المقالات

الترشيق الحكومي :التهت بالمكياج وعافت الطبخ !

1003 16:17:00 2011-08-14

عبد الكريم ابراهيم

الحكومات المنتخبة -عادة- قبل الشروع في ممارسة مهامها ، تضع برنامج عمل واضحا للسير عليه وعلى وفق هذا البرنامج يستطيع الناخب اعطاء صوته لمرشح معين دون غيره ،للقناعة التي وصل اليها هذا المواطن بجدية وكفاءة برنامج هذه القائمة دون غيرها . بعد اداء اليمين الدستوري تسعى الحكومة المكلفة الى تطبيق برامجها حسب العمر الزمني المحدد لها .ولكن الوضع في بلدنا مختلف ،حيث امضت الحكومة ربع عمرها في شد وجذب وتبادل اتهامات بين الكتل السياسية وتأخير اعلان بعض الوزارات لاسيما الامنية منها . بدأت الحكومة بولادة عسيرة ومحاصصة غريبة ما حدا ببعض السياسيين الى التفكير في اعادة هيكلة حالة الترهل التي جاءت بها حكومة الشراكة الوطنية والعمل على ترشيق ما يمكن معالجته ، فيما يبدو انها حالة صحوة شعر بها البعض ،ولاسيما بعد تعالي الاصوات العراقية بضرورة معالجة الوضع القائم من جديد . الترشيق الحكومي الذي يشتد حوله الناقش اليوم سيأخذ وقتا طويلا اشبه بالوقت الذي استغرقه تشكيل الحكومة ،ولعل وراء هذا التأخير انعدام حالة الثقة بين الكتل السياسية والطريقة التي جاءت بها الحكومة الى النور، حيث الغلبة دائما لمبدأ التوازن اوالمحاصصة بكل انواعها ( العرقية، المذهبية ، القومية ) ،هذه الامور جعلت الحكومة تبتعد عن اهم عمل جاءت من اجله الا هو خدمة المواطن العراقي وانتشال الوضع المتردي الذي يعيشه البلد ،في ظل فقدان ابسط مقومات العيش الكريم ،ولاسيما الكهرباء والسكن والامن . كل هذه الامور تحتاج الى حكومة متماسكة قوية، ولابأس من مراعاة مشاركة الجميع فيها على اساس الكفاءة والمهنية .ولكن مع كل الاسف الحكومة منذ تشكليها انشغلت بالتجاذبات السياسية واسلوب ترضية هذا الطرف او تلك الكتلة .والمشكلة هي ان الكل غير راض على ما حصته من الكعكة ،وينادي باعلى صوته بان غبنا ما وقع عليه ،وقد لعب البعض دورين : دور حكوميا، ودورا معارضا في نفس الوقت اي يضع قدم هنا واخرى هناك غير محترف لاصول اللعب السياسية .الترشيق الحكومي الذي صوتت عليه اغلب المكونات السياسية جاء متأخرا بعض الشيء ،لان نفس هذه الكتل هي التي سعت الى ايجاد حالة الترهل هذه وساهمت في زيادة البدانة الحكومية . المهم في الامر انه لابأس من المراجعة السياسية التي تفضي الى عملية اصلاح وتتدارك الامور قبل خروجها عن السيطرة ، لكن المشكلة ان ترشيق الحكومي هو الاخر محل جدل ونقاش لاينتهي، بسبب الوضع القائم الذي اساسه المحاصصة في قيادة البلد ،ابتداءا من اصغر الامور حتى المناصب العليا ، لان مبدأ التوافق والترضية تحتاج الى اعطاء مناصب بديلة للمسؤولين الذين نالهم الترشيق ، ما يعني فقدان قيمة هذا العمل الذي جاء من اجل ضغط النفقات والاشفاق على ميزانية الدولة المسكينة . يبدو ان ترشيق سيكون فقط بتغيير اسماء الوزارات مع محافظة على الامتيازات والمكاسب التي كان يتمتع بها المرشقون . يمكن القول ان ترشيق الحكومي سيطول حاله كبقية القرارات التي تحتاج الى اشهر، ان لم نقل سنة بالتالي الوضع الحالي كأم البيت التي ( التهت بالمكياج وشفط الدهون وتركت الجهال وابوهم بدون أكل)!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك