حميد الشاكر
لاريب ان كل من استمع لخطاب العاهل السعودي الاخير عبدالله بن عبد العزيز الذي القاه حول سوريا والاحداث فيها سيخرج بقناعة قاطعة ان هذا الخطاب يصنف بلا ادنى شك في مصاف خطابات اعلان الحروب بصورتها الاعلامية العلنية التي تسبقها عادة نشوب الحرب واقعيا على الارض ، لاسيما مارافق هذا الخطاب من سحب للسفير السعودي في سوريا مضافا الى اللغة الفجة والسافرة في التدخل بشؤون سوريا الداخلية بلا ادنى ذرة مراعاة للبروتوكولات السياسية المعروفة !!.
والحقيقة ان السعودية ، ومواقفها السياسية كانت واضحة وضوح الشمس حول سوريا ، والتدخل المباشر بشؤونها الداخلية قبل حتى اعلان هذا الخطاب الحربي للعاهل السعودي اتجاه سوريا ،وهذا فضلا عن ان القاصي والداني ممن له مسكة فكر ، ودراية بالشأن السياسي العربي ، والعالمي سيقطع بلا تردد بتورط المملكة السعوديةالمباشربصناعةالفوضى داخل هذا البلدوالتورط المباشربمساندة الارهاب داخله واشاعة روح الفتنة بين مكوناته الاجتماعية والسياسية ، وبدا هذا واضحا وبلا لبس من خلال المد المادي الدولار بترولي الذي افاضت به مملكة ال سعود على من يسمى بالثوار السوريين ، مضافا لذالك تحريك الالة الاعلامية السعودية البترودولاريةالعملاقة لمساندةالفوضى والارهاب داخل هذا البلد من جهة وتشويه صورة الدولة السورية وحكومتها واظهارها على اساس انها الوحش الذي يقتل بالسوريين ويسفك دمائهم بلا رحمة وبلا مبرر معقول غير حب القتل والتدمير لاغير !!.
وطبعا كل ذالك من المواقف السعودية ، ضد استقرار الشقيقة سوريا والمناهضة لتوفير دماء شعبها لم يأتي من فراغ او ينطلق من دوافع العروبة والاسلام كما تريدالقيادةالقبليةلال سعود في جزيرةالعرب تصويرالحدث السعودي ضد الحكومة السورية واستقرار امنها بل هو ومما لاريب فيه يندرج في اطار تقديم الخدمات السعودية السخية ، لقوى الاستعمار الغربية والصهيوامريكية بالتحديد في اشاعة روح الفوضى والفتن في منطقتنا العربية والاسلامية وضرب استقرار هذه الدول واضعافها ومن ثم تقسيمها ان امكن ذالك خدمة للتفوق الصهيوني من جهة في المنطقة ، وضغطاعلى مواقف سوريا المشرفة تجاه المقاومة العربية والمناهضة لوجودالاحتلال الصهيوامريكي من جانب اخر !!.
والواقع ان هذا الموقف السعودي ضد سوريا واستقرارها وامنها الداخلي لم يكن هو الفريد او الاول من المواقف في منطقتنا العربية والاسلامية والشرق اوسطية كي ينتاب المراقبين الذهول من هذا الموقف السعودي العالن للحرب ضد استقرار سوريا بل كان هناك المواقف التي لاتعد ولاتحصى لمملكة ال سعود الجزيرية في خدمة القوى الخارجية المناهضة ، لاستقرار منطقتنا لبقائها عاجزة ، ومستعبدة وتابعةلهذا الاستعمار الغربي الحقير من جهةوليبقى دائماللاستعمار الصهيوغربي تفوقه الذي يحمي هذه الامارة المشيخية لال سعود الفاسدة والتي تحولت مؤخرا الى بؤرة ارهاب عالمية ودولية ، وماخور لصناعة الفتن وطعن الامة من الداخل من جانب اخر ، فمؤخرا لعبت السعودية هذا الدور في صناعة الفوضى وانتاج الفتنة في العراق في اتقن اشكاله واستطاعت بنجاح ومن خلال دولارها البترولي وكمية انتحارييها ، الذين غسلت ادمغتهم بالكراهية ضد العراق ، وشعبه مضافا لتحريك الالة الاعلامية السعودية العملاقة في قنواتها الفضائية بدءا بقناة العبرية ان تنجح بتمزيق العراق اربا اربا حتى غدا العراق شعبا ودولة ومجتمعا وتماسكا ولحمة ... الخ اثرا بعد عين !!.
اما اليوم فالعاهل السعودي وحكومة ال سعود كانت اكثر صراحة وفجاجة وسفالة اخلاقية سياسيةفي تبجحها المعلن بامكانياتها على تدمير سوريا فوضويا وفتنويا وبدا هذا واضحا في كلمات الخطاب السعودي الذي اشار به الملك عبدالله بن عبد العزيز ال سعود الى :(( ان سوريا امام خيارين لاثالث لهما اما ان تختار الحكمة او ان تنجرف الى اعماق الفوضى والضياع )) باشارة واضحة للقيادة السورية انها امام مفترق طرق اما الاستسلام فيه للارادة الصهيوسعودية اوتوقع الفوضى والضياع والدمارالممون من قبل السعوديةوالصهاينة في اسرائيل في فتح خزائن الدولار السعودي وتدفق انتحاريي الوهابية الى الارض السوريا وادخال السيارات المفخخةلشوارعهاواسواقها ومساجدهاورياض اطفالهاوبمساندة الاعلام البترولي السعودي الذي يتمكن من قلب الحقائق راسا على عقب ، وليعاد سيناريو العراق الارهابي من جديد والذي استطاع ان يدمر العراق كله في سوريا !!.الان الكرة كما يشير خطاب الحرب السعودي ضد سوريا انها في الملعب السوري الذي يبدو انه لم يفقد بعد كل اوراق القوة والضغط لديه ، وبامكانه كما عرفناه من حكومةسورياوشجاعتها وحكمتهابقيادة الرئيس الدكتوربشارالاسدفي المواقف الصعبة كماحصل في حرب الثلاثة والثلاثين يوماالتي شنتهااسرائيل ضد المقاومة في لبنان وكان الموقف السوري فوق منسوب الشجاعة الحقيقية ان تقف سوريا موقفا ليس حازما امام اعلان الحرب السعودية القذرة التي تشنها السعودية على سوريا فحسب بل على السوريين : ان يظهروا للعالم ان اعلان الحرب السعودية هذا هو الحقيقة التي تحركت داخل سوريا باسم الثورة ، وان السعودية قد اعلنت الحرب بالفعل على امتنا ، ومنطقتنا العربية والاسلامية بالفعل منذ تدخلت بالشان العراقي ، ودمرت هذا البلد خدمة للاستعمار والصهاينة ، وكل الحاقدين على هذه الامة وان على امتنا وشعوبنا اليوم ان تعلن كما اعلنت حكومة ال سعود حربها على بلداننا وشعوبنا وديننا وامننا ، واقتصادنا العربي والاسلامي ، فعليها كذالك ان تصرخ باعلى اصواتها معلنة للحرب الدفاعية على هذه الشجرة الملعونة في القران والخبيثة من حكومة ال سعود وهذه العائلة ، التي وصلت مدياتها الاخيرة من الفساد وطعن الدين من الداخل وحب اشاعة الضعف والرذيلة والفاحشة داخل امتنا العربية والاسلامية !
alshakerr@yahoo.com
مدونتي http://7araa.blogspot.com/
https://telegram.me/buratha