مقال للكاتب والإعلامي قاسم العجرش
كل شيء «يبدو» بهيجاً.. لكن جهنم السياسة محفوفة بالشهوات والظن الحسن. والعائدات الهائلة تدير الرؤوس. الدولة «تسعل» في الظلام حتى ينتبه اللص الذي يقف فوق الحائط ويعيدحساباته.. السياسيون يقولون ما لا يفعلون! والنكبات السياسية والصدمات الوطنية التي مرت بنا تكفي لكي نكتشف أننا ما زلنا عراة. فساستنا عراة وسياستنا عارية مثل ثروتنا العارية من شرفاء يحمونها، فباتت نهبا لمن يريد أن ينهب..تنهبها دول وأفراد ومؤسسات من غيرنا، حتى بواب العمارة المصري في الكويت حصل على تعويض، وسيدة امريكية مسنة "أزعجها" منظر جنودنا وهم يذبحوننا في الإنتفاضة الشعبانية عام 1991 حصلت على تعويض، لكن المفارقة أن ذوي المذبوحين لم يحصلوا على تعويض..عهر سياسي أم ماذا؟! سموه لي ما تسموه، والحكومة هي المؤسسة المشتركة هي المعطف الذي لا يقينا من برد..ولم تق أموال التي لم نجد لها مكانا هنا لنودعها فأودعناها عند الذئب ـ وودع البزون شحمه ـ والقرار السياسي هنا: الجلوس في صقيع القطب المنجمد على "لهيب" الأمن المستتب!! ـ فالساسة غير مستعجلين ـ شكو وراهم؟!، ولذلك إنتهى ثلث عمر الحكومة الحالية بلا وزارات أمنية ـ ،.. بعد التغيير مباشرة أمرونا أن نعيد طلاء وجوهنا بلون الفرح، ولم نلبث أن نكتشف أن اللون لا يناسبنا، فبيننا وبين الفرح عداء أزلي..ووعدونا بتهدئة اللعبة وجعلها باردة كالصقيع...وأكتشفنا إنه صقيع إستراتيجي قاتل، ولأنه صقيع فلا شيء يدفع بنا إلى صياغة قواعد جديدة للعبة. لكي نتجاوز الفضيحة المفتوحة على مصراعيها، فحينما ركبنا المركب في البداية قيل لنا لا حاجة بكم لستر النجاة، فمركبنا كله عبارة عن سترة نجاة، وصدقناهم فنزعنا السترات، لكننا عندما تحولنا الى غرقى بدأنا نتلمس بأياد خاوية حافة مركب هو الآخر قد إنكفأ على نفسه ـ مثل تايتانيك ـ عله يكون وسيلة نجاة لنا.... وأتسائل هل هناك من يهيل التراب على العملية السياسية؟كلام قبل السلام: ساستنا حولونا الى كيس ملاكمة!..يتدربون بنا على كيفية الحوار،إذ كثيراً ما يحدث الـحـوار بين الساسة عـنـدنـا باللـكــمـات مـكـان الكلمات، ولكننا نحن الذين نتلقى اللكمات...سلام....
https://telegram.me/buratha