بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين باريء الخلائق اجمعين وأفضل الصلاة وأتم السلام على سيد الأنام حبيب إله العالمين وسيد الأنبياء والمرسلين حبيب قلوبنا أبي القاسم محمد وعلى الهداة الميامين من أهل بيته الطيبين الطاهرين واللعنة الدائمة على أعداءهم من الأولين والآخرين الى قيام يوم الدين .
في العاشر من شهر رمضان المبارك تمر بنا ذاكرة مؤلمة والمفرح بها أنها تذكرنا بإمرأة في غاية العظمة إلا أنها وللأسف الشديد في غالبية الأيام من المنسيات الكبار وأعني بذلك أم الأئمة الكبرى وأم المؤمنين السيدة خديجة (ع) . وفي ذكرى خديجة نرى هذا الظلم الكبير في واقعنا الأجتماعي لها ، إذ من الواضح لي ولكم انها لا تذكر إلا نادرا مع أنها الجدة الكبرى للأئمة عيلها وعليهم صلوات الله وسلامه أجمعين . ومع أنها قد قدمت لهذا الدين ما لم يقدمه غالبية ما يسمون بالصحابة ، بل لم يصل الى ما قدمته أحد أبدا . وأن يناظر مالها مع سيف ابن أبي طالب (ع) إنما يشار لنا الى عظمة الدور الذي قامت به أم المؤمنين خديجة آنذاك ، والأيام التي تحسب في التأريخ ليست هي الأيام الرتيبة فالناس إن اعتادوا على أمر وجاء من بعدهم من يعيد ما إعتادوا عليه لا يعد شيئا مهما بقدر ما أن يبتديء الأنسان حدثا ميسجله في التاريخ بإسمه كما سجلته خديجة (ع) حينما جعلت كل ما تملك من مال ومن وجاهة إجتماعية ومن تأثير ونفوذ اجتماعي كبير ووضعته كله تحت أقدام رسول الله (ص) في وقت كان الناس ظنينون بالرزق شحيحون بالعطاء وكانت المرأة إما غانية فاجرة وإما مهملة على رف من رفوف التأريخ المظلمة . ولكن أن تنبري من من تلك الأوساط الأجتماعية والمجتمعية إمرأة بهذا السمو وبهذه العظمة بحيث انها اذا ما ماتت ومات معها الناصر الثاني لرسول الله (ص) وأعني بذلك مؤمن قريش أبو طالب (ع) ، اذا ما متا وجاء الوحي ليبلغ الرسول (ص) ( أخرج من مكة فلقد مات ناصراك ) . هذا التعبير ترى كيف قابلته الأمة ؟ ، وترى كيف تمكنت خديجة أن تصنع مثل هذا المقام . " مات ناصراك " ولم يقل مات أحد النصرة أو أحد المناصرين وإنما قيل أن في هذه المدينة ناصران وقد ماتا وأحد هذين الناصرين هي السيدة خديجة (ع) .
