المقالات

من يحمل مفاتيح السماء ؟ /

828 10:00:00 2011-08-10

حافظ آل بشارة

شهر رمضان يقدم للصائمين مفاتيح ابواب السماء ، ويدعوهم الى اغلاق ابواب الشهوات ، مشروع الهي متكرر للاندماج مع الغيب وتحقيق الكمال ، وهنا يكشف الشيطان مشروعه المضاد في اطار سياسة (لاغوينهم) ، ويتواصل الصراع بين الذين يريدون ان يبقى رمضان من اشهر السماء ، ومن يريدون ان يجعلوه من أشهر الارض ، منذ نزلت الآية : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) اصبح هذا الشهر مشروعا لتحصيل صفة التقوى والتضحية من أجل المعشوق الأكبر ، مناسبة يراجع فيها العباد انفسهم ليقمعوا الشهوات ، ويخرجوا النفس من سلطانها لتتذوق الحرية ، عبودية الانسان لغير الله تعالى بكل ما يترتب عليها من مواقف ذليلة انما تأتي من شهواته ، لذا فشهر رمضان متصل بمعان ملكوتية فاغلاق باب الشهوات لساعات يفتح ابواب السماء ، وهذه لغة لا يدركها المنغمسون في مظاهر الحياة البهيمية وملذاتها المتراكمة التي رانت على الافئدة ، ما نشاهده في القنوات الفضائية اليوم من برامج رمضانية يعد محاولات لتجريد هذا الشهر من صفته الروحية وتحويله الى مناسبة وطنية سنوية تعلم الناس الابتعاد عن القيم المعنوية ، اي تحويل رمضان من صلته بأحد فروع الدين وهو الصوم وما يرمز اليه من البناء الروحي والأخلاقي الى شهر للطبخ وابتكار الأكلات واعداد الحلوى والتفنن والتندر في تحريض شهوة البطن ودفع الناس الى المزيد من الأكل حد التخمة والأذى واثارة الشهوات الجنسية باستعراض حشد من النساء اشباه العاريات من مقدمات البرامج والمذيعات والممثلات بدون مراعاة لحرمة الشهر ضمن برامج استعراضية تافهة بلا مضمون حافلة باللغو الفارغ والتهريج ، انها محاولة خطيرة لترويج الفهم اللاديني لشهر رمضان اي اخراجه من رمزيته الروحية الملكوتية وتحويله الى مفردة تراثية ضمن عادات وتقاليد المجتمع التي تكرس الاهتمامات المادية وتستبعد اخلاقية العفة والتقوى وتشحذ الرغبات المتدنية التي جاء شهر رمضان لتحرير الانسان من سيطرتها ولو بشكل مؤقت . حاولت بعض القنوات الاسلامية مواجهة هذا الانتهاك والتغريد خارج السرب فقدمت محاضرات لعلماء مغمورين لم يكن اغلبهم موفقا ، احاديث قديمة وباردة يقدمونها لاسقاط الواجب ، الامر الذي عزز اقاويل البعض بأن هذا الدين اصبح قديما وليس بوسع الانسان ان يأتي بجديد بعد 14 قرنا ، وهو قول متهافت فالدين يتجدد بتجدد الحياة وهو عامل رئيس في التطور والارتقاء ، وهذه هي معجزة الاديان ، اين ذهب اؤلئك العلماء الكبار الذين في حديثهم حياة القلوب ؟ هل هزموا وتواروا امام برامج الطبخ والتسوق والتمثيليات المفسدة والمسابقات التهريجية ، كيف يختفون الآن ؟ هذا هو وقت المواجهة بين من يريدون الاطاحة بروح شهر رمضان وتحويله الى مناسبة لاثارة الشهوات وذكريات للأكل والتهريج ومن يريدون ان يبقى رمضان شهرا يضع بين ايدي اتباعه مفاتيح السماء .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك