حامد الحامدي كاتب وإعلامي عراقي
لقد بات الشعب العراقي في حيرة من أمره أمام حجم المخاطر والأوضاع المتأزمة التي تمر بالعراق منذ مدة ليس بالقصيرة ، ولا يدري إن يمكنه إن يتوجه وما هي الجهة التي يمكن له إن يثق بها أكثر ...؟ اذ إن الحكومة الحالية والمسؤولين فيها على وجه الخصوص ليست لديهم القدرة على إعطاء صورة حقيقية لما يحدث في العراق مما زاد في حجم أزمة تقليل الثقة بين المواطن والمسؤول الحكومي . فغالبا ما يخرج علينا المسؤول في وسائل الإعلام وهو يدلي بتصريحات اقل ما نقول عنها في لغتنا العراقية الدارجة ( ياخذك للبحر ويرجعك عطشان ) أي إن المصداقية قد انعدمت بين المواطن العراقي وبين سياسيو البلد ، والسبب كما اشرنا هو عدم وجود مسؤول حكومي لديه الشجاعة في إبراز الحقيقة ، كما هو الحال في موضوع الاتفاقية الأمنية . فموقف العراقيين واضح من هذه الاتفاقية وهو إجماعهم على ضرورة انسحاب القوات الأمريكية من العراق وإنهاء الاحتلال . فما تقوله المصادر من قبل الجانب الأمريكي بان الحكومة العراقية قد وافقت على بقاء جزء من القوات الأمريكية لأغراض اتفق عليها الجانبان بينما تنفي الحكومة العراقية وجود مثل هكذا اتفاقات . والحقيقة أين لا احد يعرف ؟؟!! . فقد أعلنت وزارة الدفاع الأميركية أن العراق وافق على التمديد لبقاء قوات أميركية غير قتالية في العراق إلى ما بعد نهاية العام 2011، فيما لفتت إلى أنها بدأت بمناقشة كيفية تواجد قواتها بعد تأكيد القرار العراقي. وقال وزير الدفاع الأميركي الجديد ليون بانيتا في تصريح صحافي أدلى به في مكتبه في بمبنى البنتاغون "وأخيرا وافق العراق على التمديد لبقاء قوات غير قتالية إلى ما بعد نهاية العام 2011"، مؤكدا أن "البنتاغون بدأ بدراسة كيفية تواجد القوات التي وافق العراق على بقائها". هذا ما قاله وزير الدفاع الأمريكي ، فلنرى ما قالته الحكومة العراقية " نفت الحكومة العراقية ما أدلى به وزير الدفاع الأميركي عن موافقتها على بقاء قوات غير قتالية في العراق إلى ما بعد نهاية العام 2011، فيما أكدت أن الانسحاب الأميركي الكامل من البلاد سيجري في موعده . وقال المستشار الإعلامي لرئيس الحكومة علي الموسوي إن "الحكومة العراقية تؤكد أن انسحاب القوات الأميركية من البلاد سيتم في موعده المحدد وفقا للاتفاقية الأمنية الموقعة مع الولايات المتحدة من دون تغيير وان التصريحات التي أدلى بها وزير الدفاع الأميركي عن موافقة الحكومة العراقية على بقاء قوات غير قتالية إلى ما بعد نهاية العام الحالي غير صحيحة"، مؤكد أن "الاتفاق على بقاء قوات أميركية للتدريب أمر لم يحسم بعد". وهكذا يبقى الشعب العراق ( بين حانة ومانة ) .
https://telegram.me/buratha