علي الخياط
كان ذلك النداء الذي هتف به جبريل من السماء إيذانا ببدء مرحلة عناء شديدة ومؤلمة تطلبت جهدا استثنائيا من محبي علي بن ابي طالب لإستيعاب الصدمة والعمل وفق متطلبات الكفاح الصامت حينا والثائر في احيان.فقد نادى جبريل..تهدمت والله اركان الهدى...كان ذلك في اللحظة التي هوى فيها سيف اللعين بن ملجم على الهامة التي لم تنحن إلا لله ..وحتى في لحظة العدوان الاثيم ذاك كانت الهامة النورانية لعلي تنحني لله..اليوم وفي كل عام وفي مثل هذا اليوم ننحني حزنا ونطرق الى الارض صامتين هاتفين في السر والعلن بحب علي بن ابي طالب الذي كان عنوانا للمكارم كلها وصوتا للعدالة الانسانية..شهد له اعداؤه قبل محبيه ..في مثل هذا اليوم من رمضان يكون للتاريخ موعد مع الأسى حين فقدت الانسانية صوتها واصيبت بالخرس الا من اصوات خافتة هنا وهناك تئن بالالم والرجاء والتمني.بقيت لعلي بن ابي طالب في كل بيت وفي كل قلب وفي كل عام وفي كل هاجس ذكرى لاتطمسها غرابيل الحكام الطغاة ولا السائرين في دروبهم المظلمة الموغلة في الوحشة والشرور والتسلط,فهو الضوء الذي ينير الدروب لإولئك المحرومين والمضطهدين والمكبلين بالقسوة والتجبر والإيذاء.هذه الذكرى لم يستطع كل اعداء حيدرة ان يمحوها او يوقفوا مدها وتاثيرها وألقها فهي المتنفس الوحيد الذي يلوذ به المستضعفون ويحتمون به.كان البعض من الطغاة يدعو رجاله من المرتزقة ليمحوا كل حديث في فضائل علي (عليه السلام )وان يشيروا الى مناقب اعدائه وحين لايجدون من منقبة فانهم يلفقونها فهذا واجبهم الذي يتقاضون ثمنه كل حين من اسيادهم.كانوا يسبونه على المنابر التي جعلت للعبادة والوعظ وكان الحكام يكافئون السبابين واللعانين بالاموال والمناصب.لكن ذلك لم يكن كافيا فقد تحركت العناوين والصور في الارواح والنفوس والعقول والقلوب وهاجت الجموع في اكثر من ثورة وفي كل مدرسة فقهية وفي كل اجتماع تنادي بالحقيقة المغيبة حتى تعود وقد عادت,وهاهو مرقد علي في النجف عنوان ممتد للحياة والفقه والتواصل مع الله بينما غاب قبر معاوية في حواري دمشق وربما كان أسفل مزبلة من مزابلها لانه تحول الى عار وشنار على اتباعه ومحبيه فلم يجدوا سوى الزبالة ليخفوه تحتها.هذا ديدن التاريخ وعنوانه الواسع وروح تحديه التي لاتنقطع مهما فعل الكفار والفجار من حكام الاسلام المزيفين الذين حكموا الامة بالنار والحديد ,راى احد حكام بني العباس عليا في المنام وكان يقول له سلاما..وكان الخليفة المزيف لم يفقه معنى قول علي..فقال له احد العارفين إنه يرد عليك بقول الله..الذين إذا خاطبهم السفهاء قالواسلاما.
https://telegram.me/buratha