حامد الحامدي كاتب وإعلامي عراقي
المعروف عن الشعب العراقي انه شعب تآلف مع الصبر والاحتمال في كل ما تعرض له على مدار تاريخه الطويل سواءا قبل الاسلام أو بعد الاسلام وانتهاءا بوضعه الحالي . وربما لأسباب كثير ساهمت في إن تكون هذه الأوصاف من سمات العراقيين بحيث بات يطلق عليهم ( بلد الشعلية ) أي ليس لي دعوى بالأمر . مع العلم إن الأمر كله من أولى اهتماماتهم ويشكل مقدارا كبيرا من حياتهم واستمرار تلك الحياة . فالكثير من الحالات الغريبة التي تظهر بين الحين والأخر في العراق تتطلب وقفه جدية لمعالجتها ..؟ ولان العراقيين ليس لهم علاقة بالأمر فأنهم تاركين الحبل على الغارب كما يقول المثل العربي . وما انتشار الأمراض والأوبئة إلا واحدة من تلك الحالات التي لا يهتم لها العراقيون كثيرا . فقد صدر تقرير دولي خاص بالبيئة العراقية لفريق من الباحثين الأميركيين في مركز دراسات الحرب في نيوبورت بالولايات المتحدة. وأشار التقرير، الذي نشرت مقتطفات منه صحيفة "يو إس إي تو داي" إلى أن الغبار في العراق يحتوي على (37) نوعا من المعادن ذات التأثير الخطير على الصحة العامة ، فضلا عن (147) نوعا مختلفا من البكتيريا والفطريات التي تساعد على نشر الأمراض. ولم يعد العراقيون يتفاجؤون من أي أخبار تتعلق بمستوى التلوث الذي تعانيه بيئتهم بسبب الكم الهائل من الدراسات والمسوح الميدانية، التي أكدت جميعها على ان البيئة العراقية إحدى أكثر بيئات المنطقة تلوثا من جراء الحروب ومخلفاتها، وانعدام البرامج الفاعلة لحماية وتحسين البيئة. وزارة البيئة العراقية وعلى الرغم من تأكيدها أن نسب تلوث الهواء في العراق مازالت مطابقة للمحددات الوطنية، إلاّ أنها لم تستبعد وجود الملوثات التي أشار إليها تقرير الخبراء الاميركان. والتي تشكل مخلفات مصانع الأسلحة العراقية في زمن النظام السابق جزءا كبيرا منها ولاتزال تشكل مصدرا خطيرا من مصادر تلوث البيئة في العراق . وللأسف الشديد لا الحكومة العراقية مهتمة بصحة العراقيين بقدر اهتمامها بالمحافظة على ما حصلت عليه من مكاسب ومناصب وامتيازات ، ولا الشعب العراقي يعي حجم الخطورة الصحية فيقول كلمته بكل قوة وجرأة . وبذلك فان المتتبع للشأن العراقي يقول إن العراقيين في وضعهم هذا لم يعد يهمهم انتشار الأمراض
https://telegram.me/buratha