الأعلامي...علي العزاوي
كثيرة هي الموروثات السيئة الى انتقلت لنا عبر تراكم الخبرات الخاطئ بفهم الحكام للسلطة من الحقبة الغابرة،و من أدبيات الماضي ومورثه السابق والتي ترسخت في أذهان الكثير من عشاق السلطة وما أكثرهم اليوم وخاصة في مفهوم الحزب الحاكم و المهلوسين به ،فلسلطة هي الهدف وصهر الخصوم لابد منه ،وتصفيتهم بكل الطرق واجب وطني كما يزعمون وأي معترض ومختلف معهم بأفكارهم ومفاهيمهم هو لا شك سيكون مصيره مجهول ،والكذبة الكبيرة التي لا يعتقدونها هو تعذيب الضمير لهم وسؤالهم لماذا أنا ميت...!وكنا نظن أن هذا الكابوس المخيف ذهب بذهاب الأيام ألا أن ما نراه من تصرفات وتصارع من اجل الاستحواذ على السلطة والاستفراد بها من قبل أفراد محدودين لم يتغير فما معنى أن يختزل العراق بشخص أو بشخصين لقيادته، وهل عقمت النساء عن ولادة رجال يستطيعون أن يكونوا أكثر تأثيرا في قيادة العراق و خرافه الرجل ألرجل والقائد الضرورة وصانع المعجزات ستبقى ما بقيت الأيام ،أم ان الواقع ينطق بغير ذلك ويقول هيهات لقد قال العراقيون كلمتهم بان لا عودة إلى الوراء ومن يريد أن يحضا بتكريم الشعب عليه أن يكون خادمه لهم لا سبعا ضاريا عليهم وان يتصارع من اجل خدمة بلده لا أن يصفي خصومه باسم صراع الإرادات. ووفاء بالوعود وعدم الهروب من ما وعد السياسيين الجماهير بتلبيته لهم ربما يخفف من حجم الصدمة التي وقعت على رؤوسهم،وهم من سطر أعظم ملحمة في صنع الديمقراطية في العصر الحديث وما هو يرجوه بعد مجازفاته وتحديه لكل ضروب الرعب لمنعهم من المشاركة في الانتخابات الأخيرة،وهو بذلك يستحق أن يثمن ويقف عنده المسئولين باحترام وعدم تبديده واستصغاره ومصادرة انجازاته، وللخروج من المأزق ورؤية الضوء في أخر النفق على الحكومة تقيم تلك التضحيات وتحترم استحقاقات الجميع ولا تهمش أحدا وإعطاء الفرص للكل من اجل عدم اختزال العمل لفئة دون أخرى، فلنتصور لو أن أي كتلة أبعدت عن المشاركة الفعلية في العمل السياسي ما هو موقف مؤيديها ممن همش ممثليهم وتعامل الآخرين معهم بفوقية، نعم وجود معارضين في البرلمان يراقبون العملية السياسية وأداء السلطات التنفيذية أمر ضروري لأنه مقوم لعمل وأداء السلطات،و الجماهير تريد أن ترى ممثليهم وهم يوفون بوعودهم وأبعادهم عن المشاركة بالسلطة والقرار، تجعلهم يتراصفون تعندا معهم ويشحنون غيضا ضدكم ولتبقى أحوالنا في المرحلة القادمة شبيهة لما هي علية الآن،فالتفكير بعقلانية بالتعامل مع الخصوم يعطي الفرصة والمزيد من القدرة على التعامل مع أي طارئ قد يقع وأي مفاجئ قد يحدث...
https://telegram.me/buratha