وهنا أعتقد أن من واجبنا أن نتوقف هنيئة لأننا نرى أن الناصرين ناصري رسول الله (ص) قد تعرضا لأشد حملات التشويه والتقبيح من قبل كتاب التاريخ والرواة الكذبة . أما أبو طالب فقد باتت قصته أوضح من الشمس في أنهم أصروا على أن يقلدوا من أمضى عمره كله في حرب رسول الله (ص) بتاج الصحبة والمناصرة لرسول الله وأقصد بذلك " أبو سفيان " ، وأما الذي أمضى كل عمره مناصرا لرسول الله (ص) ومجاهدا من أجله فقد عدوه مشركا وأدخلوه في النار ! . هذه قصة التاريخ نراها اليوم وسنراها في كل يوم كيف يدون التاريخ من قبل الكذبة وكيف يحاول أهل الصدق أن يشقوا طريقهم ببالغ الصعوبة وبشدة الكلفة لأن الحق لا ناصر له ولا نصير إلا ما ندر . لذلك أن ترى في هذا التاريخ كيف تصور خديجة (ص) بأنها الأمرأة التي تزوجت عدة رجال قبل رسول الله (ص) مع أن الثابت هو ان الرسول قد تزوجها بكر وإن كان لا قيمة لان تكون بكرا او ثيبا بقدر ما أن القيمة هي حقيقة النصرة . ولكن لأن هذا التاريخ قد سجل بأيدي سخفاء تصوروا بان اذا ما كانت الأمرأة باكرا يكون لها شأوا عظيما في قلب الرجل ، وأي رجل هذا ؟ . فحينما يتحدثون عن رسول الله (ص) ويضعونه في الموضع الذي يرون فيه أنفسهم ولا يرون فيه مقام الرسالة الذي يتعالى عن كل هذه الأشياء ، ولكن مع ذلك لو تسأل عن هذه الأمرأة الوجيهة في قومها وكانت تبز كل نساء قريش في فضلها أي الرجال كان قد تزوجها فلا تحصل على أسم محدد مع أنها هي أم المؤمنين الأولى ومع ان العرب كانت شديدة الأهتمام بمعرفة الأنساب ومعرفة المصاهرة أين تكن فما بالك بصهر رسول الله (ص) . فمن هو الذي صاهره الرسول (ص) ومن هي هذه الزوجة التي جاءت الى بيت الرسول (ص) وهي أولى الزوجات ؟ . يفترض ان تكون لديهم قاطعية في القول بان زوجها الأول كان فلان وزوجها الثاني كان فلان ، ولكن أنا من خلال خحبرتي وبحثي في هذه المسائل وجدت لها سبعة أزواج لا يعرفون إطلاقا مع أنها لم تكن تشكو جمالا ولم تكن تشكو وجاهة وكانت في السنام الأعلى من قريش ومع ذلك لا يعرف لها زوج بإسم مشخص !! . مع أنهم كانوا يقولون أنها كانت مورد خطاب العرب ولكن آخر شيء تعثر عليه تجد أنهم زوجوها الى راع لأغنام بدوي لا يعرف له إسم ولا رسم من مكة !! .
اذن فالقضية كلهاهي في إمتداد هذه الأكاذيب وفي إمتداد هذا الخط الذي زيف التاريخ ولا زال سخفاء العقول ليومنا هذا يسيرون على هذه السخافة من واحد الى آخر من دون أن يساءلوا أنفسهم ولو لمرة عما اذا كان هذا الذي يقرأوه حقيقيا أم لا . ثم وضعوها كما سبق لهم ان وضعوا رسول الل (ص) في موضع يقدح بالأيمان كما في قصة " دثريني دثريني أو زمليني زمليني ياخديجة " وهي قصة نزول الوحي وقد سبق لي أن تحدثت عن هذه القصة التي يرويها البخاري في مطلع كتابه المسمى " الجامع الصحيح " وكتاب " بدء نزول الوحي " في الجزء الأول يقول في الحديث الثالث أو الرابع ومؤدى القصة أن الرسول أراد ان ينتحر ويلقي بنفسه من شاهق لمجرد انه رأى ملكا !!! . وقصة إقرأ ما انا بقاريء فهذه الأكذوبة استمرت الى ان يدخل الرسول (ص) فتراه خديجة (ع) يرتعد من الخوف والهلع فتدثره وتقول له " إنني لم أر منك إلا صدقا " وبعد ذلك تذهب هي الى ورقة ابن نوفل أحد أرحامها وكان من كبار النصارى آنذاك ، فهذا الرجل هو الذي جاءت به ىخديجة لكي يشهد بأن هذا الرجل الذي أصابه الهلع والفزع إنما في ظهره خاتم النبوة وهو الذ أعلن بان محمدا (ص) أصبح نبيا !!! .
وهنا لا يجيبون لماذا هذا الرجل يعتقد ان محمد (ص) قد غدى نبيا ولا وهو لا يؤمن بنبوته ويبقى نصرانيا ؟! . إنهم لا يجيبون على هذا السؤال رغم أنهم في هذه الكذبة وفي هذه الفرية قدموا لأعداء الأسلام وثيقة كبيرة ومستندا وضعوها بأيديهم لكي يقولوا بأن الأسلام إنما أوجده رجل نصراني . ففي بدايته لم يتعرف النبي على الوحي فيقول له " إقرأ " فيجيب " ما انا بقاريء " وهنا لك ان تتساءل لماذا يقول له " ماأنا بقاريء " فهل ان الوحي لم يكن يعرف ان الرسول لم يكن يقرأ فيريد منه أن يعترف بعجزه ، أو انه الرسول يريد ان يعصي الله سبحانه وتعالى فكان يعرف القراءة ولكنه لا يريد ان يقرأ ؟ . فهذه القصة كلها إكذوبة في إكذوبة والأصل فيها ان تشوه هذه المقامات العظيمة .
الآن ما بين هذه وتلك يجب علينا ان توقف قليلا عند مقام خديجة كام للمؤمنين ونناظر بينه وبين المصطلح الشرعي والتأريخي لهذه الكلمة إذ ان التاريخ وكتابه ولا زال الى اليوم كل من ينتقد أما من أمهات المؤمنين ترفع أمامه رايات التكفير ورايات التجهيل ورايات التقبيح ويقال بأنه ينتقد عرض رسول الله (ص) . وحينما يوجه أي نقد لهذه الأم او لتلك الأم من امهات المؤمنين يرد على الأنسان ان هذه أم المؤمنين كيف تنتقدها بينما الواقع القرآني والواقع التاريخي يتحدث بلغة مختلفة تماما . فحينما نقارن بين قوله وزوجاته أمهاتهم فهذا القول حينما يعبر عن الله سبحانه وتعالى فهل نقول بان أم المؤمنين كمصطلح هو مصطلح تشريفي بحيث ان المرأة اذا غدت أما للمؤمنين يجب ان تشرف على أي حال وان تعظم بصرف النظر عن طبيعة الذي قامت به وفعلته مع رسول الله أو غير أم أن الأمر مجرد مصطلح تشريعي تجري عليه ما يجري على الأمهات من الناس ؟ .
في حديث القرآن نجد ان هناك تفريقا ما بين أمهات المؤمنين ، فواحدة من أصناف أمهات المؤمنين خوطبت عبر سورة الأحزاب بهذا الخطاب ( من يأت من كن بفاحشة ) وخوطب صنف آخر بخطاب ( ومن يقنت منكن ) فهذا الخطاب ، خطاب الأيمان وخطاب التخوين كإحتمالات ذكرت ولكن وضعت أمام كل صنف من هذين الصنفين جزاء خاص . فمن ( يقنت ) تؤتى أجرها ضعفين ، ومن تأتي بفاحشة تؤتى عذابها ضعفين وهنا لم يتحدث القرآن بان هذه أمهات المؤمنين ولا يمكن ان تعذب فإذا كانت القضية قضية مقام تشريفي فلا يمكن ان يتحدث عن العذاب بهذه الطريقة ، نعم يمكن ان يتحدث عن الثواب بهذه الطريقة . ولكن الحديث عن انها تأتي بفاحشة والفاحشة هنا مطلق المنكر المبين والفاضح امام الآخرين . إذن فالقرآن يسلب من أمهات المؤمنين المقام التشريفي ويضعهن أما مسؤولية قربهن من رسول الله فالتي تطيع الرسول (ص) عند ذلك تؤتى أجرها مرتين ، وأما التي لا تطيع الرسول وتشذ عن أمر الرسول (ص) فإنها تعذب بضعفين من العذاب بسبب قربها من رسول الله (ص) فهذا القرب هو الذي يجعلها أما في إطار المصابرة وبالنتيجة علو الدرجة ، وإما دون ذلك ودون حد الأيمان وعند ذلك تؤتى أم المؤمنين عذابها ضعفين .
وحديث سورة التحريم في غاية الوضوح في الزوجتين اللاتي تظاهرن على رسول الله (ص) وهنا تعبير القرآن الكريم ( إن تتوبا فقد صغت قلوبكما ) وهنا يعبر بان قلوبكما قد انحرفت ودعاهن الى التوبة . والقرآن بعد ذلك يضرب مثالا في غاية الوضوح ( ضرب الله مثلا أمرأة نوح وإمرأة لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا فخانتاهما ) . هذا التعبير يضعنا امام هذه الحقيقة وهي ان القرآن الكريم لا يتحدث عن تشريف في هذا المقام وإنما يتحدث عن تشريع وهذا التشريع هو ان المراة التي يتزوجها الرسول (ص) ولو للحظة واحدة تكون أما للمؤمنين أي أن لا يجوز لها ان تتزوج من أي من اولادها وهذه هي العبرة من لفظ أم المؤمنين أي لا يجوز لها ان تتزوج من بعد رسول الله (ص) . وإلا لو كان المقام مقام تشريف فإن القرآن الكريم لا يخاطب بهذه اللهجة ( عسى إن طلقكن ) فوجودهن مع رسول الله هو بالزواج فإذا طلقهن هل يبقى وجود للتشريف ؟ . بل بالعكس يتحول التشريف الى شيء آخر ( عسى إن طلقكن ) وهذه العسى هي أمر أشبه بالواقع وأمر بيد رسول الله يطلق كما طلق من قبل والمسلمون متفقون على أن الرسول (ص) طلق عدة نساء كتلك التي خدعتها إحدى امهات المؤمنين حيث جاءت وقدمت نفسها لرسول الله (ص) لكي يتزوجها فقالت لها إحدى أمهات المؤمنين ان الرسول (ص) يحب اذا ما اراد ان يدخل بأهله ان تقول له " أعوذ بالله منك " وصدقتها وتصورت أن كلمة أمهات المسلمين مسألة سهلة فأول ما دخل عليها الرسول (ص) قالت له " أعوذ بالله منك " فطلقها مباشرة وهذه التي تسمى بالمستعيذة فكانت في لحظة أم المؤمنين وفي لحظة أخرى ليست كذلك فإذا كان المقام مقاما تشريفيا لم يسلخ عنها .
الغرض من كل هذا الحديث هو أنه حينما تصل إمرأة الى مقام ام المؤمنين وتكون من البر برسول الله (ص) بالدرجة التي يعبر عن موقفها بانه موقف الناصر لرسول الله (ص) في موقف عز فيه الناصر وأنتم تعلمون ان الأنسان عندما يكون فقيرا ويقدم له شخص شيئا ليس مثلما يغتني ويقدم له الأنسان شيئا مماثلا فهناك إختلاف كبير . لذلك فإن الرسول (ص) حينما يجد من خديجة (ع) كل هذا الموقف المناصر عندئذ أين ستكون خديجة (ع) وفق تعبير سورة الأحزاب ؟ . فهذه الأمرأة يقنت بالله سبحانه وتعالى وأطاعت رسول الله (ص) بل كانت من السباقات الى طاعة رسول الله (ص) في يوم لم يكن في الأسلام إلا رجل وإمرأة ، فالإمرأة كانت خديجة (ع) والرجل كان عليا (ع) ومع ذلك كانت هذه الأمرأة كانت قد قدمت كل ما تملك بين يدي رسول الله (ص) . وأنا أؤكد للتاريخ ان هذه المرأة لم تتزوج برسول الله (ص) وعمرها أربعون سنة فهي لم تكن بعر الأربعين سنة حتى تسمى ثيبا بل كان عمرها المحقق هو خمسة وعشرون سنة . أيا ما يكن فقد نصرها الله سبحانه وتعالى حينما نصرته لأنها وقفت مع رسول الله (ص) وقدمت له كل ما تتمكن وحينما تقدم مثل هذه الأمرأة مثل كوثر رسول الله (ص) فاطمة عليها السلام فحينما تقدم له هذه الأعطية وهذه العظمة لك ان تعرف أي أمرأة هذه . وهناك تساؤلات يجب ان لا تغيب عن أذهاننا وهي لماذا خصت الولادة بزوجتين من زوجات رسول الله (ص) فبقية الأزواج لم يلدن منه شيئا ماعدى خديجة (ع) وهي ام فاطمة (ع) وثلاثة من أولاد النبي (ص) ، وماريا القبطية أم ابراهيم (رض) هذه الأمرأة التي أتهمت بالأفك .
ولكن أيا ما يكن دعوني أخاطب هنا أخواني الأعزاء ، أخواتي الكريمات ، إمرأة بهذا المستوى تصل الى هذا المقام مقام النصرة لرسول الله (ص) حينما قل الناصر وحينما تجدون في رواياتنا روايات الظهور الشريف أن هناك خمسون إمرأة من جملة الثلاثمائة وثلاثة عشر من أصحاب الأمام (عج) فمالذي يمكن أن يتداعى في أذهانكم ومالذي يمكن أن تفكروا فيه حينما تجدون أن خمسين إمرأة ستكون من خالصات مناصري ابن رسول الله (عج) في زمن سيقل فيه الناصر ؟ . ثلاثمائة وثلاثة عشر غير موجودون في بيئة مناصرة بل سيكونون موجودين في بيئة في غالبتها العظمى معادية للأمام (عج) فهذه البيئة بيئة مكة وإذا يكون فيها خمسون إمرأة من المناصرات الأوائل والسباقات للنصرة .
السؤال الأول للأخوات : هل ياترى أنتن معنيات بالتعرف على أن هناك خمسون إمراة ستكون مناصرة وهل تفكر إحداكن أن تكون من تلك المناصرات ؟ .
والسؤال الآخر لأخوتنا جميعا والذين للأسف الشديد مازالت المرأة ممتهنة في أفكارهم وفي سلوكياتهم معها ولا زالت في الكثير من الأحيان إنسانة من الدرجة الثانية بل ومن الدرجة الثالثة للأسف الشديد ؟ . لا تحترم ولاتعز ولا تركم إلا في لحيظات فيها الود ولكن سرعان ما تنتفي ، فإذا كان من هذه المراة الممتهنة أن تخرج خمسون إمرأة مناصرة فالسؤال هنا هل لزوجاتكم ولأخواتكم ولبناتكم إذا ما تعاملتم معهن بإكرام وتربية وبسهر على هذه التربية فهل يمكن أن يلتحقن بهذا المقام ام لا وهل يقتربن من هذا المقام أم لا ؟ .
أنتم تعرفون أن حديثي ليس بجديد عليكم وهو أنني كنت ولا زلت وأيقى أقول ان عهد الفرج أقرب مما تصورون ولو قدر لصحة توقعاتي ان أرى في التهديدات التي تنطلق هذه الأيام للشام ما ينطبق على العلامة الثانية من العلامات الممهدة ( ويل للعرب من شر قد إقترب ) وإذا ما وجدت في التهديدات التي حملها وزير الخارجية التركي الى السوريين من تهديدات أمريكا مصداق لحديث الأمام (ع) ( ومناد على سور دمشق ويل للعرب من شر قد إقترب ) وكنت قد قلت بأن ( ويل للعرب ) بأن من يهدد ليس بعربي فلو قدر لهذه التوقعات كانت صحيحة فماذا أعددنا من نساءنا لهذه المهمات وماذا أعددنا لأنفسنا من هذه المهمات ؟ . في يوم خديجة (ع) لا زلت أعتقد باننا ما زلنا بحاجة الى مزيد من التعبئة للناس فعليكم ان لا تتصوروا بان الناس عندما يتحدثون بفرج الأمام (عج) هم يعرفون ما يتحدثون عنه ويعرفون استحقاقات ما يترتب على ذلك . في الكثير من الأحيان لا يعرفون من فرج الأمام ان رجلا سيظهر ويقاتل الآخرين وسيحل القسط والعدل في كل العالم . نعم سيظهر الأمام وسيقاتل ولكن انت ماذا وأنا ماذا ونحن ماذا سنكون في تلك الواقعة ، هل سنناصر كما ناصرت خديجة ؟ ، هل سنكون كما كان أبو طالب ؟ ، هل سنكون كما كان علي ابن ابي طالب ؟ ، أم أننا سنكون من أولئك الذين لهم رعد قبل نزول المطر واذا ما نزل المطر فلا رعد ولا برق ؟ .
إن الخيار بيدنا نحن وليس بيد غيرنا وهو لا يصنع ما بين اليوم والليلة ولكن والله والله أرى انكم تحتاجون الى شدة ركض من أجل أن تصلوا الى مقام النصرة فنحن متخلفون جدا عن النصرة وانا اتحدث عن نفسي قبل أن أتحدث عن غيري . ولكن قد تسأل نفسك " أنا أين ونصرة الأمام أين وانا صاحب الذنوب الفلانية " فهذا قد يكون صحيحا ولكن حينما تعلم بأن الناصر لأهل البيت (ع) لا يختار النصرة بنفسه وإنما يختار من قبلهم (ع) إذن لماذا لا تمدون أيديكم الى أهل البيت (ع) ؟ ، ولماذا لا تكرسوا في حياتكم ما يجعلكم مورد نظر وألطاف خاصة من اهل البيت (ع) ؟ . إن الله سينصر هذا الأمر بتعبير الروايات بأناس كعبدة الأصنام من شدة ذنوبهم في البداية ولكن حينما ينتبهون الى الأمر يهرعون ( إن الله ينصر هذا الأمر بأناس لا خلاق لهم ) فليست لهم واجهة دينية أو تاريخ ديني ولكن هناك في داخلهم شيء من الأخلاص والمروءة في التعامل مع أهل بيت العصمة والطهارة لذلك فإن الله سبحانه وتعالى ينتشلهم . واذا ما قدر للصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء (ع) أن تتعامل مع شيعتها يوم القيامة ( والله إنها لتلتقط شيعتها كما يلتقط الطير الحب ) . وفي حديث المحشر أنها تأتي وتلتقط هؤلاء واحدا واحدا من بين المليارات من البشر وأنت الآن تسمع أن هناك ثلاثمائة وثلاثة عشر وهناك خمسون إمرأة وهناك عشرة مناصر آلاف يأتون في اليوم اللاحق لظهور الأمام وهناك يماني وجيش يماني وهناك خراساني وجيش خراساني وهؤلاء كلهم مدركون بألطاف الأمام (عج) فلماذا لا تحجز لنفسك مكانا بين هؤلاء فإلى متى الأغترار بهذه الدنيا والبعد عن الله سبحانه وتعالى وعدم الأقبال على الله سبحانه وتعالى في مثل هذه الأوقات ؟ . ثقوا بالله انا لا أريد ان أملي عليكم قناعات معينة وإنما أحدثكم بواقع أراه وبواقع أنا متيقن مما اتحدث عنه فضعوا أنفسكم في مواضع اللطف في هذه الأيام فهذه الأيام متميزة فإن أجيالا وأجيالا بقيت تنتظر هذه الأيام ولم تدركها ، وأنبياء يتمنون أن يكونون في هذه الأيام وما أدركوا وانتم من دون كل هذه المليارات تضطرب قلوبكم الآن وأحاسيسكم تلهج وجوانحكم غير مستقرة فرحا وشوقا وقلقا على الأمام (عج) .
