الحاج طارق السعدي
في هذه الأيام نعيش ذكرى مفجعة على المسلمين خصوصا والإنسانية عموما، ألا وهي شهادة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليهما السلام) باعتباره مؤسسه دولة العدل المدنية الحديثة ويدين له بذلك حتى غير المسلمين، وصاحب الحكومة المثالية التي بقت نبراسا يقتدى به الى يومنا هذا والتي أقامة أعمدتها وقواعدها من بناء ونهج رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم)فلنعش مع علي(ع) من الولادة الى الشهادة مقارنين بما يجري علينا ألان ونحن نعيش على أطلال دولته التي كانت قائمة في ارض العراق(عاصمة)وممتدة الى أقصى بقاع الأرض من المشرق الى المغرب..عندما نلتقي بعلي (ع) فأننا نلتقي بالإسلام كله ،لان الإسلام تجسد في علي(ع) فكرا ولما وعملا،لأنه عاش الإسلام من خلال رسول الله(ص)وفي كل مفرداته،ولم نجد غيره عاش مع رسول الله (ص)طفولته وفي سنته الثانية سواء كان أخا أو صديقا أو صحابيا،وهذه القضية ليست من الصدف العابرة بل هي من أهم الموجبات الضرورية للتدقيق والتمعن في اللطف الإلهي لعلي(ع)ليعيش في كنف نبي الرحمة (ص)يضمه أليه ويكنفه في فراشه ويمضغ اللقم ويلقمها إياها،ويلقي أليه في كل يوم خلقا من أخلاقه ،وهو يتبعه كأتباع الفصيل اثر أمه ،فكان في كل يوم يزداد تقربا الى الله وتألقا وهو يعيش الجو الروحاني الذي كان يعيشه رسول الله(ص)مع ربه تأملا وابتهالا وعبادة في وحدته التي ليس معه فيها احد ألا رسول الله(ص)وعلي(ع)..ولقد كان رسول الله(ص) يعلمه ويربيه ويحدثه وكان علي(ع)يعيش ذلك،وعندما بعث الله نبيه بالرسالة كان عليا يختزن روحية الإسلام التي اختزنها رسول الله(ص)و التي أعده الله لها قبل ان يبعثه بالحق نبيا،والرسول الأكرم عمد الى أعداد أمير المؤمنين (ع)ليحمل عقله وفكره الرسالة وامتدادها من بعد رسول الله ويشاطره المهام في نشرها والحفاظ عليها،وهكذا عاش علي(ع)هذا الجو كله،فكان في بيت رسول الله(ص)الشخص الثالث الذي ضم مع رسول الله(ص)خديجة(ع) فكان يقضي ليله ونهاره معه ،وعاش مرحلة الاضطهاد التي عاشها رسول الله(ص)وهو يتصدى لصبيان مشركو قريش حين يؤنبونهم ضده،وقد كان يسمع ويرى الوحي،ورسول الله (ص) يقول له(انك تسمع ما اسمع وترى ما أرى ألا انك لست بنبي)ومتد مع رسول الله(ص)علما وخلقا وروحانية وحركية وتضحية حتى بات على فراش رسول الله(ص)والخطر يتهدده ليغطي هجرته فكان أول فدائيا في الإسلام ،وعندما سأل رسول الله(ص)"أوتسلم يا رسول الله.؟ قال:بلى، قال:اذهب إذا راشدا مهديا"...
https://telegram.me/buratha