المقالات

العراقيون لا يعرفون المستحيل...

714 00:53:00 2011-08-20

الحاج طارق السعدي

من يقلب أحداث العراق بدقة ويقرءا ما جرى عليه وما يجري ألان على شعبه،لأكتشف أنهم مختلفين كليا عن جميع شعوب العالم،فمع أنهم مثقلون بالجراح نراهم يكابرون ويقفون بكل كبرياء وشموخ،وكان الحياة في قسوتها عندهم نعيم عجيب،وان جميع ما مر عليهم من أسى وألم وأحزان هي في طي النسيان ،والتفاؤل هو سيد الموقف وأخرها عندهم...ماذا يجري في بلد سال الدم على كل شبر فيه وأصبح الدمار هو السائد عند وصفه، صولات وجولات خلفت عشرات الضحايا أن لم اقل الألف .. دفع بهم الخصوم بكل طاقاتهم لحسم المعركة لصالح كل طرف من المتناحرين، لتنهي تلك الحقبة مخلفة أثار سيئة على طريقة تعامل كل ند مع نده.. ليتحول الصراع إلى تنافس سياسي وتصفية على الطريقة المتحضرة وهو ما يعبر عنه بالتصفية السياسية، و يشوبها الكثير من التجاوزات هنا و هناك..لتصل الأمور إلى أن يضع كل خصم على غريمه خطا احمر وان يرفض أي فكرة لتقريب وجهات النظر وحل المشكل العالقة سلميا.. ولكن هذا الموقف لم يبقى على ما هو عليه لتنقلب تلك الضغائن والعداءات إلى صداقات حميمة لا ترى ما الذي غير مجرى الأمور وما هي الأسباب التي جعلته يؤول إلى هذه النتيجة..! هل أن التصعيد كان عبارة عن متاجره بالدماء للوصول إلى مكاسب رخيصة على حساب أشلال من الأجساد وضحايا من الأبرياء أم أن الغاية تبرر الوسيلة...؟ فالغاية هي السلطة فلا يهم ما يكون وسيلة الوصول أليها دماء أو دمار أو تشنجات أو تصريحات ومن هو الضحية الحقيقيه..؟ تعبيرات متعددة والتعاريف مختلفة، الضحية هم المغفلين الأبرياء الذين فقدتهم أسرهم وأحبائهم حتى يحي غيرهم برغد العيش ولذة الحياة ويعقد الصفقات على حسابهم والمتاجرة بتضحياتهم،وهل العمل السياسي فعلا بهذا الشكل القبيح التي تصل به الأمور إلى تغير المبادئ والمفاهيم من اجل الوصول إلى الأهداف أم ان قدر العراقيون ان يتسلط عليهم ظلمة قساة لا يعرفون الرحمة ولا يفهمونها أبدا...خدعونا بشعاراتهم البراقة وماضيهم المليء بالتضحيات فسموا عندنا إلى درجة الملائكة في الأرض، سرعان ما تغير كل شيء بعد وصولهم إلى كرسي الحكم الزائل ليتحولوا إلى شياطين بل الحقيقة أنهم شياطين مثلوا دورهم على أنهم ملائكة واستطاعوا خداعنا بذلك..وهل نحن نعيش بعالم من الخيال والمثالية بحيث لا نرى ألا ما نعتقده ومن ذلك الاعتقاد أن العراقيين يستحقون رجال مخلصين وصادقين لحكمه و أن يكونوا هم حملة المشروع وعلى عاتقهم تقع مسؤولية رسم خارطته وأهداف هذا الوطن الكريم لا تثنيهم عن أهدافهم الصعاب ولا تغرهم الدنيا ومناصبها التي سيعاتبهم التاريخ عليها في يوم من الأيام عن سوء تقديرهم للأمور وظلمهم لشعب أعطاهم كل ما يملك ولم يرد منهم ألا كرامة العيش والذي ما زال تحقيقه ليس صعبا ومستحيلا،ولكنهم طمعوا في طيب العراقيين وحسن ظنهم ورحمة قلوبهم التي تسع الجميع...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
العراق
2011-08-21
وهل لشعب العراق الان هدف يريد ان يحققه ؟ لا اعتقد يوجد هدف في الازدواجية التي يعيشها الشعب العراقي
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك