المقالات

تشخيص الداء نصف العلاج

618 15:37:00 2011-08-12

عماد الاخرس

والداء الذي اعنيه في مقالي هو الفساد المالي بعد أن أصبح الحديث عنه في العهد الديمقراطي الجديد ظاهره عامه يمارسها اغلب العراقيين في كل مكان .. الشارع .. البيت .. حافلات نقل الركاب العامة .. المنابر الدينية .. الخ .واهم ما في هذا الحديث هو توجيه الانتقادات اللاذعة للقادة السياسيين والمسئولين الحكوميين بمختلف مواقعهم ودرجاتهم الوظيفية مستغلين فسحة الديمقراطية المتوفرة لهم وكأنها وجدت لهذا الغرض فقط.أما القنوات الفضائية فان اغلبها تُسارع في الإعلان عن أي حالة فساد صغيره كانت أم كبيره في أخبارها العاجلة يليها إطلاق زوبعتها الإعلامية التي قد تستمر لأيام وممكن لشهور .ثم يبدأ أصحاب القلم في نشر مقالاتهم لتملأ الصحف والمواقع الالكترونية وبعناوين مختلفة يتناول بعضها تشخيص هذا الداء ومدى خطورته وازدياد أعداد المرضى الفاسدين المصابين به .. الخ . كل هذا وتبقى المصيبة نفسها في استمرار هذا الداء القاتل واستفحاله وتغيير واقع حاله من سيء إلى أكثر سوءاً وسبب ذلك يعود إلى غياب النية الصادقة في علاجه واستخدامه من قبل البعض كسلاح للتسقيط السياسي والاجتماعي. و ليس هناك اعتراض على فضح الفساد والتشهير بالفاسدين ولكن الاعتماد على هذا الأسلوب فقط لا يقضى على هذا الداء.وهناك حقيقة يعرفها الجميع إن تشخيص أي داء هو نصف العلاج ولابد أن تكون هناك إجراءات تكميلية سليمة للقضاء عليه. إن غياب التشريعات والعقوبات الصارمة احد الأسباب الرئيسية لتفشى الفساد في مؤسسات الدولة العراقية لأنها وضعت الفاسدين في بر الأمان وخصوصا بعد أن اعتادوا النقد و الزوبعات الإعلامية والفضائح وأصبحوا لا يعيرون اهتماما بمنابرها ولا يعطونها سوى الأذن الصماء ولا تعنى لهم سوى المزيد من الثرثرة والتهريج وهم واثقون بأنها أقصى رد موجود على جرائمهم وليس هناك ردود أخرى . لذا لابد من التفكير في إتباع الوسائل الفعالة القادرة على ردع الفاسدين وأهمها إجبار البرلمان العراقي على تشريع القوانين التي تحارب الفساد وتقلعه من جذوره بلا عوده .. ليس هذا فقط بل تشديد الرقابة على الحكومة ومتابعة مدى تنفيذها العقوبات الصارمة لكل من يخالفها .. وعكس ذلك يبقى اللجوء إلى التظاهر والاعتصام والعصيان خير وسيله .أخيرا أقولها .. إن الثرثرة والتهريج لن تغير من حال الشعوب إلى الأحسن بل تسير بها إلى الأسوأ وهى لا تكفى لحل مشاكل العباد ولا تضع حداً للفساد.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك