قيس السهلاوي
عرفنا الشابندر شخصا انتهازيا ومتقلبا بدليل انه اختار الانتماء الى أكثر من أربعة أحزاب خلال ثمانية أعوام وبمعدل حزب واحد كل عامين ,حيث تنقل ما بين عدة أحزاب علمانية ودينية وفي رقم قياسي بالرغم من ان عملية الانتقال تحتاج الى وقت طويل ودراسة وقناعات ,لكن هذه الحسابات معدومة لدى الشابندر الذي يقيس الأمور بميزان المصالح والمكاسب والرواتب والامتيازات ,حيث تخلى عن ردائه الديني يوم انتقل من صفوف الإسلاميين ,حيث حركة جند الامام وخلايا العمل الاسلامي ليرتمي في احضان علاوي الذي فتح له ذراعيه ليضمه الى طاقم مستشاريه ,حيث الرواتب وشقة انيقة في المنطقة الخضراء ,لكن طموحات الشابندر كانت ابعد من ذلك ,حيث شعر بخيبة امل بعد خسارة علاوي وابتعاده عنه وعدم رغبته في بقائه لديه . في وقت شعر الشابندر بان علاوي لم يعد يمثل منصة الطموح لديه فتحركت مشاعره نحو المالكي الذي يعرفه جيدا باعتباره قادما من صفوف الاسلاميين مثله فضمه الى ائتلاف دولة القانون عاهدا اليه نفس المهمة التي كان يؤديها في زمن علاوي وهي الدفاع وتلميع الصور وتبرئة الزعماء من الأخطاء وهو دور يؤديه الشابندر بكل مهارة ,حين تحول الى محامي لتجميل وتزويق الاخطاء والسرقات والتجاوزات التي يشاهدها كل يوم ويمنحها ما يكفي من المبررات والتي من بينها وعلى وجه الخصوص حادثة التعاقدات الوهمية في عقود وزارة الكهرباء التي ثبت تورط صديقه الشهرستاني فيها والذي باركها وحث وزير الكهرباء على التعاقد معها بحكم رئاسته للجنة الطاقة والنفط والتي تجعل من الشهرستاني وزيرا اول للكهرباء والنفط . الشابندر اتهم شلال بالمسؤولية وبرأ ساحة صديقه الشهرستاني وهو لحد الان امر اعتيادي ومعروف به الشابندر ,لكن ان يذرف الدموع على المالكي ويعلن ان شركائه في الائتلاف من المجلس الاعلى والتيار الصدري قد طعنوا المالكي في الظهر يوم صوتوا لصالح عدم اقالة المفوضية التي ارادها المالكي بعد اقالة اعضائها تابعة لمكتبه الخاص يديرها على طريقته ويمنح من خلالها حزب الدعوة بطاقة الدخول الى العهد الثالث لرئاسة الوزراء في البلاد وكأن العراق عقم السياسيين والأكفاء ولا يجد سوى حزب الدعوة وساسته يقودونه بهذه الطريقة المثيرة للاسف والرثاء والتي تحول فيها قادة الحزب واعضائه الكبار الى مقاولين ومروجي التعاقدات لشركات وهمية وفاشلة وخاسرة . الشابندر جانب الحقيقية في تصريحاته وكشف عن مهمته التي تقتصر على التلميع واطلاق التصريحات اما قول الحقيقية فهو ليس من اختصاصه او مسموح له بالتصريح بها والا طارت امتيازات الرواتب الضخمة والايفادات والحصص المالية في بعض التعاقدات . المجلس الأعلى لم يطعن المالكي في ظهره كما زعم الشابندر ,بل اراد انقاذ البلاد من فوضى خطيرة كانت ستشهدها لو تم السير في خطط المالكي فالمفوضية على اخطائها الحالية البسيطة افضل من ترك البلاد من دون مفوضية او تشكيل مفوضية جديدة نحتاج الى اعوام طويلة قبل ان يتم الاتفاق عل اعضائها فنحن لحد الان لم نتمكن من حل أزمة الوزراء الامنيين بالرغم من مرو عام على تشكيل الحكومة ,حيث المزايدات والاعتراضات وتسييس الملف وكان هذه الوزارات الأمنية ستحل مشاكل البلاد المزمنة والغارقة بسببها في الفوضى .ان المشاركة في الائتلاف لا تعني منح المالكي التاييد في جميع قراراته وخطواته ,بل انه خالف النظام الداخلي للائتلاف حين اصر على طرح موضوع الغاء المفوضية في البرلمان متجاهلا معارضة شركائه الاخرين ورافضا انتقاداتهم ونصائحهم . المجلس الاعلى والتيار الصدري وباقي مكونات الائتلاف لهم تاريخهم الوطني الذي لا يزايد عليه الشابندر الذي ينتقل من حضن حزب الى اخر بسرعة يحسده عليها امهر العدائين في العالم ويكفي الشابندر مهماته الوطنية الجسام وهو يحمل عصا الترحال ما بين الفضئيات باكيا ومتوسلا ومناشدا اعطاء المالكي الفرصة لكي يثبت جدارته في قيادة البلاد وكان السنوات السبع السابقة لم تكن كافية له ولحسن السنيد وحيدر العبادي لكي يغرقوا البلاد بارائهم ومشورتهم التي تقودنا اليوم الى دكتاتورية حزبية ستكون لها نتائجها الوخيمة على البلاد وشعبها .
https://telegram.me/buratha