المقالات

استقلالية شبكة الإعلام العراقي في خطر

1163 21:00:00 2011-08-11

علي البهادلي

تضم شبكة الإعلام العراقي كفاءات إعلامية من ذوي الخبرة تقع على عاتقهم بلورة سياسية إعلامية رصينة ومستقلة. وليس ثمة شك في ان المسؤولية الملقاة على عائق الأعضاء مسؤولية جسيمة، وهم وحدهم يتحملون مسؤولية الإخفاقات والنجاحات، مما يترتب عليهم احتساب كل خطوة أو نقلة في السياسة الإعلامية.

لكن المشكلة في الشبكة هي تلك التدخلات السافرة وغير المشروعة للمستشار الإعلامي لرئيس الوزراء، على الموسوي، ومحاولته فرض وصايا ونصائح، حتى بدت الشبكة كما لو انها تدار، بالتلفون عبر مديرها العام عبد الكريم السوداني.

والحقيقة ان هذه ديدن "مستشاري" بعض السياسيين في العراق الذين يعتقدون ان مناصبهم، تمكنهم من " توجيه " الآخرين، مستغلين علاقتهم المباشرة بالقيادات العليا في الدولة أبشع استغلال.

ولعل التاريخ يعيد نفسه في محاولات التدخل السافر في شؤون الشبكة بالريموت كونترول، فقد تعرضت استقلالية الشبكة للاهتزاز أيضا حين تدخل يومها المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء السابق إبراهيم الجعفري وأقال الكاتب والإعلامي العراقي محمد عبد الجبار الشبوط من رئاسة تحرير جريدة "الصباح"، مما شكّل وقتها انتهاكا كبيرا لاستقلالية الشبكة ومحاولة استغلالها لأغراض سياسية ضيقة تخدم جهة معينة، وهذا ما واجه رفضا من بعض أعضاء الشبكة ومنهم الأستاذ الشبوط الذي آثر الابتعاد عن مهامه في الصباح عن أن يكون وسيلة تسخّر عبرها أجندة هذا وذاك.

ان ما يحصل اليوم من تدخل سافر وغير عادل، من قبل على الموسوي في شؤون الشبكة، هو صورة طبق الأصل للتدخلات غير المبررة لمستشار الجعفري في صحيفة الصباح حين كان يترأس أجندتها محمد عبد الجبار الشبوط، فقد حاول المستشار تحويل الجريدة الى ناطق بلسان رئيس الوزراء العراقي، بل ناطقا عن الحزب الذي ينتمي اليه.وهكذا بالنسبة للشبكة اليوم، فثمة محاولات سافرة في التدخل في تسيير أمورها من قبل علي الموسوي، لفرض أجندة معينة حتى بالتلفون، وبطريقة لا يرضى عنها بالتأكيد رئيس الوزراء ولا أعضاء الشبكة الذين يبدون امتعاضا مما يحصل في كل مرة.

ان شبكة الإعلام العراقي لا يمكن ان تتحول في كل الأحوال الى هيئة ذيلية تدار بالاوامر الارتجالية وغير المدروسة من قبل الموسوي.كما لا يمكن لها ان تكون صورة لمزاج المستشار المتغير في كل يوم، لان ذلك سيجعل منها ألعوبة، بيد هذه وذاك في وقت ينتظر منها العراقيون الكثير بعدما قدمت الكثير من الانجازات في مجال السياسة الإعلامية التي خدمت الاستقرار والوحدة الوطنية في العراق، كما لا يمكن للشبكة ان تدار من قبل الموسوي وكأنها صحيفة او هيئة تابعة للحزب الذي ينتمي اليه، مع الاعتزاز بالحزب ودور الجهادي، وبالتأكيد فان اغلب أعضاء الحزب ومناصروه ينتقدون التصرفات الارتجالية لمستشار المالكي الذي يشوه بسلوكياته صورة حزب الدعوة نفسه.

وليس ثمة برهان أدل مما كتبه وهو احد الصحافيين العراقيين الذين عملوا في جريدة الصباح، عن دور محمد الشبوط في تأكيد استقلالية الصباح حيث يقول".الخط الإعلامي الذي اختطه محمد عبد الجبار، قد ترسخ من خلال العمل المستمر، سواء كان بطيئا او متعثرا إلا انه اخذ مسارا متصاعدا وملموسا، فهو يؤكد و يشتغل بدأب على ان جريدة الصباح تابعة للدولة كونها من المال العام، وليست تابعة للحكومة الا بالقدر الذي يجعل انجازات الحكومة، تظهر كمكتسبات داخل عملية الإعلام الحر المسئول".ان التعريج على موضوع جريدة الصباح ضروري لكي نركز على موضوعة أن التاريخ يعيد نفسه اليوم في التدخل في أمور الشبكة "..كمحاولة لنزع استقلاليتها.

فعلى رغم الانجاز الكبير الذي قدمه الشبوط للصباح فقد أسفرت تدخلات مستشار الجعفري ( البعض ينسبها الى خلافات تعود الى عقدين من الزمان بين الرفاق في حزب الدعوة) الى فرض قرار تعسفي صدر عن شبكة الإعلام العراقية يتضمن إقصاء محمد الشبوط، العام 2005، وبلغ التعسف الى الحد الذي مُنع فيه الشبوط حتى من كتابة افتتاحية اليوم التالي، مما يدلل على حجم "الحقد" الذي يكنه بعض "الرفاق" لبعضهم.

إننا اليوم أمام لحظة فاصلة، وهي ان لا يرى السياسيون في مراكز القرار الأمور عبر مستشارين يحاولون إقامة تحالفات سرية ويحجبون الحقائق بحيطان المصالح الشخصية والمغالطات ويرسمون صورة مشوهة للسياسي بريشة المزاج المتقلب.

والكل يتذكر انه بعد رحيل الشبوط من الصباح ظهرت الجريدة في اليوم التالي وقد تصدرت صورة الجعفري صفحتها الأولى، لتجسد نهاية استقلالية ظلت محافظة عليها طيلة فترة رئاسة الشبوط، لكنها وُأدت على يد المستشار الإعلامي الذي سعى إلى تسخير الجريدة لأغراض حزبية ضيقة، تماما مثلما يفعل مستشار اليوم وهي يحاول تطويع شبكة الإعلام لتوجهاته وأهواءه

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
saad
2011-08-12
اقترح الغاء شبكه الاعلام العراقي حيث لافائده من تبذير اموال الفقراء على مؤسسات وهميه لانفع فيها الا المزيد من السرقه والفساد
د. ام حسنين
2011-08-12
من لايعرف الجعفري؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ عرفناه في موسسة الصدر في ايران ذو خمس محابس في كل يد وذو لحية ؟! ثم الرحيل الى بلد الكفر كما كان يدعي ان بريطانيا هو بلد الكفر؟! ولكن سبحان اللّه صار حلال له بعد سنوات حيث رايته في لندن ويغرف من خيرات المملكة المتحدة مع انه بلد الكفر ولحد هذه اللحظة ينعم هو واسرته بخير بلد الكفر كما كان يدعي بذلك؟؟! سبحان مغير الاحوال اشلون الكفر صار حلال!! هذا الشخص يركض وراء مصلحته الشخصية اين هي الملاين يركض ورائها ؟ أنه بعيد الدين ابداً..رايناه عندما تراكض الى امريكا والسعودية ..
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك