باقر عبدالرزاق السعداوي
سؤال في أسئلة مادة الكيمياء لهذا العام في الامتحان الوزاري غير منطقي حيث يكون ناتج طاقة الآصرة بالسالب!! ذكرني هذا السؤال عندما كنت طالبا في الجامعة في الثمانينيات وفي امتحان مادة البيئة كان هناك سؤال رياضي وعندما عجزت عن الوصول الى النتيجة النهائية كتبت للأستاذ في مكان الأجابة ( ان السؤال غير منطقي لا يحل) فأعطاني الأستاذ درجة كاملة على عكس الطلبة الذي توصلوا الى نصف الحل أعطاهم اقل من نصف الدرجة ورغم ان السؤال يحل اعترض الطلبة على جوابي قال انتم لم تصلوا الى الحل أما هذا ويقصدني فقد كتب ما يروم في حقيقة ذهنه (قول ما يراه العقل عندي اهم من كتابة ارقام وهمية خاطئة) وعندما تكررت الامتحانات كتب بعض الطلبة على بعض الإجابات التعجيزية ان السؤال غير منطقي لا يحل فأعطاهم الأستاذ صفرا وقال ان اللعبة تلعب مرة واحدة!!لقد عانت العملية التربوية منذ بداية التسعينيات من فقدان الكثير من العوامل التي تقومها في أداء عملها على أحسن وجه ,لا نريد ان نذكر أيضا ما عانى منه الطلبة والتدريسين في فترة الحرب في الثمانينيات وكيف كان يساق الطالب الذي لا يتعدى معدله 70 الى جبهات المعركة الطاحنة آنذاك وكذلك من تسويق التدريسين الى الجبهة وترك الكثير من المدارس تعاني النقص الكثير من المدرسين وحتى الطالب في الصفوف غير المنتهية كان يخرجه البعث كل يوم الى التظاهرات والمسيرات القومية البعثية الفاشية ويترك كتبه في رحلة الدرس!!، فتلك حقبة مريرة في تاريخ العملية التربوية نتيجة السياسات الفاشية للبعث، اما حقبة التسعينات فقد استحوذ الجفاف والتصحر على أرضية التدريس وأصبحت المدارس هياكل من الكونكريت فقط وانقرضت المختبرات العلمية والوسائل التعليمية فكان الطالب يتلقى المعلومة نظريا فقط ( حبر على ورق) مما اضعف المنهجية في التعلم وفقدان الدرس غايته العلمية . وبالرغم من ذلك بقي المدرس والطالب على الحرص في التعلم وبقية هناك طلبة على درجة من التفوق والنجاح فكان الطبيب والمهندس والمدرس والمحامي وغيره ، وليس مدحا لتلك الفترة ولكن كان السبب الوحيد في بقاء التفوق هو المنهجية الصحيحة في وضع الأسئلة الوزارية وكانت تأخذ طابع التقويم الصحيح لمستوى الطالب مع المنهج والفترة الدراسية ، وهذا ما لمسناه من تجربتنا التدريسية طوال العشرين عام السابقة . أي كان هناك توازن حقيقي بين المنهج وبين الأسئلة وكان الطالب لا يبحث كثيرا عن الدورات والتعقيدات في الدراسة فكان يكتفي بالدرس الحكومي الذي يتلقاه من مدرسته. ولكن بعد عام 2003 والتي توقع البعض بل قال الكثير من المتابعين والمحللين والسياسيين ان الدولة سوف تهتم بالعملية التربوية وتقويم الطالب والاهتمام به على غرار ما قامت به اليابان بعد الحرب العالمية الثانية!! كون الكثير يرى ان التربية والتعليم هي أساس بناء المجتمع الجديد القائم على العلم والتقدم , ولكن بدأت العملية التربوية بالتخبط الكبير والتزاحم والتداخل في الافكار والتخطيط الغير منهجي. صحيح ان هناك ايجابيات من خلال تغيير بعض المناهج وتطويرها ولكن كانت السلبيات كثيرة من خلال كيفية وضع المنهاج وتوقيت وصولها الى المدارس وعدم وجود الدورات الـتأهيلية للتدريسيين على المناهج الجديدة, وكذلك كثرة العطل والتعطيل في الدوام فضاعت الخطط اليومية والسنوية على المدرسين واصبحت الفوضى وتراكم وتزاحم الدورات ودروس التقوية لدى الطلبة واصبح الطالب في متاهة وكذلك تأخير فترة الأمتحانات عن مواعيدها المعهودة مما أصاب الطلبة الملل وكأننا عدنا الى المدرسة الكونفوشية الصينية القديمة التي تجعل الطالب يدرس وحده في غرفة مغلقة لمدة ثلاث سنوات وتوضع له الأسئلة يجاوب عليها ايضا في غرفة مغلقة لمدة ثلاثة أشهر. والذي زاد الطين بله وهو مقصد الموضوع طريقة وضع الأسئلة الوزارية فالمتتبع للأسئلة كثرة الأخطاء الفادحة في معظم الامتحانات(حتى وصلت في اللغة العربية الى تسعة أخطاء) فكيف مرت على اللجنة الأمتحانية ونحن نعلم ان من يضع أسئلة يجب ان يكون معها الجواب النموذجي ونريد الأجابة من الوزارة كيف تم كتابة الأجوبة النموذجية لبعض الاسئلة التي تحتوي على اخطاء. نعم كيف كتبت اللجنة الامتحانية ان طاقة الآصرة في السالب !! لا توجد طاقة في السالب على الكرة الأرضية ولكن ربما عندما نصل الى المريخ على متن ستوتة ابو حونة سوف نجدها!! لا يعلم الطالب ولا حتى الوزارة ان السؤال الخطأ يكون جواب الطالب عليه ( السؤال غير منطقي لا يحل) وملزمة اللجنة بأعطاءه على السؤال درجة كاملة لكن لا توجد لدى الطالب هكذا ثقافات فيصبح في متاهة ويصيبه الوهم ويتخبط في كيفية حل الأسئلة بأجمعها ( ماذا يترك وماذا يجيب وهكذا) تحتاج وزارتنا الموقرة الى اعادة النظر في اللجان الأمتحانية والتقويم فلا نبقى في دوامة ( يحق للطالب الراسب بجميع الدروس ان يمتحن دور ثاني ، يحق للطالب ان يعيد درجة نجح بها ليحسنها!! واذا بقي درس فهناك امتحان دور ثالث!!) والطالب الناجح يستطيع ان يرسب نفسه في اي مادة ويعيد السنة الدراسية (حزورة ماجينا ياماجينا)هذا يؤدي الى فقدان العملية التربوية بريقها واهدافها وبالتالي نصل الى مرحلة من التميع والذوبان مع الارتفاع الجنوني لدرجات الحرارة!! ولكن قد يكون السؤال صحيح وان الطاقة بالسالب لانها ربما ناتجة من طاقة عقود الكهرباء الكندية والألمانية الوهمية!!
https://telegram.me/buratha