البنك المركزي التهيئة التامة لها مسبقا بحيث تتم الطباعة والتبديل في غضون مدة لا تتجاوز اياما معدودة، ولكنني ارى ويرى غيري هو التمهل في اصدار عملة جديدة لحين كسب الاستقرار الامني والسياسي ولذا يترجح الطرف الثاني من موضوعنا,

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك