عماد الاخرس
شاءت الأقدار أن أكون مرافقاً لأحد أفراد عائلتي على اثر تعرضه لوعكة صحية أجبرته على الرقود في مستشفى النعمان / بغداد لأربعة ليالٍ متواصلة .وقبل إدخاله إلى المستشفى أعلاه كانت هناك مراجعه لأحد المستشفيات الأهلية ولمدة يومين لإجراء الفحوصات الطبية .ومن خلال مشاهداتي عن واقع حال كلا النوعين من المستشفيات واقصد (الحكومية و الأهلية ) اتضح لي إن هناك رعاية واهتمام وخدمات وعلاج وأجهزه طبية حديثه في الأولى ( الحكومية ) أكثر من الثانية ( الأهلية ) !واعتقد بان هذه الحقيقة يجهلها الكثير من العراقيين لذا فهم يختارون المستشفيات الأهلية لعلاج مرضاهم رغم تكاليفها العالية ورداءة كل الأمور فيها .. واتفق مع رأى الأغلبية بان عامل التباهي يقف وراء ذلك !ففي مستشفى النعمان الحكومي كان هناك اهتمام كبير من قبل الكادر الطبي رغم صعوبة التعامل مع زحام المراجعين والنفسية الصعبة التي يعيشها اغلب المرضى وجهل وتخلف المرافقين .أعود إلى المستشفيات الأهلية والتي يمكن تشبيهها بأماكن التسوق .. وفيها لابد أن يضع مرافق المريض محفظته في يده منذ دخوله عتبة المستشفى ولحين خروجه منها.. أي إن كل شيء فيها بثمن .. والغريب الذي اعتقد انه لا يوجد في أي دوله في العالم هو إنها بلا صيدليات وعليك اللجوء باستمرار إلى جلب الدواء من خارج المستشفى لإكمال مستلزمات العلاج .تبقى هناك بعض الإجراءات التي يجب أن تتخذها إدارة المستشفيات الحكومية لكي تظهر بالمستوى المطلوب الذي يضاهى المؤسسات الصحية في الدول المتقدمة وأهمها.. أولاً .. ضرورة انتداب الأطباء الأخصائيين المعروفين وتقديم الدعم المالي اللازم لهم وبما يساوى الدعم الذي يحصلون عليه في المستشفيات الأهلية بزيادة حصتهم من الأجور المستوفاة من الفحوص والعمليات لما في ذلك من ايجابيات تنعكس على وارداتها وزيادة خبرة الأطباء المقيمين فيها .ثانياً .. زيادة عدد صالات العمليات وتجهيزها بالمعدات والأجهزة الطبية الحديثة لما في ذلك من أهميه في جذب المرضى وتقليل فترات المواعيد اللازمة لإجراء العمليات لهم. ثالثا.. زيادة عدد الكوادر الوسطية من الممرضين ( الفنيين والماهرين ) على أن يتم إدخالهم في دورات فنيه باستمرار وتقديم المكافآت والامتيازات للمخلصين منهم ومحاسبة ومعاقبة غيرهم .رابعاً .. التقليص من بعض الكوادر الإدارية القديمة التي لازالت تتعامل بالأسلوب الموروث من فترة الحصار الاقتصادي وقلة الرواتب وتستجدى الصدقات من المرضى ومرافقيهم ويتم ذلك بتعزيز المراقبة عليهم ومعاقبة الفاسدين منهم والأفضل تعيين كوادر شبابيه جديدة. خامساً .. ضرورة تثقيف المواطن عبر وسائل الإعلام عن دور المستشفيات الحكومية في خدمته والتأكيد على عدم العبث بممتلكاتها وموجوداتها لأنها ملك للعراقيين جميعا مع الالتزام بالتعليمات والضوابط التي وجدت لخدمة المرضى .إن تقديم الدعم المميز للمستشفيات الحكومية يعنى السير في طريق تحقيق التأمين الصحي المتكامل للمواطن العراقي وبالمستوى الجيد وهذا يعنى الاهتمام بتوفير احد العوامل المهمة في إقرار العدالة الاجتماعية .أتمنى أن يكون واقع حال المستشفيات الحكومية في عموم العراق بنفس مستوى مستشفى النعمان في العاصمة بغداد .شكرا للسيد مدير مستشفى النعمان والذي لا اعرفه ولم التقى به ولكن أؤمن بان نجاح أي مؤسسه في الدولة سواء كانت صغيره أو كبيره مرتبط بحرص وكفاءة مسئولها .شكرا للأخصائي الدكتور ( حسين فتاح ) على حرصه واهتمامه ومتابعته لمرضاه .شكرا للممرض الفني ( عمار حليم ) على تفانيه وإخلاصه في تقديم العلاج للمرضى وأخلاقه الحسنه في التعامل مع المرافقين .شكرا لكل العاملين في مستشفى النعمان الحكومي .
https://telegram.me/buratha