الكاتب ..عمران الواسطي
نعزي صاحب العصر والزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف ومراجعنا العظام والأمة الإسلامية جمعاء في ذكرى شهادة أمير المؤمنين وإمام المتقين علي بن أبي طالب عليه السلام . روي عن رسول الله ( صلى الله عليه واله وسلم ) في حق علي ( ع ) " علي إمام البررة علي قاتل الكفرة منصور من نصره مخذول من خذله " صدق رسول الله ( ص ) فهو ( عليه السلام ) أول أئمة المسلمين وخليفة الله في العالمين بعد خاتم الأنبياء وسيد المرسلين ابن عمه محمد رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم" علي بن أبي طالب "عليه السلام" بن عبد المطلب بن هاشم، وأمه فاطمة بنت أسد بن هاشم .ولد: في الكعبة المشرفة يوم 13 رجب ولم يولد قبله ولا بعده أحد سواه في هذا المكان المبارك، وهذه فضيلة خصه الله بها إجلالا لمحله ومنزلته وإعلاء لقدره، وتربى في حجر النبي (صلى الله عليه وآله )، ونشأ في بيته وتأدب بآدابه وتخلق بأخلاقه، وكان لا يفارقه لا ليلا ولا نهارا، فكان النبي (صلى الله عليه وآله ) يحمله صغيرا ويطوف جبال مكة وشعابها وأوديتها. ولما بعث النبي (صلى الله عليه وآله ) بالنبوة كان أول من آمن به وصدقه وجاهد دونه الكافرين، وقدم نفسه فداء له ليلة الهجرة إذ نام بمكان النبي (صلى الله عليه وآله ) وافيا له بروحه. ولقد خدم النبي (صلى الله عليه وآله ) والإسلام خدمة لم يقم غيره بمثلها. شهد حروب النبي وغزواته وأبلى في نصرته ونصرة الدين بلاء حسنا حتى قوي الإسلام، فكان النبي (صلى الله عليه وآله ) يحبه حبا شديدا حتى زوجه ابنته العزيزة سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء عليها السلام. ولم يزل في خدمته حتى انتقل النبي (صلى الله عليه وآله ) الى جوار ربه ، ولم يفتر عن نصرة الدين بعده، فقد كان باذلا النصيحة للإسلام مستشارا في جميع الأعمال حتى إذا أفضت الخلافة إليه نكثت طائفة وبغت طائفة أخرق ومرق آخرون فحصل من جراء ذلك حرب الجمل وصفين والنهروان ، وبقي في الخلافة 5 سنين و6 أشهر.على أكثر الروايات .استشهاده (عليه السلام):كان استشهاده ( عليه السلام ) كما اخبره به النبي ( صلى الله عليه واله وسلم ) بأنه يقتله أشقى الآخرين وتخضب لحيته بدمه ويكون استشهاده في العشر الأواخر من شهر رمضان في صلاة الصبح كما ورد في الروايات عن أهل البيت ( عليهم السلام ) . بينما الإمام علي (عليه السلام) يصلي صلاة الصبح في محرابه في مسجد الكوفة ليلة 19 من رمضان وهو في حالة السجود إذ ضربه اللعين عبد الرحمن بن الملجم بالسيف على رأسه. وتوفى ليلة 21 منه سنة 40 من الهجرة وعمره الشريف 63 كعمر أخيه رسول الله (صلى الله عليه وآله ). ودفن في النجف الأشرف سرا وأخفى أولاده قبره خوفا من الخوارج وبني أمية.صفاته (عليه السلام):امتاز الإمام علي (عليه السلام) بالصفات الفاضلة والأخلاق الحميدة نذكر منها:1- الإيمان: هو أول من آمن بالله وصدق رسوله ولم يشرك بالله طرفة عين، ولم يسجد لصنم قط.2- العلم: كان أعلم الناس بعد رسول الله ، وكان الصحابة يرجعون إليه في كثير من المسائل. وقد شهد له النبي (صلى الله عليه وآله ) بالعلم بقوله: ( أقضاكم علي ). وقوله (صلى الله عليه وآله ): ( أنا مدينة العلم وعلي بابها ).3- الزهد: كان أزهد الناس، قوته خبز الشعير ولباسه الخام الغليظ، وحمائل سيفه ليف، وكانت الأموال تجبى له من الأقطار، ومات ولم يخلف شيئا.4- العبادة: لا خلاف أنه كان أعبد الناس، ومنه تعلم الناس صلاة الليل والأدعية والمناجاة.5- الشجاعة: أما شجاعته فلا تحتاج إلى دليل فإنه أشجع الخلق، ومواقفه في الحروب تغني عن شرح شجاعته.6- الجهاد: هو سيد المجاهدين، شهد غزوات النبي (صلى الله عليه وآله ) كلها وأبلى فيها بلاء حسنا إلا غزوة تبوك فإن النبي (صلى الله عليه وآله ) خلفه نائبا عنه في المدينة وقال له:( أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي).7- العدالة: كان أعدل الناس لا يفرق بين رئيس ومرؤوس في الحق وهو الذي ساوى بين الناس في العطاء وأخذ كأحدهم.8- الفصاحة: هو إمام الفصاحة وسيد البلغاء ويكفي دلالة على فصاحته كتاب نهج البلاغة.9- الكرم: كان (عليه السلام) أسخى الناس، يصوم ويطوي ويؤثر بزاده، وفيه نزلت الآية الكريمة .. (( ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا )).10- حسن الخلق: كان لين الجانب شديد التواضع طليق المحيا كثير التبسم.11- الحلم: كان حليما كثير الصفح، ظفر بعدوه مروان بن الحكم يوم الجمل فصفح عنه، ومنع معاوية وأهل الشام الماء عنه (عليه السلام) فلما ملكه أباحه لهم.إخباره بالمغيبات:أخبر علي عليه السلام بحوادث وقعت بعد وفاته منها: قوله لأصحابه: إنكم ستعرضون بعدي على سبي، والبراءة مني. وإخباره أصحابه ميثم التمار ورشيد الهجري وكميل بن زياد بأنهم سيقتلون بعده بالتفاصيل التي جرت عليهم. وإخباره _ع) عن غرق البصرة وهجوم التتر على بغداد وعن ظهور صاحب الزنج وعن قتله على يد ابن ملجم وغير ذلك من الأخبار.من حكمه:1- صدر العاقل صندوق سره.2- من كثر كلامه كثر خطأه، ومن كثر خطأه قل حياؤه ومن قل حياؤه قل ورعه ومن قل ورعه مات قلبه ومن مات قلبه دخل النار.3- أحسن إلى من شئت تكن أميره، واستغني عمن شئت تكن نظيره، واحتج إلى من شئت تكن أسيره.4- إذا قدرت على عدوك فاجعل العفو عنه شكرا للقدرة عليه.5- يا بني اجعل نفسك ميزانا بينك وبين غيرك، فاحبب لغيرك ما تحب لنفسك وأكره له ما تكره لنفسك ولا تَظلم كما لا تحب أن تُظلم وأحسن كما تحب أن يحسن إليك.6- يا بني إياك ومصادقة الأحمق فإنه يريد أن ينفعك فيضرك. وإياك ومصادقة البخيل فإنه يبعد عنك أحوج ما تكون إليه. وإياك ومصادقة الفاجر فإنه يبيعك بالتافه. وإياك ومصادقة الكذاب فإنه كالسراب يقرب عليك البعيد ويبعد عليك القريب.7- كن سمحا ولا تكن مبذرا، وكن مقدراً ولا تكن مقتراً.8- لا غنى كالعقل، ولا فقر كالجهل، ولا ميراث كالأدب، ولا ظهير كالمشاورة.9- الصلاة قربان كل تقي، والحج جهاد كل ضعيف ولكل شيء زكاة وزكاة البدن الصيام، وجهاد المرأة حسن التبعل.
https://telegram.me/buratha