المقالات

تسييس الفساد!!

657 17:41:00 2011-08-09

احمد عبد الرحمن

إذا كان الإرهاب قد مثل واحدا من أكبر وأخطر التحديات التي واجهت التجربة الديمقراطية في العراق الجديد بعد التاسع من نيسان 2003، وعرقلت مسيرتها عند بعض المحطات والمراحل، فإن الفساد الإداري والمالي كان -ومازال- هو الآخر واحدا من أكبر وأخطر التحديات في طريق تلك التجربة الفريدة في عالمنا العربي.كثيرون قالوا إن الفساد لا يقل خطرا عن الإرهاب، وهذا القول صحيح ودقيق جدا وأثبتته الكثير من الوقائع والحقائق طيلة الأعوام الثمانية المنصرمة، ولا يجانب الصواب من يقول إن الإرهاب والفساد وجهان لعملة واحدة، أو من يقول هما بابان كل واحد منهما يؤدي الى الآخر.وإذا كان هناك آلاف الناس الأبرياء من أعمار وفئات وشرائح اجتماعية مختلفة قد سقطوا جراء العمليات الإرهابية بطرق ووسائل متنوعة، من السيارات المفخخة الى الأحزمة والعبوات الناسفة، الى كواتم الصوت، فإن أضعاف هذه الأعداد يعيشون ظروفا حياتية سيئة وصعبة للغاية هي في واقع الأمر أشبه بالموت البطيء بسبب تفشي واستشراء الفساد المالي والإداري في مختلف مفاصل الدولة ومؤسساتها.فضعف أو انعدام الخدمات من قبيل الكهرباء والماء الصالح للشرب والمستشفيات والمدارس والبطالة وغيرها هي ليست نتاج عدم توفر الأموال والموارد اللازمة والكفاءات والخبرات والقدرات المطلوبة لتعزيزها وتحسينها وتوفيرها، وإنما بسبب غياب السياسات الواضحة والصحيحة، وشيوع مختلف مظاهر وأشكال الفساد التي نسمع ونقرأ ونلمس أمثلة ومصاديق فاضحة لها يوميا.والأنكى من ذلك كله، إن الدولة، سواء الحكومة او البرلمان او القضاء، لا تتبنى إجراءات وحلولا ومعالجات من شأنها إصلاح الأوضاع وتصحيح الأخطاء، ووضع الأمور في نصابها السليم، وفي أفضل الأحوال تلجأ الى إجراءات وحلول ومعالجات ترقيعية قد يكون الهدف منها ذر الرماد في العيون أكثر منه شيئا آخر.والانكى من ذلك هو أن عمليات الفساد -لاسيما الكبرى- التي تلحق أكبر الأذى والضرر بحياة ومصير ملايين الناس، تقحم في غياهب الصراعات والمماحكات السياسية، وتوجه بطريقة تزيد الأمور سوءا، وتبرز سياسة الكيل بمكيالين او بعدة مكاييل بأوضح وأجلى صورها، ليبقى المفسدين أحرار طليقين يصولون ويجولون، لأن هناك من يحميهم.لا يمكن أن ننتظر إصلاحا حقيقيا ومعالجة جادة للفساد ما لم تبعد ملفاته عن التسييس وصراعات الكتل والأشخاص ومساوماتهم حول المناصب والمواقع والامتيازات.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك