المقالات

في ذكرى امير المؤمنين.

608 14:32:00 2011-08-20

علي الخياط

كان ذلك النداء الذي هتف به جبريل من السماء إيذانا ببدء مرحلة عناء شديدة ومؤلمة تطلبت جهدا استثنائيا من محبي علي بن ابي طالب لإستيعاب الصدمة والعمل وفق متطلبات الكفاح الصامت حينا والثائر في احيان.فقد نادى جبريل..تهدمت والله اركان الهدى...كان ذلك في اللحظة التي هوى فيها سيف اللعين بن ملجم على الهامة التي لم تنحن إلا لله ..وحتى في لحظة العدوان الاثيم ذاك كانت الهامة النورانية لعلي تنحني لله..اليوم وفي كل عام وفي مثل هذا اليوم ننحني حزنا ونطرق الى الارض صامتين هاتفين في السر والعلن بحب علي بن ابي طالب الذي كان عنوانا للمكارم كلها وصوتا للعدالة الانسانية..شهد له اعداؤه قبل محبيه ..في مثل هذا اليوم من رمضان يكون للتاريخ موعد مع الأسى حين فقدت الانسانية صوتها واصيبت بالخرس الا من اصوات خافتة هنا وهناك تئن بالالم والرجاء والتمني.بقيت لعلي بن ابي طالب في كل بيت وفي كل قلب وفي كل عام وفي كل هاجس ذكرى لاتطمسها غرابيل الحكام الطغاة ولا السائرين في دروبهم المظلمة الموغلة في الوحشة والشرور والتسلط,فهو الضوء الذي ينير الدروب لإولئك المحرومين والمضطهدين والمكبلين بالقسوة والتجبر والإيذاء.هذه الذكرى لم يستطع كل اعداء حيدرة ان يمحوها او يوقفوا مدها وتاثيرها وألقها فهي المتنفس الوحيد الذي يلوذ به المستضعفون ويحتمون به.كان البعض من الطغاة يدعو رجاله من المرتزقة ليمحوا كل حديث في فضائل علي (عليه السلام )وان يشيروا الى مناقب اعدائه وحين لايجدون من منقبة فانهم يلفقونها فهذا واجبهم الذي يتقاضون ثمنه كل حين من اسيادهم.كانوا يسبونه على المنابر التي جعلت للعبادة والوعظ وكان الحكام يكافئون السبابين واللعانين بالاموال والمناصب.لكن ذلك لم يكن كافيا فقد تحركت العناوين والصور في الارواح والنفوس والعقول والقلوب وهاجت الجموع في اكثر من ثورة وفي كل مدرسة فقهية وفي كل اجتماع تنادي بالحقيقة المغيبة حتى تعود وقد عادت,وهاهو مرقد علي في النجف عنوان ممتد للحياة والفقه والتواصل مع الله بينما غاب قبر معاوية في حواري دمشق وربما كان أسفل مزبلة من مزابلها لانه تحول الى عار وشنار على اتباعه ومحبيه فلم يجدوا سوى الزبالة ليخفوه تحتها.هذا ديدن التاريخ وعنوانه الواسع وروح تحديه التي لاتنقطع مهما فعل الكفار والفجار من حكام الاسلام المزيفين الذين حكموا الامة بالنار والحديد ,راى احد حكام بني العباس عليا في المنام وكان يقول له سلاما..وكان الخليفة المزيف لم يفقه معنى قول علي..فقال له احد العارفين إنه يرد عليك بقول الله..الذين إذا خاطبهم السفهاء قالواسلاما.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك