قلم : سامي جواد كاظم
الاستخدام السليم للمادة ياتي بثمار سليمة تجعلنا نثني على تلك المادة المصنوعة من اجل خدمة الانسان فالدرهم استطيع ان اساعد به الفقير او اشتري حاجة تنفعني في حياتي وهذا تصرف ايجابي وفي نفس الوقت استطيع ان ابذره بشراء ما حرم الله عز وجل وهذا يكون الخلل في المتصرف لا في الدرهم ، والسلاح كذلك يمكننا استخدامه للدفاع عن انفسنا او نصرة للحق ويمكن استخدامه للجريمة والاعتداء على الاخرين فالخلل في المستخدم لا الخلل في السلاح واخطر انواع الاسلحة اليوم هي الاسلحة الذرية والتي لها استخدامات ايجابية وسلبية فيمكن لنا استخدام الذرة لانتاج الطاقة ويمكننا تفجيرها وسط البشرية فتحدث اضرارا لا يمكن تلافيها لعشرات من السنين .الامر ذاته ينطبق على المعمم ، فالعمامة لها قدسيتها وهيبتها والتزاماتها ، فنحن نستن بكثير من تصرفات النبي وعترته عليهم افضل الصلوات والسلام استحبابا لذلك ومن بين تلك المستحبات ارتداء العمامة عند الشخص الذي يصل الى درجة كبيرة من العلم لكي نميزه عن عوام الناس .تاثيرات العمامة كتاثير الذرة وسط المجتمع او باتجاه الغير فان احسن من وضعها على راسه التصرف ونشر الفكر الاسلامي فان تاثيرها يكون كتاثير الذرة وسط المجتمع ودائما يكون المجتمع اما متعلم او عدو للاسلام والنتيجة واحدة فانها تحدث تاثيرا فاعلا في تربيتهم واما اذا استخدمها استخداما سيئا فانها ستخلف اثارا سلبية وسط المجتمع تاثيرها كتاثير الاستخدام السلبي للذرة .بعض اصحاب العمائم قد يفكر في التجارة لغرض زيادة ارباح راس المال الذي يستخدمه للتجارة على اعتبار يمكنه مساعدة اكبر عدد من الفقراء وهذا التصرف فيه من الايجابية والسلبية الخطيرة على الفقر والفكر ، فالفقر ينحسر في ذلك المجتمع اذا استخدم المال تجاريا استخداما شرعيا واما اذا كان الاستخدام سلبي وحتى اذا جاء بارباح كثيرة فانه يكون نقطة سوداء على حامل الفكر ويعرض الفكر لانتقادات الاعداء .مسالة ان اقوم بفتح مطعم مثلا بحيث ان اكثر مرتاديه من النساء العاريات وينسب المطعم الى رجل مفكر له ثقله في الوسط الاجتماعي تعد مسالة فيها وقفة انة والم وانتقاد واستفهام ، هل حقا انحسرت المشاريع الانتاجية الا في مشروع كهذا يكون مرتع لنساء عاريات مدمنات على شرب ( الاركيلة او الناركيلة ) في المطعم ويقال ان هذا المشروع لهذا المفكر ، فحقا تكون العمامة هنا وبالا على المجتمع اصلا ومنفذ يدخل من خلاله عدو الاسلام لانتقاد الاسلام .بل وحتى هنالك من يستخدم العمامة بعد ما وصل الى درجة راقية من العلم لمنافسة غيره من اصحاب العمائم تنافسا لا يليق به كصاحب فكر ينبذ هكذا تنافس قبيح .واما اشتغال العمامة في المجال السياسي فحدث ولا حرج مما خلفته من كارثة نووية بحق ابناء المجتمع الاسلامي والتي جاءت سلبية في اكثر الاحيان وايجابية باقل الاحيان ولست هنا بصدد ضرب الامثلة فالمتابع لوضعنا يلحظ ذلك بسهولة .العمامة عندما توضع على الراس تحتم على لابسها ان يكون دقيقا في كلامه بل وحتى في مشيته بين الناس وفي تعابير وجهه امام الملأ ، فمثلا معمم يضع عباءته تحت ابطه ويركض ليلحق بسيارة النقل العام او انه على عجل من امره فهذا منظر غير سليم وبعيدا عن هيبة العمامة ،ومعمم اخر تجد ملابسه قذرة ولا اقصد هنا الملابس البسيطة التي هي دليل زهد بل ملابس تجد عليها البقع السوداء فتتالم من هكذا منظر.نحن ابتلينا بهكذا معممين بحيث ان البسطاء يقعون في ورطة اما الاتباع الساذج لهكذا عمائم واما العجز عن الرد على الشامت اذا ما شمت بنا وهو يرى هكذا تصرفات سلبية تصدر من المعمم .الخلق العام سابقا وخصوصا لمن يلتحق بالحوزات العلمية كانوا لا يجرأون على وضع العمة على راسهم الا بعد بذل الجهود وسهر الليالي من اجل تحصيل العلم واخذ مباركة وموافقة استاذه في لبس العمامة ، اما اليوم فلا تستطيع الكلمات ان تصف حالة هذه الشريحة التي لم تراعي الضوابط الصحيحة في ارتداء العمامة مما اثرت تاثيرا سلبيا على الفكر العام والراي السليم المعروف عن الرجل المعمم .
https://telegram.me/buratha