ولو قدر لي أن اعيد السؤال الذي سبق لي وان وجهته هنا ( ماذا لو خرج الإمام غدا فماذا ستكون وماذا ستصبح وأين سيكون موضعك هل الى اولئكم الذين يطردون من ساحة الرحمة اللألهية ) ؟ . ففي تعبير الروايات أن الأمام(عج) حينما يحارب السفياني اللعين في يوم يسمى بيوم الأبدال حيث ان قسم من داخل جيش الأمام سيخرجون ويلتحقون بجيش السفياني ، وقسم من داخل جيش السفياني سيخرجون ويلتحقون بجيش الأمام . فأنظر الى سوء العاقبة وحسن العاقبة أين توصل الأنسان ؟ ، وهنا أقول لك أخي العزيز ولك اختي الكريمة ولنفسي ولنا جميعا ، أين نضع انفسنا غدا ةهذه الكلمة كلمة سهلة تقال ولكن الأنسان لكي يضمن لنفسه موضع الكرامة وموضع التكريم عليه أن يعمل كثيرا حتى يصل فالقضية لا تأتي بالأمنيات والتشهي والتمني ولكنها تأتي في البداية بعصرة قلب وبرجفة قلب حبا أو حزنا على اهل بيت العصمة والطهارة (ع) فإذا ضمنت هذه فتيقن بأنك في موضع الأجابة وانت في موضع النظر واللطف وعندها أنت صاحب القرار فهل تستغلها وتتقدم أم لا تستغلها وتذهب عليك الفرصة وفي هذه الأيام عندما تذهب الفرصة فلا تعود كثيرا وأنتم رأيتم شكل الدنيا والأوضاع كيف وبأي طريقة تسير لذلك تحينوا الفرص فإن الفرصة غصة وأعود وأقول ثقوا بالله إنكم في عجلة من أمركم فاستعجلوا لأن لا وقت لديكم حتى تستطيعون أن تدركوا تلك المواقع الشريفة . واذا عبر بلسان الأمام الصادق (ع) بشيء أفضل من هذا التعبير فهذا التعبير هو تعبير هذه الأيام ( والله لو كنت في تلك الأيام لأبقيت نفسي للأمام ) . فنفس الأمام الصادق (ع) يقسم ويوقول لو كنت في تلك الأيام لأبقيت نفسي فهل يقصد ان يقتل بيد الأمام أم حتى يقاتل بين يدي الأمام (عج) وهذا بأيدينا اليوم أما غدا فأمره غير معلوم لي ولكم ولا للجميع فغدا فيه فتن شديدة وجرائم شديدة وما بين الفتن والجرائم كم سيذهب اناس وكم منهم سيسقطون ؟ . وتعبير الأمام الصادق (ع) دقيق جدا ( يمسي على هذا الأمر ويصبح وقد خالفه ) فإنه يتحدث عن اناس هذه الأوقات ففي الليل هو موالي وفي الصباح يلتفت الى الدنيا من هنا مع قليل خداع من هنا ومع قليل من السذاجة من هنا مع قليل من عدم دقة من هنا فيضيع ، يمسي الإنسان مؤمنا فيصبح كافرا .
على أية حال نسأل الله تعالى ان يرزقنا وإياكم كرامة البر بخديجة الكبرى (ع) وبإنتهاج سنتها وطريقها بنصرة سيدنا ومولانا صاحب العصر والزمان (عج) ويكحل أعيننا واعينكم بتلك الطلعة الرشيدة والغرة الحميدة . اللهم عجل في فرج وليك وسهل له المخرج والفرج ، اللهم واحفظ لنا علماءنا الأعلام ومراجعنا العظام لا سيما امامنا المفدى السيد السيستاني وان يحفظكم اخواني الأعزة أخواتي الكريمات وينأى بكم عن كل مكروه ويصونكم عن كل أذى .
https://telegram.me/buratha