المقالات

العفو العام وخطوطه الحمراء /

1043 10:11:00 2011-08-16

حافظ آل بشارة

بانتظار القراءة الثانية لقانون العفو العام في مجلس النواب لاقراره ، ينظر الشارع بتشاؤم بالغ الى هذا القانون ، تشاجرت نائبتان حول فقراته وحصلت كل واحدة منهما على دعم من رجال كتلتها ، وعندما ينشب الخلاف بين كتلة الاحرار ودولة القانون تحت قبة البرلمان وهما عضوان في التحالف الوطني فهي مشكلة جديدة اكبر من مشكلة قانون العفو وتفاصيله وتثير اسئلة حول مستقبل هذا التحالف ومقومات استمراره ، اثناء القراءة الاولى لمشروع القانون رفعت الجلسة لساعة بسبب ذلك الخلاف ثم أعقبها التصويت اجمالا على القانون ، وسيبقى الشيطان ينتظر وهو كامن في التفاصيل ، اللجنة القانونية النيابية ستعيد دراسة القانون . الا ان الشارع لا يعبأ بهذه التفاصيل ، وتجربة الشعب العراقي مع القضاء الجديد وسلطاته المؤجلة والسجون ووقائع هروب المحكومين منها والعفو العام ونتائجه تجربة تحمل ذكريات غير سارة وقد اسفرت عن اهتزاز الثقة بالقضاء واستقلاله وبالقوات المسلحة ومصداقيتها وادارات السجون ونزاهتها ، فقدان الثقة بهذه المؤسسات يؤدي الى الاطاحة بهيبة النظام والشعور بالاحباط وعدم تعويل الناس على الدولة في استرداد الحقوق ، فبدل من معاقبة المجرمين وتعويض ضحاياهم تسهل الدولة اخراجهم من السجون ، هذا يعني اعطاء الضوء الاخضر لكل صاحب ثأر كي يعتمد على نفسه للاخذ بثأره من القاتل الذي افلت من العقوبة ، واعطاء الضوء الأخضر للخارجين من السجن للانتقام ممن ابلغوا عنهم ومن اعتقلوهم ، يمكن تلخيص مطالب الناس من البرلمان وهو يشرع هذا القانون بالنقاط الآتية : 1- يجب ان لايسمح العفو العام الجديد باطلاق سراح من ارتكبوا جرائم او لديهم مشاريع ارهابية مستقبلية فيعودون الى الشارع ليمارسوا الجريمة المنظمة مرة أخرى خاصة وان تحقيقات الشرطة تشير الى ان كثيرا من الارهابيين المعتقلين حاليا هم ممن كانوا سجناء وتم الافراج عنهم بقرارات عفو رسمي ! 2- يجب استثمار العفو العام واي أجراء قضائي لمعالجة ظاهرة المخبر السري ، كان وجود المخبر السري في اجهزة الامن والمخابرات ضروريا وقانونيا ولعمله علاقة وثيقة بالأمن والمعلومات ، لكنه كغيره من مفردات الحياة في العراق وصله الفساد ولم يعد المخبر السري يحظى بتلك الاهمية والثقة بل اصبح يرمز الى الدعاوى الكيدية والمعلومات المزيفة وتضليل الاجهزة الامنية ، وتصفية الحسابات السياسية والعشائرية والانتقام ، لذا يجب ان ينظر العفو الى هذا العنصر باهتمام من جانب المتورطين ومن جانب ضحاياهم . 3- يجب حفظ هذا القانون الخطير من محاولات التسييس الذي يحوله الى مفردة من مفردات التفاوض او الضغط والابتزاز بين الاطراف المتنازعة فيكون وسيلة لابرام الصفقات فيفقد الجدية والعدالة ويبتعد عن الهدف الذي شرع لأجله . يفترض ان يأتي هذا القانون في ركاب القوانين التي تعزز مكافحة الارهاب وليس تقويته وانعاشه .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك