حامد الحامدي كاتب وإعلامي عراقي
نلاحظ هذه في هذه الأيام المباركة لشهر رمضان الكريم انحسار عدة ظواهر غريبة وغير صحيحة في المجتمع العراقي الإسلامي ، والمعروف بمحافظته على الأعراف والتقاليد وتمسكه بالآداب والتعاليم الإسلامية ، مثل ظاهرة انتشار الملاهي والنوادي الليلية التي كانت منتشرة بشكل كبير في العاصمة الحبيبة بغداد . مما أثار استغراب واستهجان الكثير من الجهات الرسمية والشخصيات العراقية البارزة بالإضافة إلى امتعاض العوائل العراقية المحافظة وخصوصا وان تلك العوائل تجد متنفسها في الحدائق المطلة على نهر دجلة وإذا بها تواجه هذه الظواهر الغير أخلاقية . ولكن يبقى السؤال هل إن هذا الموضوع سيستمر إلى ما بعد رمضان أم إن هناك تجهيزات وترتيبات لتعويض شهر رمضان ، وبالتالي الخروج بتلك النوادي والملاهي بشكل أكثر جاذبية لمرتاديها من الشباب والمسؤولين على حد سواء . فقد باتت الملاهي والنوادي الليلية ومحال بيع الخمور في العاصمة مثار جدل كبير بين المطالبين بغلقها والمحافظة على ثقافة وتراث المجتمع البغدادي والمطالبين بفتح المجال أمامها لتكون متنفسا للبعض الذين يرتادون هذه الأمكنة ولو على حساب الدين والأخلاق ..؟! وعلى الرغم من هذا التراجع، فان هناك نيات متعددة ظهرت من بعض السياسيين، بإثارة الموضوع مجددا في كل من مجلس المحافظة ومجلس النواب بعد انتهاء شهر رمضان الحالي، بعضها يحاول الحصول على قرار وتشريع من مجلس النواب بغلقها نهائيا كونها مضرة بالمجتمع، وأخرى تطالب بتنظيمها . فان اغلب الملاهي الموجودة في شارع ( أبو نؤاس) هي مطاعم لبيع الأسماك، وتحدث فيها الكثير من مشاكل الدعارة والاشتباكات بين بعض روادها . ولابد من طريقة صحيحة تقنن من هذه الحالات وتحتويها بشكل رسمي حتى لا تتحول إلى قضية يمكن إن يستخدمها البعض كورقة ضغط أو ما شابه ، أو غلق هذه المحال بصورة نهائية وفسخ عقودها . لذا فان تلك الظاهرة في المجتمع العراقي لابد إن يتم التعامل معها بشكل حذر والا فإنها ستتسبب ربما بكارثة أخلاقية نحن في غنى عنها .
https://telegram.me/buratha