خضير العواد
لقد تفائلنا خيراً بسقوط البعث البائد , ورسمنا احلاماً لمستقبلٍ زاهر , بعد الخوف والحرمان وذلة الزمان , وقلنا مهما يكن القادم يكن أفضل من إجرام البعث الصامد, وبدأنا نهنئ بعضنا بعضا , فألأمر عظيم سقوط النظام , والفرحة لا توصف لأنها هزت كل أركان العراق من أقصاه الى أقصاه , الكل يستبشر خيرا , فالقادمون من أهلنا إخوتنا وأصحابنا , كنا معاً في النضال , أهدافنا واحدة نشر العدل والحرية في كل مكان , تدمير السجون أو جعلها متاحف للعبرتي والتذكر , وبعد وصول الأصحاب للمنطقة الخضراء , وقادوا العراق الجديد بهمة وثبات , لكنهم نسوا صحبة الماضي والنضال , ونسوا المبادئ التي كانوا يتغنون بها والأمال , فالملابس قد غُيّرت واللحية قد كُشطت , وربطة العنق ترقص بأستمرار, والمنجزات لايمكن عدها من كثرت الأحلام , فألأمن مفقود , والماء مخبوط , والكهرباء مسلوب, والفساد موجود , والشرفاء يقتلون , والمبتذلون في أعلى المناصب جالسون , والشعب لا يعرف الحكام , لأنهم في الخضراء نائمون , وفي الراحة غارقون , وما يفتقده الناس يحصلون , وفي العز المؤقت يتغنون , لقد حطموا كل أحلامنا , وسرقوا الضحكات من أفواهنا , وجعلوا الحر يقتل أبنائنا , والثقة انعدمت بين أوساطنا , لأنهم يدعون أسلاميون مؤمنون وهكذا يفعلون , لم يتركوا قبيحاً إلا وفعلوه , من سرقة أو رشوة أو تزوير والباقي لا يعلمه إلا صاحب المنون , فأقربائهم في أفضل الوظائف يعملون , ويفعلون ما يحلوا أليهم لأنهم مقربون , والمؤمنون يفتشون عن لقمة العيش فلا يجدون , فأن وجدوا وظيفةً قدموا أليها وهم لا يترددون , فكان الرد سريعاً أدفع ثمنها المرسوم ,لأنها نادرة فألطلب عليها كثير ونحن نفضلك لأنك من المؤمنين , فالبلد بحاجةٍ لأمثالك المتقين , فأن قال ليس عندي ما تطلبون , صرخوا ؟؟ لماذا تضيّع وقت الناس , ألا تخاف ألله من سرقة الأوقات , أذهب ولا تأتي ألينا إلا بعد أن تورق الدولار , لأن المؤمن الغني خيرٌ من المؤمن الجوعان , ومن هذا كثيرمملؤ به العراق , لأن العدل قد ولّىى وأُبعدَ القانون , والخوف من ألله صعبٌ تجدهُ بين أصحاب الكراسي والحمايات , بعد أن كانوا من قيام الليل لا يهجعون وفي الأسحار هم يستغفرون , ولقضاء الحوائج يبادرون , ومن كثرت التسبيح لا يملون , واليوم من كثرت النوم تحت التبريد لا يشبعون , ومساعدة الفقراء لا يعرفون , وبشكر المولى يستهزؤن , وعلى صلواتهم لا يحافظون , فكل شئ قد تغير وأصبحوا عن العلمانية يبحثون , ولتثبيت أنفسهم في الحكم يتقاتلون , قد نسوا أو تناسوا مصير الحكام الظالمون , وكل المبادئ التي كانوا ينشرون , فأصبح الظالم مظلوم فأُرجعَ الى الحكم الملعون , والمناضلون للمصالح العليا يُقالُ عنهم معادون ؟؟؟؟, فأليرجعوا الى زنزاناتهم التي كانوا فيهل يقبعون , ويُرجِعوا أليهم نفس السجان حتى يهدؤن , فويلٌ لكم مما تفعلون , فويلٌ لكم مما تفعلون, فعراق ٌ بهذا الشكل ماذا سيكون , وكيف نبي مستقبلاً مأمون , فلا نملك إلا الدعاء مع دمعةٍ و شجون .
https://telegram.me/buratha