بقلم: عبد الواحد ناصر البحراني
يقول موقع العربية على الانترنت بأن ما يعرف بالعرعور بات رمزا ً للثورة السورية. و لا ندري حقيقة إن كان خيارا ً موفقا ً لهذه الثورة أن تختار رمزا ً طائفيا ً كالعرعور ليكون ملهما ً لتحركاتها في حين أن هذا الشخص عرف عنه التحريض الطائفي ضد فئة من المسلمين هم (الشيعة). و قد يكون هذا القائد الوهمي (الطائفي) خيار موقع قناة العربية الذي ما فتىء يثير الفتنة بين المسلمين من خلال التركيز على تصنيفهم إلى شيعة و سنة.
و في الوقت الذي تحتاج الثورات العربية إلى الوحدة و التلاحم الوطني فقد ارتأت قناة العربية أن يكون ملهم الثورة في بلد كسورية متعدد الطوائف و المذاهب هو شخص طائفي موتور. و تأبى هذه القناة إلا أن تلّمع صورة بعض الشخصيات لأهداف ترتبط بتوجه سياسي لا يتسم بأي صفة من صفات الإعلام الحر و المستقل.
و بما أن شعار العربية أن تعرف أكثر فقد كان حريا ً بها أن نعرفنا أكثر عن ما يجري من أحداث في البحرين من أحداث قتل و تعذيب مستمر ضد الثوار هناك في مناصرة واضحة للحكومة البحرينية. فكيف يمكن بعد هذا أن تسمى العربية قناة حرة و مستقلة في حين أنها لا تريدنا أن نعرف أكثر عما يجري هناك.
و في محاولة منها لتعزيز الفرقة بين المسلمين فإن هذه القناة تحاول دائما ً أن تربط بين ما يجري في سورية من احداث و بين العراق و ذلك لترسيخ مفهوم الطائفية سواء داخل المجتمع السوري أو العراقي على حد سواء. و للتغطية على هذا المسعى تحاول قناة العربية أن تجد رابطا ً بين كل ما يجري و ما يسمى بالهلال الشيعي في حين أن الأنظمة التي سقطت و ستسقط قريبا ً في المنطقة العربية لا تمثل أي مذهب بل هي بعيدة كل البعد عن الدين.
كنا دائما ً نتساءل عن سر تقدم الغرب علينا كأمة معتقدين بأن التكنولوجيا هي السر في هذا ، لكنه بات واضحا ً أن التكنولوجيا لا تمنع حالة التخلف الفكري التي نعيشها بل إنها تستخدم اليوم لترسيخ فكرة التبعية للحاكم. فقناة العربية على سبيل المثال و بالرغم من الاستيودهات المتطورة التي تمتلكها و الدعم المادي السعودي لها ما تزال رهينة لأجندة طائفية واضحة. فخطابها التفريقي بين المسلمين و تحريض طائفة على اخرى يجعلها أكثر تخلفا ً من تلك القنوات المبتدئة التي لا تمتلك إلا غرفة واحدة و مذيعا ً واحدا ً. في حين أن الإعلام الغربي كان أكثر إنصافا ً من هذه القنوات العربية التي ما فتئت ترى الشعوب العربية ‘لى انهم إما سنة و إما شيعة. فلماذا تصر العربية أن يكون العرعور و أمثاله (دعاة) مسلمين و ملهمين للثورات في حين أنهم دعاة للطائفية؟
إننا ندعو العربية و مثيلاتها أن تغير نهجها التفريقي الواضح و أن تكف عن حملة التحريض هذه لأن الجماهير العربية التي اعتقد الحكام بأنها (نايمة على ودانها) على رأي إخواننا المصريين يعلمون جيدا ً السر وراء سياستها. و كان حريا ً بالعربية (أن تعرف أكثر) عن شريحة جمهورها العربي المتابع و المراقب بكل وعي لما تبثه و فمبدأ (اكذب حتى يصدقوك) هو مبدأ اثبتت الشعوب فشله.
https://telegram.me/buratha