عبدالحق اللاّمي
عذرا سيدي أمير المؤمنين ابا الحسنين اذا تجرأت واخذت من ينبوعك الرقراق درر الحكمة لأستشهد بها فأنت المنهل لكل الضامئين والمنار لكل التائهين والآية الكبرى والنبأ العظيم منك تعلم المتعلمون ومن فيض نبعك ارتوى الباحثون وعجز ان يلحق بك اللاحقون يا باب علم مدينة علم الرسول والعذر عند كرام الناس مقبول فقد فاض بنا الصبر وانعدم الرجاء ممن جاءوامن المجهول متدثرين بدثارات الدين وحب الوطن و(حب الوطن من الايمان).ولهم نقول ان سيد البلغاء وامام الفصاحة قال وفي قوله الحق ( إحذروا الكريم إذا جاع واللئيم إذا شبع) فأنتم في أي خانة تضعون أنفسكم ونقولها حقا ولا نتراجع عنها أنكم لستم من الكرماء لانكم لم تثوروا وتنتفضوا ولا يحذر من صولتكم أحد فقد شبعتم حتى البطر وترفهتم حتى وضعتم انفسكم في طبقة فوق الناس المعدمين والفقراء والمساكين والمفجوعين بأحبائهم قبلكم لانهم صدقوا بشعاراتكم وتاريخكم الزائف واعتقدوا بأنكم الكرماء الذين جاعوا انتفضوا وثاروا من أجل كل كريم ليبعدوا عنه غائلة الفقر والخوف وطغيان الطغاة.شبعتم وجعنا وأمنتم وخفنا ووضعتم ثرواتنا في خزائنكم وتقاسمتموها بينكم حتى قال واحد منكم مقالة معاوية اللعين شبعنا من المال والنساء والحرير والديباج وفاخر الاطعمة وبطرنا من الجاه وصارت السلطة ملكاً لنا فلا يهم إن انتخبونا أو لم ينتخبونا.لقد نسيتم جوعكم وخوفكم فنسيتم بذلك أبناء شعبكم الكرماء وهدرتم دماءهم وثاراتها وقتلتم آمالهم بالعدل والآمان والرفاهية.الميزانيات بين أيديكم تتقاسمونها وتوزعونها بين أبنائكم وعوائلكم وأنسبائكم وأقاربكم وأتباعكم وجيوش المتملقين المحيطين بكم بعضكم نهب الثروات والاخرون سرقوها. أطلقتم أيدي أعوانكم من وزراء ومسؤولين ليعيثوا فسادا بعقودهم الوهمية ومشاريعهم الورقية وصفقاتهم السرية. نذبح ونهجر ونفجر وانتم تصافحون بكل وقاحة ايدي ذباحينا وتقدمون لهم الثروات والمناصب على اطباق من الذهب وتلبون مطالبهم وتنفذون شروطهم. تجعلون من ازماتنا مطية لتحقيق مآربكم وتمرير صفقاتكم وفسادكم.الا تخشون صولة الكرماء؟ الا تعلمون انهم جاعوا وهمشوا وتشردوا وتهجروا وذبحوا وودآت احلامهم وخيبت آمالهم وهم يرون ثرواتهم تنهب ودماءهم تراق وثاراتهم تهدر؟عذرا سيدي ابا الحسن بكلامك خاطبت اللئيم وكلهم الا قليل من هذا الصنف فأن في حكمك تذكره وعسى ان تنفع الذكرى ويتعض المتعضون.
https://telegram.me/buratha