سعد البصري
لا شك إن من بين أكثر الملفات تعقيدا في العراق هو ملف الكهرباء . وما تم صرفه على هذا الملف خلال السنوات الثمان الماضية خير دليل على ذلك ، مما ولد حالة من الاستغراب لدى العراقيين فضلا عن المهتمين بالشأن العراقي بحيث لم يتم صرف مبالغ ضخمة بهذا الحجم كما صرف على هذا الملف . ؟ والغريب بالأمر إن مع ما صرف على ملف الكهرباء من أموال لم تأت بأي نتيجة تذكر لحد الان ، ولم يلمس الشعب العراقي أي فرق بالموضوع . وفوق هذا وذاك نسمع يوميا وعبر وسائل الإعلام المختلفة عن وجود صفقات وهمية بملايين الدولارات يقوم بها مسؤولين في الحكومة العراقية لا يعرف أين تذهب أموالها . والمفاجأة هو ما جاء به البرنامج الحكومي وهو أنّ قطاع الكهرباء بحاجة الى ( 30 ) مليار دولار ليقف على رجليه .!! على الرغم من المعوقات التي يحتويها هذا القطاع من فساد إداري و مالي ومشكلة الاستثمار . بالإضافة إلى انه وعلى مدى ثلاث وزارات متعاقبة تم صرف أكثر من( 19 ) مليار دولار في الموازنة الاستثمارية وما يزال الشعب العراقي يعيش من دون كهرباء . وان هناك دراسة تؤكد أنّ المبالغ المصروفة هي زيادة عن حاجة البلاد ..؟ . ومن المعلوم إن البلاد بحاجة الى ( 13 ) ألف ميكا واط والعراق لغاية الآن لا ينتج سوى ( 6 ) آلاف ميكا واط وهذا يمثل خللاً كبيراً في هذا القطاع مع وجود تبدد في الطاقة بنسبة( 40 ) بالمائة ، وبهذا يصل الإنتاج الفعلي إلى( 4 ) آلاف ميكا واط . مما يعني بما لا يقبل الشك والنقاش إن الفساد الإداري والمالي هو المسبب الرئيس لهذا التبدد . وعليه فلا يمكن إن يستمر تبذير الأموال العراقية على ملف مثل ملف الكهرباء بدون جدوى فقط لتحقيق صفقات يتم من خلالها استنزاف ميزانية البلد . فعلى القائمين على هذا الملف الحيوي إن يخافوا الله لان الشعب العراقي صبر كثيرا وضحى أكثر ، لذا فهو يستحق من يأخذ بيده ويعينه لا إن يسرق أمواله ويسلب خيراته .
https://telegram.me/buratha