الحاج طارق السعدي
في هذا الأيام ستمر علينا ذكرى ولادة الأمام الحسن(ع) في انفتاحنا على أجواء أهل البيت(ع) لابد لنا أن نعيش معهم لان ذلك يعطينا الكثير من روحانية الإسلام ومن القيم الإسلامية المتجسدة فيهم ذلك أنهم يمثلون في وعينا الإسلامي معنى الفكرة المتجسدة والقدوة المتحركة وذلك فأننا نشعر بحضورهم حتى مع هذا الغياب الطويل على مدى القرون . وفي هذه الذكرى نريد أن نعيش الأمام الحسن بن علي بن أبي طالب(عليهم السلام)وان نستنطق كلمات الله تعالى وكلمات رسوله (ص) في حقه وتمتد بعد ذلك في الخطوط ألعامه من حياته.ففي كلمات الله نلتقي بالايه الكريمة التي يطلق عليها المفسرون (أية التطهير)(أنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا)هذه الآية التي يذكر أكثر المفسرين بأنها نزلت في ألخمسه الأطهار محمد(ص)وعلي وفاطمة الحسن والحسين(عليهم السلام)ولها دلالة انطلق المحللون في استنطاقهم لها في أنها تعطي معنى أرادة الله في الطهارة التي تعيش في كيانهم كله طهارة العقل فلا يحمل شيئا من الباطل وطاهرة القلب فلا يختزن شيئا من الانحراف الطائفي وطاهرة الحركة فلا يفقد خط الاستقامة في كل الدروب التي يتحرك فيها الناس لان الباطل يمثل معنى القذارة في الفكر ولان العاطفة المنحرفة تمثل معنى القذارة في الإحساس ولان الانحراف عن الخط يمثل القذارة في الواقع.ومن هنا فأننا نلتقي بالإمام الحسن (ع) كأحد هؤلاء الأطهار فأننا نستطيع أن نستوحي هذه الطهارة الروحية والفكرية والشعورية والحركية في حياتهم كلها.فإذا انتقلنا إلى رسول الله (ص) وهو الذي ربى الأمام الحسن(ع) في طفولته فقد كان الأمام الحسن(ع) ومعه أخوه الأمام الحسين(ع) يعيشان طفولتهما الأولى في أحضان رسول الله (ص) الذي أعطاهما كل عاطفة الأبوة والابناء لأنه عاش هذه العاطفة في عمق إحساسه وشعوره ولم تكن عاطفة عفوية ساذجة بل كانت عاطفة مشحونة بالمعاني الروحية المتمثلة في هذين الحبيين حيث ينقل المؤرخون وأكثرهم من غير أهل الشيعة انه كان عندما يحمل الحسن(ع) على عاتقه كان يقول(اللهم أني أحبه فأحبه) وفي رواية (من أحبني فليحبه).وعندما ولد الأمام الحسن(ع)ودرجا معا في كنف رسول الله كان يقول (اللهم أني أحبهما فأحبهما وأحب من يحبهما) وعندما بدءا يتحركان في الطفولة التي بدأت تعي ما حولها ومن حولها من خلال الواقع الاجتماعي كان يقول (الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة)وهذه الكلمة كما الكلمات السابقة تعني أنهما يختزنان في شخصيتهما معنى روحيا يطل عليها مستقبلهما بحيث يعطي شرعية بكل ما قاما به في مستقبل حياتهما لان من كان سيدا لشباب أهل الجنة لا يمكن أن يعيش الخطأ في فكر أو خطأ في عاطفة أو الخطأ في سلوك.ومن هنا نستطيع أن نؤكد من خلال هذه الكلمة من رسول الله(ص) الذي قال عنه تعالى (وما ينطق عن الهوى أن هو ألا يوحيٌ يوحى)وحي في آيات القران ووحي في معاني السنة التي نطق بها فهي لم تكن وحي الكلمة ولكنها كانت وحي الفكرة التي يجسدها رسوا الله لسنته لذلك فنحن نستطيع أن نعرف أن ما قام به الأمام الحسن(ع)من صلح يؤكد شرعيته وما قام به الأمام الحسين(ع)من نهضة تؤكد شرعيته لأنهما سيدا شباب أهل الجنة فلا بد ان تكون حركتهما في خط الاستقامه...
https://telegram.me/buratha