الحاج طارق السعدي
من يقلب أحداث العراق بدقة ويقرءا ما جرى عليه وما يجري ألان على شعبه،لأكتشف أنهم مختلفين كليا عن جميع شعوب العالم،فمع أنهم مثقلون بالجراح نراهم يكابرون ويقفون بكل كبرياء وشموخ،وكان الحياة في قسوتها عندهم نعيم عجيب،وان جميع ما مر عليهم من أسى وألم وأحزان هي في طي النسيان ،والتفاؤل هو سيد الموقف وأخرها عندهم...ماذا يجري في بلد سال الدم على كل شبر فيه وأصبح الدمار هو السائد عند وصفه، صولات وجولات خلفت عشرات الضحايا أن لم اقل الألف .. دفع بهم الخصوم بكل طاقاتهم لحسم المعركة لصالح كل طرف من المتناحرين، لتنهي تلك الحقبة مخلفة أثار سيئة على طريقة تعامل كل ند مع نده.. ليتحول الصراع إلى تنافس سياسي وتصفية على الطريقة المتحضرة وهو ما يعبر عنه بالتصفية السياسية، و يشوبها الكثير من التجاوزات هنا و هناك..لتصل الأمور إلى أن يضع كل خصم على غريمه خطا احمر وان يرفض أي فكرة لتقريب وجهات النظر وحل المشكل العالقة سلميا.. ولكن هذا الموقف لم يبقى على ما هو عليه لتنقلب تلك الضغائن والعداءات إلى صداقات حميمة لا ترى ما الذي غير مجرى الأمور وما هي الأسباب التي جعلته يؤول إلى هذه النتيجة..! هل أن التصعيد كان عبارة عن متاجره بالدماء للوصول إلى مكاسب رخيصة على حساب أشلال من الأجساد وضحايا من الأبرياء أم أن الغاية تبرر الوسيلة...؟ فالغاية هي السلطة فلا يهم ما يكون وسيلة الوصول أليها دماء أو دمار أو تشنجات أو تصريحات ومن هو الضحية الحقيقيه..؟ تعبيرات متعددة والتعاريف مختلفة، الضحية هم المغفلين الأبرياء الذين فقدتهم أسرهم وأحبائهم حتى يحي غيرهم برغد العيش ولذة الحياة ويعقد الصفقات على حسابهم والمتاجرة بتضحياتهم،وهل العمل السياسي فعلا بهذا الشكل القبيح التي تصل به الأمور إلى تغير المبادئ والمفاهيم من اجل الوصول إلى الأهداف أم ان قدر العراقيون ان يتسلط عليهم ظلمة قساة لا يعرفون الرحمة ولا يفهمونها أبدا...خدعونا بشعاراتهم البراقة وماضيهم المليء بالتضحيات فسموا عندنا إلى درجة الملائكة في الأرض، سرعان ما تغير كل شيء بعد وصولهم إلى كرسي الحكم الزائل ليتحولوا إلى شياطين بل الحقيقة أنهم شياطين مثلوا دورهم على أنهم ملائكة واستطاعوا خداعنا بذلك..وهل نحن نعيش بعالم من الخيال والمثالية بحيث لا نرى ألا ما نعتقده ومن ذلك الاعتقاد أن العراقيين يستحقون رجال مخلصين وصادقين لحكمه و أن يكونوا هم حملة المشروع وعلى عاتقهم تقع مسؤولية رسم خارطته وأهداف هذا الوطن الكريم لا تثنيهم عن أهدافهم الصعاب ولا تغرهم الدنيا ومناصبها التي سيعاتبهم التاريخ عليها في يوم من الأيام عن سوء تقديرهم للأمور وظلمهم لشعب أعطاهم كل ما يملك ولم يرد منهم ألا كرامة العيش والذي ما زال تحقيقه ليس صعبا ومستحيلا،ولكنهم طمعوا في طيب العراقيين وحسن ظنهم ورحمة قلوبهم التي تسع الجميع...
https://telegram.me/buratha