المقالات

في ذكرى ولادة الأمام الحسن(ع)...(2)

940 11:50:00 2011-08-16

الحاج طارق السعدي

عندما نريد ان ننفتح على حياتيه فأننا قد نستوحي منها انه كان يعيش،في أحضان النبوية وتربى على أخلاق الرسالة،وهو الأفضل الأعلى الذي ما بعده فضل يضاهيه، وبالتحديد في مراحله الأولى من حياته وكما تسمى بالطفولة،وشارك تلك المرحلة حبه لامه الزهراء(ع)الطاهرة المطهرة التي أعطته من طهرها ومن روحها ومن فكرها ومن حيويتها،ومن حركيتها،ومن ألامها الشيء الكثير مما اختزلته في وعيها،وهو يعيش في ذلك البيت الطاهر بين علي(ع) ربيب وتلميذ رسول الله(ص)وبين فاطمة(ع)لترتحل البضعة الطاهرة بعد فجع الأمة برحيل النبي الأعظم(ص)في بداية طفولته،ليعيش مع علي(ع) كل الظروف الصعبة والقاسية،التي عاشها أمير المؤمنين و وصي رب العالمين،وتلك المرحلة من أهم المراحل في التاريخ الإسلامي،من بعد رسول الله(ص)ومن أصعبها،وهي مرحلة الإخلاص الأعلى للإسلام،لأنه انفتح بكله على الواقع الإسلامي وعاون وساعد وشاور وأعطى العلم والرأي في الوقت الذي كان يعيش التهميش وهو يبعد عن حقه،وهو وكما قال الأمام الحسن (ع)سمعت منه يقول(لا سالمن ما سلمت أمور المسلمين ولو لم يكن فيها جور ألا علي خاصة)...لقد كان الإسلام كل علي(ع)، فلم يكن في الإسلام شيء لغير علي، ولذلك قال (ما ترك لي الحق من صديق)..ولأنه عاش مع الله فلم يكن في وعيه شيء لغير الله تعالى...وهكذا عاش الأمام الحسن (ع)مع الأمام علي(ع)كل هذه الروح وكل هذا الانفتاح على الله وعلى المصلحة الإسلامية العليا،ليصبح كل وجوده ذلك هو خدمة دين الله تعالى والتفاني من اجل ذلك كله،ونستطيع ان نقول ان الأمام الحسن وكذلك الأمام الحسين،أخذا من عليا كل احاسيه وشعوره وعقله في الخشوع لله وطاعته،وذوبانهما في الله تعالى ،ولذلك نجد ان أمير المؤمنين(ع)وهو باب علم رسول الله(ص)،كان يدعوا الناس ان يسالوا الأمام الحسن،عندما كانوا يسألوه،وكان يكلفه بأصعب المهام ،وهو دليل على انه يمتلك سلامة الموقف الذي يستطيع فيه ان يواجه التحديات والمصاعب الكبرى،بكل ما أعطاه الله من بصيرة وصدق وإخلاص..وبشكل مختصر وبعجالة هناك حديث يدور على السنة الناس والأصح عوام الناس،من خلال المقارنة بين شخصية الأمام الحسن(ع)وشخصية الأمام الحسين(ع)،ليعتبروا شخصية الأمام الحسن هي الشخصية المسالمة،وشخصية الأمام الحسين الشخصية الثائرة،أو ما يعبر عنه الأسلوب الحسني كأسلوب حركي،بمقابل الأسلوب الحسيني الحركي،وهذا الحديث من الأخطاء الشائعة ،وبغض النظر ان الحديث يتناول شخصية أمام معصوم أو غير ذلك،لان صاحب الرسالة تحكمه رسالته وليس له مزاج خاص ولا حرية له في ان يحكم مزاجه الذاتي في حركته الرسالية،وصاحب القضية لا يملك نفسه بل تملكه رسالته وقضيته،لذلك لابد ان يتعامل بالين عندما تكون مصلحه الرسالة تقتضي ذلك،ويتعامل بغير ذلك وبما فيه العنف عندما يكون ذلك بمصلحة رسالته وقضيته..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك