سعد البصري
اعتقد انك اذا ما سألت أي مواطن عراقي بسيط عن مدى احتياجاته فانه سوف يقول لك أنها لا تتعدى مسالة توفير الخدمات الضرورية البسيطة التي هي حق من حقوق أي مواطن في العالم ، اذا ما علمنا إن المواطن العراقي يختلف عن الكثير من مواطني العالم لما يمتلكه من ثروة عملاقة لا توجد في الكثير من بلدان العالم . ولكنه لم يرى تلك الثروة سوى بواسطة الأرقام الخيالية التي يتحدث عنها المسؤولين في الحكومة العراقية والتي بكل تأكيد لا يعلم الشعب العراقي عنها شيئا لأنه بعيد عن مدى الصفقات التي تتم خلف الأبواب المغلقة ..؟ وهو بذلك ( أي الشعب العراقي ) في نظر الكثيرين يعتبر من الشعوب الغافلة التي لا تعلم ما يدور حولها . وهذا شيء واقعي بالنسبة لما يجري في العراق . فقد كشفت لجنة برلمانية ان هنالك العديد من مليارات الدولارات مركونة في مخازن الدولة عبارة عن منتجات فاسدة ولم يبت فيها لحد الان بشان إتلافها أو إعادتها الى المستورد وهي الان باقية كما هي عليه . وبينت هذه اللجنة ان على وزارة التجارة ان تتخذ عملها ودورها الرقابي الحقيقي إضافة الى الدوائر الأخرى التي من شانها الرقابة وان تتولى مثل هكذا قضية وضرورة مشاركة منظمات المجتمع المدني في هذا الدور بشكل أساسي لما لها من تأثير على الرأي العام ، وكشف ملابسات مثل هكذا حالات للفساد الإداري في وزارة التجارة . وكشفت اللجنة ان لجان التفتيش والفحص المختبري في منفذ طريبيل الحدودي تمكنوا من اكتشاف أكثر من 47 طنا من الحلويات والمواد الغذائية غير الصالحة للاستهلاك البشري وان تلك المواد تم استيرادها من مناشئ مختلفة عربية وأجنبية اخرى . هذا بالإضافة إلى العديد من المواد الأخرى غير الغذائية التي لا تتلائم والمواصفات العراقية . كل تلك الأموال تمت للأسف الشديد من خلال صفقات مشبوهة على حساب العراقيين وحياتهم ، لذا فالموضوع لا يمكن السكوت عليه لا من قبل اللجان الرقابية في مجلس النواب الذين من واجبهم إن يتخذوا دورهم الحقيقي في محاسبة المقصر وتقديمه إلى العدالة ، ولا من قبل الحكومة العراقية التي هي الان مسؤولة عن حياة وأموال العراقيين لكن ( أسمعت لو ناديت حيا ) فقط أقول .. ياغافلين الكم الله ...
https://telegram.me/buratha