المقالات

على اعتاب الذكرى...ابا تراب

668 09:13:00 2011-08-20

الدكتور يوسف السعيدي

تأبى صياغات اللغات...وبلاغات الالفاظ...الا ان تلتحم مع انين المداد الممتزج بحشرجة اليراع المتمدده على اديم السطور..لتعيد نفسها ..دما احمرا قانيا...على بساط المحراب العلوي...هي ذات الحروف والكلمات والسطور الحزينه..التي ابت الا ان تكون ...مرثية...دائمه...تتربع على مراثي ال البيت المحمدي....مدادي أضحى دم الجرح...مرتمياً على صحيفة الهموم ..صارخاً...يا علي..وجمرة الأسى في صميم الحشا ..توجرت..وتكسرت عبراتي ..بين مآقي العيون ...وندى دمك الزكي ...فار كما (فار التنور)..حاملاً غصصي وشهقاتي بين الجوانح النائحة...والشرايين الصائحة...وارتجف اليراع بعاصف الأقدار جزعاً...لوجد الفراق ..وعتب يراوح في خلجات النفس..يكدر صفوة السنين ...وشجى ناقوس الذكريات ..وادلهمام سجف الليالي الباكيات ...ابحث عن دروب الصبر...وأغفو على وسادة الحزن..واستيقظ بتمتمة الدموع..والأنين..ولوعة الفراق..الفراق الذي شابت منه ذوائبي...وجرح الشوق الغائر ...ينزف ..دون محطات وقوف ..ومن كل جفن ينبوع ..فاض ..وتفجر...فناحت نسائم الدهر ...ورسمت اكف الحزن ..سواد الليل البهيم..وسحائب من الآلام خيمت على الوجود...انشر حروفك ..أيها القلم المدمى ...فليلي مسهد...وبدرك يقظ...وصمتك مخترق...واجم وجوم المعابد ...والخلوات...وصيحة الكرار (فزت ورب ألكعبه)....وأمواج من الدموع...طافحة في دار العصمة العلوية...وتفجر بركان الأحزان ..وها أنا اليوم أتوكأ على عصا الهموم ...وامشي على الجمر ..حائراً بين الدهر...ولوعة الجرح....وجمرة في القلب مستعرة...حين اقبل الناعي وطرق سمعي ناعيته...فاشتعلت بين جوانحي ..نار...وهاج الأنين لفقد زوج البتول ...وارتجفت الأيام...ووقف كون المعالي تحت منبرك ..في محراب الشهادة االهاشميه....هنا تربع أمس...بانتظار غد.... تعتكف فيه الشفاه..هنا صدحت بخطابك ...وكل الأكوان صامته...بأسم الولاية...وكأنك اختطفت الموت....صرفاً...ونحواً...ولغات...وجرت عيون السماء دموعاً حين اغتيل بدر الأمة على ارض كوفان...فاظلم وجدان العالم ..ونشر الديجور ...وفجع نظام الكون...وشجى أصل النبوة بفاجعة الامامه...واهتزت أركان الهدى ..وردد لسان روح القدس ..ناعياً ...قد حل مصاب ..وأي مصاب ..فضجت أصوات النوح في العالم العلوي...فاشدد حيازيمك يا علي....ومحرابك الحزين...يا زين الموحدين النجباء ...يناديك ..أينك يا صاحب العصا والميسم ؟؟؟؟أنين المحراب ..مكتوم ..يسأل عنك...لم تركتني يا عماد الأتقياء؟؟ أطلت الغياب يا علي ..ألا تدري أن موعد التكبير قد حان؟؟؟وخيوط الفجر ألقت بنفسها على أديم المحراب فغدت تحبو كطفل صغير ..لا تقوى أرجله على السير؟؟؟ أتراك تركتني يا صاحب الحوض واللواء ..مع بقايا دمك الطاهر...؟؟؟...وحين نطق السيف ..صبت حتوف على حتوف...وصمت العالم...واختير المصرع ...ليكتب بدم الوصي ...صحائف اليقين ..ولترسم العزة بنضوح الشريان...وتكدر وجه الكون...وانطوت سماء العقيدة ..كمداً..بعاصف من رياح النائبات وتكسرت صم جلاميد الصخور ...عزيز علي أن أراك صريعاً...وقد توسد خدك التراب...يا أبا تراب...أندبك كالوالهة الثكلى...وان بقي ذكرك مقروناً بلسان المجد ..غياثاً للورى...في سفر صيغ من جواهر الكلم...صعب مغزاه في نهج بلاغتك...إلا على العارفين...ولئن أبكتني صائحات النوائح...وحشرجات الثكالى ...في أوائل أسراب الذاكرين لهول الفاجعة..التي زلزلت رواسي الدهور مذ عقد لك الأمر..في اللوح المحفوظ ..وجرى القضاء أن تمضي شهيد المحراب....وسواد الليل والديجور....أمسى ثوب حزني ..وحدادي...حين اغتالك سيف ألمرادي...لينطلق نداء الوحي عند ذي العرش..فيملأ الكون دوياً ..فنعى مقتلك العرش والكرسي..وسكان سبع سماوات...نعياً شجياً...وبكى اللوح لفقدك يا أبا الحسنين....بكاءً سرمدياً ..وأنت تكابد الأمر المهول ..وهتاف من امة ..بكت قبلك الرسول الابطحي التهامي....لك أيها الأمير في الأحشاء نيران لم يزل لظاها يورى...ودموع العين جرت دماً..وهل يجدي بكاء العيون؟؟؟يا أخا المختار طه..يا قسيم الجنة والنار ..في موعد الحشر...تباً لأمة غيبت بدر الوفاء...وعيون الوحي بكت ...تلتها دموع المصحف ..وزمزم...والصفا..وماج بدر الدجى في دمائه...ارتمى على أديم المسجد الكوفي....واحسرتاه...والوعتاه ...لقد غسلتك سيدي في عبرتي...كفنتك سيدي في مهجتي...وضج الورى ..صياحاً...بعيون همل...هيهات لها أن تطفيء نيران الحشا ..وجمرات القلوب ...وحرقات المهج والأرواح...وأنا أطوف بين الخلق ..صارخاً..هو مولاي علي... همت عشقاً بعلي...يا إمامي يا علي....سيدي ..استميحك عذراً..في قبول سطوري..هذه بضاعتي مسجاة في حضرة محرابك...وقد غيض البحر الخضم...وطمى...بعدما عقد اللواء العلوي ...مجدا قدسيا...ورحيقا كوثريا...على اعتاب ذكراك يا ابا تراب....

الدكتوريوسف السعيدي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
صباح محسن
2011-08-21
http://alfdhela.com/vb/showthread.php?t=11716 تابعوا الرابط أعلاه بتاريخ 18/09/2009 نشر مقال مطول بعنوان رسالة الى سيدي امير المؤمنين ابى الحسن-2 للسيد علي ابراهيم الكاظمي هنا الى ذوالجزء الأخير منه هو ما منشور هنا على أنه مقالة يوسف السعيدي، أرجو عدم نشر تعليقنا هذا وأن تطلب براثا إيضاحا من السيد السعيدي فهو متهم بالسرقة وتكرار ذلك لأكثر من مقال وقد سبق وأن نبهنا الى ذلك، لأن ذلك يضع الأخوة في براثا في حرج هم في عنى عنه، مع فائق تقديري ، أرجو الرد على أيميلي لطفا ولكم الأجر والثواب
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك