بقلم .. رضا السيد
يبدو إن الصراع القائم الان بين بعض الأطراف السياسية لا يريد إن ينتهي بالوقت الحاضر . وربما سيستمر حتى الانتخابات القادمة ( هذا إن كانت هناك انتخابات قادمة ) ..؟ ويقف الخلاف الدائر بين رئيس القائمة العراقية إياد علاوي وبين رئيس قائمة ائتلاف دولة القانون نوري المالكي في طليعة تلك الصراعات . حيث إن مسلسل الاتهامات بين الطرفين لا يكاد ينقطع أبدا ، وكل يوم هناك تصريحات من قبل الجانبين حول اتهام احدهما الأخر بتعطيل عجلة العملية السياسية في العراق ، وقد اثر هذا الأمر تأثيرا مباشرا على طبيعة المشهد العراقي ككل . فالأزمات السياسية مستمرة والملفات الخدمية شبه معطلة وملفات الفساد المالي والإداري غير مفعلة بالإضافة إلى الملف الأمني المترهل ، والذي يعاني اشد المعاناة ايضا بسبب تلك الأزمات . حيث لم يتم لحد هذه اللحظة الاتفاق على ترشيح أسماء معينة لشغل منصبي الدفاع والداخلية . وفي تطور للأحداث وزيادة لحجم الأزمة اتهمت القائمة العراقية رئيس الوزراء الحالي نوري المالكي بالتفرد بالسلطة والقرار ومحاولة إبعاد أي طرف من المشاركة الفعلية في اتخاذ القرار وقيادة البلد بالاتجاه الديمقراطي الصحيح . وان العراقية ستعمل على سحب الثقة من المالكي وحكومته بأسلوب ديمقراطي ووفق نهج التوافقات السياسية بين الكتل وبذات الأسلوب الذي جاء بالمالكي لرئاسة الحكومة . وان المالكي بات بنهجه الاقصائي وتفرده السلطوي وعدم إيمانه بمشاركة الآخرين في اتخاذ القرار يشكل هاجسا ليس فقط للعراقية وللكتل الأخرى بل لحزب الدعوة الذي يمثل احد قياداته الأساسية وان هذا الهاجس والتخوف قد يدفع باتجاه تكوين توافقات سياسية تعمل على سحب الثقة منه . كما إن للقرار الذي اتخذه رئيس الوزراء نوري المالكي بتكليف وزير الثقافة سعدون الدليمي بمهام وزارة الدفاع وكالة جوانب سلبية وخطوة خاطئة قد تدفع بالعراقية اتخاذ رد فعل تجاه المالكي وقراره مما يؤثر تأثيرا عكسيا على العملية السياسية برمتها . هذا التصريح من قبل القائمة العراقية يمثل تهديدا صريحا لكل ما يقوم به المالكي الذي يعمل أعضاء في كتلته وهو شخصيا بالرد بنفس الأسلوب مما عقد المسالة برمتها . وهنا لابد من وجود حل لهذه الأزمة والا فلن يستقر العراق أبدا ولن تهدا أزماته التي أثرت كثيرا على العراقيين بسبب استمرار عمليات القتل والاغتيالات والتفجير والتفخيخ وغيرها من الجرائم التي كان لما يحدث من أزمات بين السياسيين اثر لها . لذا فأننا ننتظر الان وبكل شوق إن يدخل ( حصان طروادة ) إلى حصن هؤلاء السياسيين لينهي الأزمة ويرتاح الجميع .
https://telegram.me/buratha