المقالات

من الضامن للاتفاقات السياسية ؟؟؟

704 14:15:00 2011-08-08

جواد العطار

بعد ان فقد المهتمين من سياسيين ومواطنين متابعين ومحللين الامل؛ بالكتل السياسية في امكانية التوصل الى حل لدوامة الازمة المتعلقة بتنفيذ بنود اتفاق اربيل؛ يطل روز نوري شاويس من منزل السيد الطالباني ليعلن مع اول ايام رمضان في مؤتمر صحفي، ان الكتل اتفقت على :1. مجلس السياسات الستراتيجية وآلية قراراته الملزمة ، والتكييف القانوني ... حيث اتفق ان يقدم رئيس الجمهورية مسودة قانونه الى البرلمان في غضون ثلاثة ايام للتصويت عليه . 2. تقدم القائمة العراقية مرشحها لوزارة الدفاع ، وكذلك مرشح التحالف الوطني لوزارة الداخلية على ان يتم التوافق عليهم بين الكتل السياسية خلال اسبوعين .3. تشكيل لجنة وزارية لمناقشة النظام الداخلي للحكومة حيث تم الاتفاق على معالجة الخلل بالتوازن خلال شهرين ، وان تقوم ذات اللجنة باعداد النظام الداخلي لمجلس الوزراء الذي تم الاتفاق عليه في اربيل .4. تخويل الحكومة التفاوض مع الجانب الامريكي لتنظيم موضوع ابقاء عدد من القوات الامريكية في العراق لاغرض التدريب .

هذا بعض ما اعلنته الكتل من اجتماعها الاخير ، والذي يثير التساؤلات وعلامات التعجب والاستفهام ... لان ما اعلن من بنود الفقرات الثلاث الاولى ( موضع الخلاف ) ليس بالشيء الكبير الذي يستوجب الرفض على مدى الاشهر الثمانية الماضية كما انه لا يستوجب كيل الاتهامات والتنصل من الاتفاقات قدر ما كان يستلزم اقرار الاتفاق تحقيقا لمصلحة وطنية تتعلق بالشراكة الحقيقية مع الآخر في صنع القرار .لماذا اذن رفض السيد المالكي وائتلاف دولة القانون بعض البنود اعلاه طيلة الفترة الماضية ووصفوها بانها غير دستورية وتثقل الميزانية مثل مجلس السياسات ؟ بل لماذا الموافقة المفاجئة عليه؛ هل تحول بقدرة قادر الى دستوري وذو قرارات ملزمة ام ان ائتلاف دولة القانون ادرك متأخرا الحاجة الماسة الى التوازن ؟ وفي حين اجمع عديد المراقبين والمهتمين ، على ان رئيس الوزراء تمتع بمرونة عالية لم تشهد لها؛ الكتل عموما والعراقية خصوصا؛ مثيلا من قبل حتى قَََبِل بالاتفاق المعلن ، فانهم ارجعوا ذلك الى دوافع وضغوط من ثلاثة اتجاهات :الاول : تفعيل دور الائتلاف الوطني سياسيا وتوسيع مؤسساته وتركيز اهتمامها وادوارها والتفكير الجدي بانتخاب قيادة ولجان تنسيقية وناطق رسمي له ، ما دفع دولة القانون الى اعادة حساباته سريعا . الثاني : فشل سحب الثقة من مفوضية الانتخابات داخل البرلمان والذي قاده ائتلاف دولة القانون ، ومخاوف الاخير من تكرار العملية في حال طرح الثقة بالحكومة .الثالث : الضغوط الامريكية على الحكومة وزيارات كبار المسؤولين الى بغداد والاصرار على اعلان موقف من البقاء او التمديد للقوات خلال شهر آب الحالي .

لا شك ان ما تقدم يفسر حقيقة الموقف داخل قاعة المفاوضات الذي لم يكن بتاتا في صالح دولة القانون ، لذا فان النتائج المرجوة من الاجتماع جاءت اخيرا في صالح الجميع ... لكن؛ من الضامن للاتفاق او من يكفل ان ذات الطرف وهو دولة القانون او زعيمه لن يخرج على الاتفاق ويعيد دوامة الازمة السياسية الخانقة الى مربعها الاول في اربيل . في الحقيقة؛ لا ضامن للاتفاق السابق او الحالي ولا حتى المستقبلي وبالذات ان دولة القانون اخذت ما تريد من الاجتماع ( تخويل الحكومة للتفاوض حول بقاء القوات الامريكية ) في حين لم تحصل الكتل الاخرى على اي شيء سوى الوعود واحيانا الاشاعات ، فرئيس الجمهورية غادرنا الى السليمانية ولم يترك مسودة قانون السياسات ، رغم مضي خمسة ايام على الاتفاق ، بل ترك وصية الى رئيس الوزراء للالتزام بروح الاتفاق الاخير لا شكله فحسب !!! والمناصب التي يجري الحديث حولها والتي تمنح للائتلاف الوطني ليس لها من الصحة بمكان ذلك ان الائتلاف علق اجتماعاته مع دولة القانون حتى اعتذار الاخير عن تصريحات نائبه الفتلاوي ... اذن لا ضامن للاتفاق سوى الرغبة بالشراكة وتحقيق المصلحة الوطنية في تيسير امور الدولة والمجتمع والمواطن من خلال انسيابية عمل الوزارات في تقديم الخدمات كما ونوعا والحفاظ على التماسك الداخلي والبناء الوطني بين مختلف المكونات ... لكن هذا لا يكفي ان افتقد احد الاطراف بعض الصفات وحاول التمسك بالسلطة منفردا من جديد بعيدا عن رغبات شركاءه بل وحتى اقرب حلفاءه والآخرين .لقد اثبتت تجارب الكتل السياسية السابقة ان اتفاقاتها تخرق قبل ان يجف الحبر الذي كتبت فيه؛ لذا فان الرد المناسب على من يخرق الاتفاق هذه المرة؛ ايا كان؛ يجب ان يكون بالكشف العلني عن حقيقة الاتفاق وبنوده ومواضع الخرق وعدم الالتزام ومستوى الضرر الذي سيصيب البلد والمواطن والعملية السياسية ، وتلك مسؤولية تتحملها الكتل السياسية كافة وعلى المتضرر اللجوء الى المواطن ومصارحته بالحقائق لا السكوت وانتظار جولة جديدة من المفاوضات؛ لان المواطن صاحب الكلمة الفصل امام صناديق الاقتراع ... في من يبقى ومن يرحل .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك