حامد الحامدي كاتب وإعلامي عراقي
من الغريب جدا ان نسمع ان وراء عمليات الاغتيالات التي تتم في العاصمة العراقية بغداد شخصيات موجودة في مستويات ومناصب عليا في الحكومة العراقية . وهذه الشخصيات وان لم يتم الكشف عن أسماءها لحد الان إلا ان لها الباع الأكبر والتواطؤ الأكثر مع منفذي عمليات الاغتيالات بواسطة المسدسات الكاتمة والعبوات اللاصقة التي تشهدها العاصمة بغداد خلال هذه الفترة وما سبقها . وهؤلاء اغلبهم من أذناب وأعوان النظام السابق من الذين توغلوا في المؤسسات الحكومية الحساسة من خلال الواسطات والمداهنات والمساومات والضغوطات وغير ذلك من المسائل التي أعطت هؤلاء الضوء الأخضر في ممارسة أعمالهم من خلال استغلالهم لما حصلوا عليه من المناصب الحكومية . فالخروقات التي يشهدها الوضع الأمني في البلد تعود الى تغلغل أتباع النظام السابق في الأجهزة الأمنية الذين يعملون على تقديم تسهيلات للجماعات الإرهابية للقيام بعملياتهم . كما وان بعض الخروقات الأمنية يتسبب بها القضاء العراقي اذ انه مخترق ايضا من قبل أتباع النظام السابق ولابد من تصفية الجهاز القضائي والأمني في البلاد اذا ما أريد للوضع الأمني ان يستقر . ولعل القضاء على تلك الخروقات يكمن في تفعيل دور الضباط الشباب الذين ليس لهم ارتباطات بالنظام السابق إضافة الى القضاء على الترهل الحاصل في أعداد ذوي الرتب العالية في الوزارات الأمنية ، فهؤلاء المتنفذين في المؤسسات الحكومية الأمنية منها على وجه الخصوص يقومون بتسريب معلومات عن الضباط الأمنيين المهمين الى الجماعات الإرهابية بهدف اغتيالهم . وان العديد من عمليات الاغتيال تطال الأساتذة والكفاءات والضباط الأمنيين عن طريق الأسلحة الكاتمة أو العبوات اللاصقة فضلا عن التفجيرات بواسطة الانتحاريين والسيارات المفخخة والعبوات الناسفة . وهكذا يذهب يوميا عددا من الكفاءات والقيادات العراقية بسبب هؤلاء المفسدين . لذا على الحكومة العراقية اذا أرادت ان تنجح في إدارة الملف الأمني ان تتدارك الموضوع بسرعة وبدقة لان انتشار هؤلاء في المفاصل الحساسة للحكومة العراقية يتسبب في تفاقم الوضع الأمني ، ويربك عمل الحكومة ولا يعطي مجالا لأي كفاءة عراقية بأن تمارس عملها بالشكل الصحيح .
https://telegram.me/buratha