الكاتب ..عمران الواسطي
في هذه الحلقة من حياة الإمام الحسن ( عليه السلام ) نسلط بعض الضوء على حياته الشريفة بعد أبيه خليفة الله ورسوله الإمام علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) وما جرى من أحداث في تلك الحقبة العصيبة التي مرت باهل البيت ( عليهم السلام ) مما أكد بما لا يقبل الشك ان الأئمة ( ع ) هم حجة الله في الارض ولولاهم لساخت الارض بأهلها . فمن يرى طبيعة معالجتهم للأمور والمشاكل التي تعصف بالأمة يتبن له أنهم قد اختيروا من قبل الباري ( عز وجل ) للخلافة في الارض حتى يوم القيامة . عاصر الإمام الحسن (ع) جده رسول الله (ص) وأمه الزهراء (ع) حدود سبع سنوات فأخذ عنهما الكثير من الخصال الحميدة والتربية الصالحة ثم أكمل مسيرة حياته الى جنب أبيه علي (ع) فصقلت شخصيته وبرزت مواهبه فكان نموذجاً رائعاً للإنسان المؤمن واستقرت محبته في قلوب المسلمين. ومما امتازت به شخصية الحسن (ع) مهابته الشديدة التي ورثها عن جده المصطفى ، فكان إذا جلس أمام بيته انقطع الطريق وامتنع الناس عن المرور إجلالاً له مما يضطره الى الدخول ليعود الناس الى حالهم السابق . وبعد استشهاد الإمام علي (ع) بويع الإمام الحسن بالخلافة في الكوفة. مما أزعج معاوية فبادر إلى وضع الخطط لمواجهة الموقف. وأرسل الجواسيس إلى الكوفة والبصرة. وأدرك الإمام الحسن (ع) أبعاد المؤامرة، وكشف الجواسيس، فأرسل إلى معاوية يدعوه إلى التخلّي عن انشقاقه. وأرسل معاوية رسالة جوابية يرفض فيها مبايعة الحسن (ع)، وتبادلت الرسائل بين الإمام ومعاوية، وتصاعد الموقف المتأزّم بينهما حتى وصل إلى حالة إعلان الحرب . كانت الأشهر الأولى التي تقّلد فيها الإمام الحسن بن علي عليهما السلام ولاية الأمة الإسلامية, اثر شهادة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام سنة أربعين للهجرة, هي العدّة المكملة للثلاثين عاماً من الخلافة الإسلامية التي ورد ذكرها في حديث النبيّ الخاتم صلى الله عليه وآله وسلّم . ثم يبدأ - بعد الحسن بن علي - الملك العضوض بـ " معاوية بن أبي سفيان "( 40 - 60 ه / 660 - 680 م ) فلقد أخرج ابن أبي شيبة في المصنف عن سعيد بن جمهان قال : لسفينة ( مولى رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ) ، إن بني أمية يزعمون أن الخلافة فيهم ، قال : كذب بنو الزرقاء ، بل هم ملوك ، ومن أشد الملوك ، وأولهم معاوية . وقد استحدث معاوية أمورا " لم تعرفها من قبل خلافة الراشدين ، فبنى لنفسه قصرا " في دمشق سماه الخضراء ، وهو قصر ضخم ، أراد به معاوية أن ينافس قصور الرومان ، وكان أبو ذر الغفاري - صاحب رسول الله صلى الله عليه واله وسلم - ينكر على معاوية أمورا " كثيرة ، قال أبو ذر : لقد حدثت أعمالا لا أعرفها ، والله ما هي في كتاب ، ولا سنة نبيه صلى الله عليه واله وسلم ، والله إني لأرى حقا " يطفأ ، وباطلا " يحيا ، وصادقا " مكذبا " ، وأثرة بغير تقى . وأراد معاوية أن يتلطف إلى أبي ذر ، ويتقرب إليه ، فدعاه إلى قصره الخضراء هذا ، فقال له أبو ذر : يا معاوية ، إن كانت هذه الأبهة من مال الله ، فهي الخيانة ، وإن كانت من مالك فهي الإسراف هذا فضلا " عن أن معاوية بن أبي سفيان نفسه ، إنما كان يقول عن نفسه أنا أول الملوك ، هذا فضلا " عن أن الجملة التي ينسبها أنصار معاوية و مريدوه إلى عبد الله بن عباس ، على أنها مديح لمعاوية . لا تعدو وصفه بالملك ، وليس الخليفة ،وفي نهاية المطاف أكمل معاوية سيناريو بني أمية بقتله الإمام الحسن ( عليه السلام ) بالسم عن طريق زوجته جعدة بنت الأشعث بن قيس بعد ان وعدها بتزويجها من ابنه يزيد ، و 000 100 درهم و لم يف بعهده كالعادة ، و ذلك يوم 7 صفر عام 50 هجرية في 6-3-670 ميلادية. و دفن في مقبرة البقيع بالقرب من جده النبي(ص) في المدينة المنورة . بعد ان منعت عائشة دفنه بجوار جده النبي (ص) كما تقول الأخبار... هدم قبره في اليوم الثامن شوال 1346 هجرية المصادف 30-3-1928 ميلادية ، مع قبور الأئمة الآخرين : الإمام زين العابدين علي بن الحسين و ابنه الإمام محمد الباقر و ابنه الإمام جعفر الصادق (ع). هذه عزيزي القارئ الكريم بعض مما عاشه الإمام الحسن ( ع ) الذي قال رسول الله ( صلى الله عليه واله وسلم ) فيه وفي أخيه الإمام الحسين ( ع ) " الحسن والحسن ريحانتي من الدنيا وهما إمامان قاما أم قعدا واني سلم لمن سالمهما وحرب لمن حاربها " والكثير من الأحاديث التي تبين فضل الإمامين ( ع ) فعلى الاطائب من آل محمد فليبك الباكون وعليهم فليندب النادبون . فهم حجج الله على البرايا بهم وبجدهم لا يستراب .
https://telegram.me/buratha