الحاج طارق السعدي
عندما نريد ان ننفتح على حياتيه فأننا قد نستوحي منها انه كان يعيش،في أحضان النبوية وتربى على أخلاق الرسالة،وهو الأفضل الأعلى الذي ما بعده فضل يضاهيه، وبالتحديد في مراحله الأولى من حياته وكما تسمى بالطفولة،وشارك تلك المرحلة حبه لامه الزهراء(ع)الطاهرة المطهرة التي أعطته من طهرها ومن روحها ومن فكرها ومن حيويتها،ومن حركيتها،ومن ألامها الشيء الكثير مما اختزلته في وعيها،وهو يعيش في ذلك البيت الطاهر بين علي(ع) ربيب وتلميذ رسول الله(ص)وبين فاطمة(ع)لترتحل البضعة الطاهرة بعد فجع الأمة برحيل النبي الأعظم(ص)في بداية طفولته،ليعيش مع علي(ع) كل الظروف الصعبة والقاسية،التي عاشها أمير المؤمنين و وصي رب العالمين،وتلك المرحلة من أهم المراحل في التاريخ الإسلامي،من بعد رسول الله(ص)ومن أصعبها،وهي مرحلة الإخلاص الأعلى للإسلام،لأنه انفتح بكله على الواقع الإسلامي وعاون وساعد وشاور وأعطى العلم والرأي في الوقت الذي كان يعيش التهميش وهو يبعد عن حقه،وهو وكما قال الأمام الحسن (ع)سمعت منه يقول(لا سالمن ما سلمت أمور المسلمين ولو لم يكن فيها جور ألا علي خاصة)...لقد كان الإسلام كل علي(ع)، فلم يكن في الإسلام شيء لغير علي، ولذلك قال (ما ترك لي الحق من صديق)..ولأنه عاش مع الله فلم يكن في وعيه شيء لغير الله تعالى...وهكذا عاش الأمام الحسن (ع)مع الأمام علي(ع)كل هذه الروح وكل هذا الانفتاح على الله وعلى المصلحة الإسلامية العليا،ليصبح كل وجوده ذلك هو خدمة دين الله تعالى والتفاني من اجل ذلك كله،ونستطيع ان نقول ان الأمام الحسن وكذلك الأمام الحسين،أخذا من عليا كل احاسيه وشعوره وعقله في الخشوع لله وطاعته،وذوبانهما في الله تعالى ،ولذلك نجد ان أمير المؤمنين(ع)وهو باب علم رسول الله(ص)،كان يدعوا الناس ان يسالوا الأمام الحسن،عندما كانوا يسألوه،وكان يكلفه بأصعب المهام ،وهو دليل على انه يمتلك سلامة الموقف الذي يستطيع فيه ان يواجه التحديات والمصاعب الكبرى،بكل ما أعطاه الله من بصيرة وصدق وإخلاص..وبشكل مختصر وبعجالة هناك حديث يدور على السنة الناس والأصح عوام الناس،من خلال المقارنة بين شخصية الأمام الحسن(ع)وشخصية الأمام الحسين(ع)،ليعتبروا شخصية الأمام الحسن هي الشخصية المسالمة،وشخصية الأمام الحسين الشخصية الثائرة،أو ما يعبر عنه الأسلوب الحسني كأسلوب حركي،بمقابل الأسلوب الحسيني الحركي،وهذا الحديث من الأخطاء الشائعة ،وبغض النظر ان الحديث يتناول شخصية أمام معصوم أو غير ذلك،لان صاحب الرسالة تحكمه رسالته وليس له مزاج خاص ولا حرية له في ان يحكم مزاجه الذاتي في حركته الرسالية،وصاحب القضية لا يملك نفسه بل تملكه رسالته وقضيته،لذلك لابد ان يتعامل بالين عندما تكون مصلحه الرسالة تقتضي ذلك،ويتعامل بغير ذلك وبما فيه العنف عندما يكون ذلك بمصلحة رسالته وقضيته..
https://telegram.me/buratha