الكاتب ..عمران الواسطي
إن الاهتمام بالبلدان ومعرفة احتياجاتها والبحث عن طرق تطورها والارتقاء بها وإيجاد سبل كفيلة لوضعها في حال جيد يرفع عنها معاناة أهلها هو بالدرجة الأساس من الاهميات القصوى التي تبحث عنها الحكومات فضلا عما يبحث عنه المواطن المنتمي لتلك الحكومة . لان كلا الطرفين مشمولون بكيفية تطبيق ما ذكرنا آنفا . ولكن من هو الطرف الذي يقع عليه الحجم الأكبر من تلك الاهتمامات هذا هو السؤال ..؟ فمن يملك الامكانات الأكبر والأكثر في تحقيق تلك الجوانب الايجابية هو صاحب الكفة الأثقل . مما يجعلنا نشير إلى إن الحكومة هي المسؤولة الأكبر عن تحقيق ذلك لان ما يتوفر لدى الحكومة من إستراتيجية ودعم مادي ولوجستي يؤكد قدرتها الأكبر على إمكانية تحقيق التطور في كل المجالات للشعب . ويبقى دور الشعب من الأهمية بما ستشركه الحكومة في تنفيذه ، ذلك من قبيل توفير فرص العيش الكريم بحيث يشعر الشعب إن حكومته مهتمة به وبالتالي يحتم على الشعب تقديم كل ما من شأنه نجاح الحكومة . ولكن ما يحدث في العراق جعل الشعب يعيش في حالة يأس عن إمكانية الحكومة تقديم أي دعم لهذا الشعب . وها هي الأصوات تتعالى لإعادة النظر في سياسة الحكومة تجاه المواطن . فالمرجعية الدينية أول من تساءل عن هذا الموضوع ، وهل إن الاهتمام بالبلد هو من واجب الحكومة أم من واجب المواطن .؟؟ جاء ذلك على لسان وكيل المرجعية العليا في كربلاء السيد احمد الصافي خلال خطبة الجمعة المباركة في الصحن الحسيني المقدس فقد قال "من المسؤول عن ثقافة البلد؟! ومن المسؤول عن تهيئة المواطن إلى الاهتمام ببلده؟! ومن يتحمل هذه الأمور الجوهرية بالدرجة الأساس؟! عندما يذهب الإنسان إلى بلدان متعددة ويلتقي ببعض الشخصيات ويتعاطى مع بعض المجتمعات ينطبع في ذهنه تصور بأن ثمة مجتمعات تهتم ببلدانها وأخرى مصابة بعدم الاكتراث، وتابع سماحته: سيأتي الجواب إن المسؤولية هي مسؤولية الجميع ! صحيح هذا لابد أن تكون المسؤولية مشتركة، ولكن المسؤولية تختلف ممن بيده القرار عن الذي ليس له قرار! وإن ثقافة الاهتمام بالبلد ستنبثق منها مجموعة أمور ممكن أن تخفف عن كاهل المواطن، حيث إنه دائما ينظر إلى المسؤول مهما يكن موقع المسؤول ويعتقد المواطن بداخله إن هذا المسؤول سلوكه العام يمكن أن يمثل مشروعية لطريقة إدارة هذه المؤسسة أو الوزارة أو .. ولكن هناك بعض المشاكل مثلا ً هل تسمعون بتبديل أثاث المسؤول!! هناك حمّى يأتي المسؤول ويبدأ خصوصاً عندما يتسنم منصبه يبدأ بتبديل أثاث مكتبه بأسره ! . إن هذه الثقافة عندما نراها سوف تنعكس على الاهتمام بالبلد، المهم حضرة المسؤول المعظّم أن يكون مرتاحا! وأمثال هذه الأمور حدّث عنها ولا حرج، فروح المواطنة التي لابد أن تكون مزروعة في قلب هذا المسؤول ضعيفة إن لم تكن معدومة" ! . فاذا كان المسؤول في الحكومة العراقية يفكر بهذا الشكل فما يمكن إن يقدمه المواطن الذي لا يملك من مقومات النجاح شيئا . فالاهتمام بالبلد بالدرجة الأساس هو من واجبات الحكومة ، فمتى ما وفرت مقاومات النجاح وحققت للمواطن جزءا من هذا الاهتمام فان المواطن بلا شك سيقوم بدوره على أتم وجه .
https://telegram.me/buratha