خضير العواد
لقد كانت السعودية في العقود الماضية تعمل المكائد وتدس الدسائس من تحت الطاولة أي كالعقرب تلدغ وتخفي رأسها , ولكنها اليوم بدأت تلعب على المكشوف وبشكل مباشر, بعد أن كان في الماضي القريب دوما ً تلعب عن طريق وسيط ينفذ لها ما تريد , وهذه كلها علامات على مدى الخطر الذي تعيش فيه هذه المملكة المعتمدة في حكمها على عائلة عبد العزيز ولا يوجد أي مشاركة للشعب السعودي في الحكم بل هم أتباع فقط . لقد تدخلت الحكومة السعودية في جميع الثورات , وكانت وقفتها مع الحكومات الدكتاتورية كحكومة زين العابدين بن علي وحسني مبارك وعلي عبد ألله صالح والملك حمد بالإضافة الى دعمها لملكيّ المغرب والإردن , أي مواقفها جميعاً مناهضة للشعوب العربية , وقد بذلت كل ما بوسعها من أجل بقائهم في السلطة بالرغم من فضاحت جرائمهم ضد شعوبهم العربية والتي عرفها القاصي والداني وخيانتهم للمصالح العربية وضربهم للقضية الفلسطينية , وقد أشتركت المملكة العربية السعودية وحلفائها بشكل مباشر في إضطهاد الشعوب العربية إن كان من الناحية المادية أو الإعلامية أم العسكرية , فهذه تجربتي اليمن والبحرين نعيشهما أول بأول نلا حظها أشتركت بشكل فعلي في كلا الثورتين وهي صاحبة القرار الرئيسي في كلا الدولتين , ففي اليمن أرسلت مساعدات عسكرية الى حكومة الرئيس علي عبد ألله ودعمته أعلامياً ومادياً بل أرسلت طائرة خاصة له لنقله الى الرياض عندما تعرض لضربة مشكوك بها , وهذا كله من أجل أن تبقى السعودية اللاعب الأول في القضية اليمنية بالرغم من تضحيات الشعب اليمني وخروجه الى الشوارع بالملايين, ولكن السعودية لا تتأثر ولا تحترم أرادة الشعب اليمني في تقرير مصيره , أما البحرين فليست حالها تختلف عن أختها اليمن ولكن الشئ الوحيد المختلف أن السعودية أشتركت بكل ثقلها في البحرين , فقد أرسلت الجيوش وقتلت ما قتلت من الشعب البحريني المسالم وحطمت ممتلكاته الخاصة , وقد رفضت المملكة العربية السعودية كل محاولات الصلح بالرغم من مواقف ملك البحرين ألاقل حزماً من السعودية ولكنه لا يمتلك أي قرار في بلده بل الحاكم الفعلي في البلد هو رئيس الوزراء مدعوماً من الجيش السعودي , وتستمر معانات الشعب البحريني المسلم وهو يواجه قوات المملكة العربية السعودية بالإضافة للقوات البحرينية والأردنية والإماراتية والجميع مدعوم من التواجد الأمريكي الموجود في البحرين , أما الموقف السعودي وحلفائها فقد أختلف كلياً في القضية السورية , فأنقلب رأساً على عقب فالوقوف كان مع الشعب السوري ضد الحكومة , ما السبب التغير بالمواقف ؟؟؟ العامل الوحيد الذي تختلف فيه الحكومات العربية هو الموقف من القضية الفلسطينية ومساعدة التنظيمات التي تدافع عن هذه القضية أو بمعنى أخر الموقف من العلاقات العربية الإسرائيلية , الدولة العربية الوحيدة الباقية مساندة للقضية الفلسطينية هي سوريا , ومساندتها لكل تنظيم أو حزب يناضل من أجل تحرير فلسطين والأراضي العربية المحتلة , هذا السب الوحيد الذي جعل السعودية وحلفائها تقف موقفاً مضاداً للحكومة السورية , أما بقيت الدول العربية فقد سارت بركب المصالحة مع إسرائيل وإذابة القضية الفلسطينية , وهذا ما سعت أليه السعودية منذ اليوم الأول لتأسيسها , أما دعمها للشعب السوري ليس حباً لهذا الشعب العربي الأصيل ولا حباً للديمقراطية والحرية أو أحترام تقرير المصير بالنسبة للشعوب , لأنها لاتؤمن بكل هذا بل تعمل عكسه تماماً ولاتريد نشر هذه المبادئ في المجتمع العربي ودعمها لكل الطواغيت العرب أكبر دليل على ذلك, ولكن لتحقيق ما تصبوا أليه وهو تغير الحكم في سوريا الى أخر مضاد للقضايا والمصالح العربية , لكي تسقط اخر القلاع المقاومة ضد العنجهية الصهيونية والأمريكية , ومن ثم ضرب حزب ألله الذي وضع روؤس هؤلاء الحكام في الوحل بسبب مواقفه المشرفة التي أرجع بها كرامة العرب والمسلمين المهدورة التي هدرتها مواقف حكام السعودية وحلفائها , فلا تنخدع الشعوب العربية بالصحوة السعودية أتجاه الأحداث في سوريا فأنها خدعة مدسوسة لكي ترمي بكرامة وعز العرب والمسلمين في البحر والى الابد.
https://telegram.me/buratha