المقالات

في الهواء الطلق

947 16:50:00 2011-08-10

حميد الموسوي

اذا استثنينا حقب الاستبداد السود التي امتازت باساليب القمع وتعامل الحاكم مع الرعية بصيغة السيد والعبد والمالك والمملوك والتي لامجال فيها بل من المستحيل على الصنم ان يصارح الشعب بحقائق الامور التي تخص مصالحهم وتصب في المصلحة الوطنية العليا ،او يكشف لهم الظروف والملابسات والمخاطر التي تحيط بالبلد بعيدا ً عن اساليب السياسة الملتوية وخلط الاوراق والتعتيم ،اذ يسعى جاهدا لتحويل الناس الى قطيع من الاغنام همها مرتعها ومنامها مهيئة للذبح في اية لحظة دون ان تدري وان عرفت فلا حول لها ولا قوة .لاغرابة في صدور اي منكر من الافعال عن الدكتاتور المستبد فهي من سنته وملازمة له لاينفك عنها ولابقاء له الا بها ومن خلالها ،الامر الذي يدفعه الى تسخير كل موارد الدولة للقمع والترويع وتكميم الافواه من اجل البقاء اطول فترة على كرسي الحكم .لكن الغرابة في عزل المسؤول نفسه عن شعبه في النظم الديمقراطية شعبه الذي اختاره واوصله الى مركز المسؤولية - صغر هذا المركز او كبر - هو منصب ومسؤولية يتحمل امانتها ويكون عند ثقة جماهيره ليفي بالوعود التي قطعها قبل الانتخابات ولا يحنث بالايمان التي اقسمها وهو يستلم الامانه .المؤسف اننا لم نلحظ - طيلة السنين السبع المنصرمة- تدافع المسؤولين وحرصهم على مفاتحة ومكاشفة جماهيرهم ولو من باب امتصاص غضب وجبر خواطر ...ورفع عتب . وتصدق هذه الملاحظة على معظم المراكز والمسؤوليات باستثناء الحضور الفاعل لرئيس المجلس الاعلى السيد عمار الحكيم .لقد دأب هذا الفتى العلوي وقبل تسنمه قيادة المجلس الاعلى على مكاشفة الجماهير ميدانيا ً ومن دون لف ودوران وتعمية وتعتيم ،سواء من خلال الجولات الميدانية في المدن والقرى والارياف وزيارة عوائل الشهداء والمستشفيات ولقاء السفراء والمسؤولين الدوليين والمحليين ،وتفقد الجامعات والمنتديات الادبية والعلمية والرياضية او من خلال الملتقى الثقافي الاسبوعي الذي حرص على اقامته في مقره كل يوم اربعاء وفتح ابوابه لكل العراقيين بغض النظر عن قومياتهم واديانهم وميولهم وتوجهاتهم واجناسهم واعمارهم .لعل اروع مافي هذا الملتقى تنوع طروحات السيد عمار الحكيم واستيعابها لهموم المواطن البسيط وتناول الحدث المحلي والعربي والاقليمي والعالمي ، واعطاء كل حدث مايستحقه من المعالجة وابداء الرأي وتسجيل الملاحظة.ومن اللافت والمثير ان السيد - وفي ملتقى واحد - استطاع ان يناقش ويغطي اكثرمن عشرة محاور مختلفة ،كان هذا لقاء الاسبوع الاخير من شعبان ، ولعل ابرز تلك المحاور :البرنامج الحكومي وتقييم البرلمان له ،تخفيض رواتب الرئاسات الثلاث، مؤتمر السفراء العراقيين ،الزراعة ومشاكلها وطرق النهوض بها ، وصول عدد الموقوفين الى 45 الف موقوفا خلال الشهرين الماضيين ، الواقع الامني في محافظة ديالى ،مستوى الفقر في العراق ، آلية توزيع الادوية من قبل وزارة الصحة ،مشاكل محافظة البصرة، الارهاب في النرويج ، اليوم العالمي للتنوع الثقافي .ومن المنصف ... وبعيدا ً عن التزلف والمحاباة ، ان هذا الاسلوب الناضج من المكاشفة تحت النور وفي الهواء الطلق ارقى تطبيق للديمقراطية واجدر بالاحترام والتقدير .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابو علي
2011-08-11
حتى اذا كان السياسيون جيدين ,فان هؤلاء المداحة والرداسة والمصفقين يخربون حتى لو كان السياسي ابو الحسن عليه السلام بلا تشابيه .ادعو الموقع اذا يحترم الممدوح ان لاينشر اي موضوع لهؤلاء اللوكية .والله من وراء القصد .واتحداكم تنشرون التعليق .
ابو حسنين النجفي
2011-08-11
ان من يحترم الانسان والعقل يجب ان يحترم وحينما طالبنا هذا التيار الشريف في الخلق والادب والمنهج ان يبتعد عن كل ما يخصه بالحكومة ولبى لنا ندائنا لمسنا منه القيمة والشرف الرفيع وحسن الامانه فان تيار شهيد المحراب او المجلس الاعلى اشهر من نار على علم بالنبل والاخلاق وحسن الاداء وواضح للعيان باخلاص المواطنه وحقيقة الهدف السياسي وصريح المبدء فقد خاب من تركه وفاز من لبى له النداء فهو ذخر للمرجعية وابن لها وهو سليلها في الاولى والوسطى والاخيرة بقيادة المفدى السيد علي الحسيني السيستاني حفظه الله للمؤمنين
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك