خضير العواد
يحتار القلم والفكر فيك يا أبا الحسن (ع) كيف يكتب وماذا يكتب وكيف يختار من حياتك المقدسة , يا من لولاه لما خلقت الأفلاك و لاوجدت أرض ولا أرتفعت سماء و لا أرسل نبي , يا من هو الإيمان كله , وضربةٌ واحدة منه تعادل عبادة الثقلين , والنظر أليه عبادة , وذكره عبادة , فأنت كنور الشمس فماذا يقول فيها الواصفون , بل أكثر من هذا قال رسول ألله (ص) (لو أن الرياض أقلام والبحر مداد والجن حسّاب والأنس كتّاب ما أحصوا فضائل علي بن أبي طالب (ع))..(1) ,فلولا سيفك لما كان هناك أسلام ولا عُبِدَ ألله حق عبادته , فكنت أباً للضعفاء وشديداً على الظلّام والفجار فأخذت من الحق منهجاً وطريقاً وأن قل سالكوه قال رسول ألله (ص) ( علي مع الحق والحق مع علي أللهم أدر الحق مع علي حيثما دار) (2) فأبتعدت عنك الأمة لأن طريق الحق صعبٌ مستصعب لا يرتقيه إلا من أحب في إلله وكره في ألله فأبتعدوا بذلك عن القرأن لأنك عِدل القرأن قال رسول ألله (ص) ( علي مع القرأن والقرأن مع علي , لا يفترقا حتى يردا عليّ الحوض فأسألهما ما خلفت فيهما)..(3) و أبتعدوا عن العلوم المحمدية لأنك بابها والذي يدخل من غير الباب عُدَّ سارقا قال رسول ألله (ص) (أنا مدينة العلم وعلي بابها)...(4) , إنك لم تحتج للأمة بل هم الذين لايستطيعون العيش إلا بوجودك معهم لأنك أقضاهم وأحكمهم وأعلمهم و أشجعهم قال عمر بن الخطاب ( أبا حسن لا أبقاني ألله لشدة لست لها ولا في بلد لست فيه)...(5) ( لولا علي لهلك عمر )..(6) كلهم يتمنون فضيلة من فضائلك فحسدوك بما فضلك ألله ورسوله به فحاولوا إخفائها ولكنهم لم يستطيعوا قال ألله سبحانه وتعالى ( وإنا له لحافظون ) ..(7), فمن أراد الحق فلا يعدل الى غيرك لأنك المختار من ألله قال ألله سبحانه وتعالى ( وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة )..(8) , فغيرك لا يملك عشر معشار ما لك من الفضائل يا أبا الحسن (ع) عن أبن عباس ( والذي نفس أبن عباس بيده لو كان بحار الدنيا مدادا والأشجار أقلاماً وأهلها كتّاباً فكتبوا فضائل علي بن أبي طالب (ع) من يوم خلق ألله عز وجل الدنيا الى أن يفنيها ما بلغوا معشار ما أتاه ألله تبارك وتعالى )..( 9) , فهذا بن أبي الحديد المعتزلي يقول : وأعلم أن أمير المؤمنين (ع) لو فخر بنفسه وبالغ في تعديد مناقبه وفضائله بفصاحته التي أتاه ألله تعالى أياها وأختصه بها وساعده على ذلك فصحاء العرب كافة لم يبلغوا معشار ما نطق به الرسول الصادق (ص) في امره ولست أعني بذلك الأخبار العامة الشائعة التي يحتج بها الأمامية على أمامته كخبر الغدير والمنزلة وقصة براءة وخبر المناجاة وقصة خيبر وخبر الدار بمكة في أبتداء الدعوة , ونحو ذلك بل الاخبار الخاصة التي رواها أئمة الحديث التي لم يحصل أقل القليل منها لغيره , وأنا أذكر من ذلك شيئاً يسيرا مما رواه علماء الحديث الذين لا يتهمون فيه وجلهم قائلون بتفضيل غيره عليه فروايتهم فضائله توجب سكون النفس مالاتوجبه رواية غيرهم ثم قال : الخبر الأول : قال رسول ألله (ص) (يا علي إن ألله قد زينك بزينة لم يزين العباد بزينة أحب إليه منها هي زينة الأبرار عند ألله تعالى : الزهد في الدنيا جعلك لا ترزأ من شيئا ولا ترزأ الدنيا منك شئ ,ووهب لك حب المساكين فجعلك ترضى بهم أتباعاً ويرضون بك إماماً )رواه أبو نعيم الحافظ في كتابه المعروف ب (حلية الأولياء) وزاد فيه أبو عبد ألله أحمد أبن حنبل في المسند ( فطوبى لمن أحبك وصدق فيك وويل لمن أبغضك وكذب فيك ) , الخبر الثاني : وقال (ص) لوفد ثقيف (لتسلمن أو لأبعثن أليكم رجلاً مني أو قال عديل نفسي فليضربن أعناقكم وليسبين ذراريكم وليأخذن أموالكم , قال عمر :فما تمنيت الأمارة إلا يومئذ وجعلت أنصب له صدري رجاء أن يقول هو هذا فألتفت فأخذ بيد علي وقال هو هذا مرتين ) رواه أحمد في مسنده , الخبر الثالث :قال رسول ألله (ص) ( إن ألله عهد ألي في علي عهداً فقلت يارب بينه لي , قال إسمع , إن علياً راية الهدى وإمام أوليائي ونور من أطاعني وهو الكلمة التي ألزمتها المتقين من أحبه فقد أحبني ومن أطاعه فقد أطاعني فبشره بذلك فقلت قد بشرته يارب , فقال أنا عبد ألله وفي قبضته فإن يعذبني فبذنوبي , لم يظلم شيئا وأن يتم لي ما وعدني فهو أولى بي وقد دعوت له فقلت أللهم أجل قلبه وأجعل ربيعه الايمان بك , قال قد فعلت ذلك غير أني مختصه بشئ من البلاء لم أختص به أحداً من أوليائي فقلت رب ؟ أخي وصاحبي و قال إنه سبق في علمي أنه لمبتل ومبتلي ) ذكره أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء عن أبي برزة الأسلمي ثم رواه بأسناد أخر عن أنس بن مالك ( إن رب العالمين عهد في علي ألي عهد أنه راية الهدى ومنار الإيمان وإمام أوليائي ونور جميع من أطاعني إن علياً أميني غداً في القيامة وصاحب رايتي بيد علي مفاتيح خزائن رحمة ربي ) , الخبر الرابع : قال رسول ألله (ص) (من أراد أن ينظر الى نوح في عزمه والى أدم في علمه والى إبراهيم في حلمه والى موسى في فطنته والى عيسى في زهده فلينظر الى علي بن أبي طالب ) رواه أحمد في المسند ورواه أحمد البيهقي في صحيحه , الخبر الخامس : قال رسول ألله (ص) (من سره أن يحيى حياتي ويموت ميتتي ويتمسك بالقضيب من الياقوته التي خلقها ألله تعالى بيده ثم قال كوني فكانت فليتمسك بولاء علي بن أبي طالب) ذكره أبو نعيم الحافظ في كتابه ( حلية الأولياء) ..ونكتفي بهذه الأخبار الخمسة لأننا لايمكن لنا الأطالة علماً أن بن أبي الحديد المعتزلي قد ذكر أربع وعشرون خبرا , ثم قال أبن أبي الحديد وأن ما قيل في حقه ما قيل لورقي الى السماء وعرج في الهواء وفخر على الملائكة والأنبياء تعظيماً وتبجحاً لم يكن ملوماً بل كان بذلك جدير فكيف وهو عليه السلام لم يسلك قط مسلك التعظيم والتكبر في شئ من أقواله وأفعاله وكان ألطف البشر خلقاً وأكرمهم طبعا واشدهم توضعاً وأكثرهم إحتمالاً وأحسنهم بشرا وأطلقهم وجها .(10) يقول ألله سبحانه وتعالى ( وقفوهم أنهم مسؤلون ). (11) , قدموا لنا شخصية تمتلك عشر معشار ما يملكه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) من الفضائل لكي نتبعه , لاننا نريد الحجة والدليل يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى ألله بقلب سليم , وأن لا تملكوا الحجة والدليل فلماذا تبيعوا أخرتكم بدنيا غيركم وقدوصف الرسول الكريم (ص) من فعل هذا الفعل بالأشرارقال رسول ألله (ص) ( شر الناس من باع أخرته بدنياه وشر من ذلك من باع أخرته بدنيا غيره ).(12) فهذه الدنيا زائلة وما أسرع ما تنتهي وأنتم ترون الحق ولا تتبعوه ؟؟؟ فسلام ٌ عليك يا أمير المؤمنين يوم ولدت في الكعبة ويوم أستشهدت في بيت ألله ويوم تبعث وأنت حامل لواء الحمد , يارب أجعلنا من شيعته ومحبيه قال رسول ألله (ص)(علي وشيعته هم الفائزون يوم القيامة ). 1-البحار ج38ص197 2- مجمع الزوائد ج7ص235 , ربيع الأبرار ج1ص528 ,تاريخ بغداد ج14ص321 3- أبن حجر , الصواعق المحرقة ص24 4- المختار ص135 , المستدرك على الصحيحين ج3ص126,127 5- كنز العمال ج3ص179 ,مصباح الظلام للجرواني ج2ص52 6- الرياض النضرة ج2 ص196,197 7- سورة الحجر أية 9 8- سورة القصص اية 68 9- درر بحار الأنوار ج3ص349 10- شرح نهج البلاغة لأبن أبي الحديد المعتزلي ج9ص166 11- سورة الصافات أية 24 12- الغايات ص219
https://telegram.me/buratha
