الحاج طارق السعدي
ونحن نتجول في بيوت العلم التي كان يهبط جبرائيل فيها،نستوقف قليلا عند علي(ع) في لقاءه مع الله ،والتي نعرف من خلالها ان عليا كان يهرع الى الله تعالى قبل ان يبدأ أي عمل،وكان يقدم حسابه الى الله،وكان يفضي بكل ما يعيشه من أخلاص ومحبة لله،ويتحدث من خلال ادعيته الى الله عن إحساسه برسول الله (ص)وشعوره به،وكان يدعو و يطلب من الله تعالى ان يعطي نبيه أعظم ما يعطي لأي نبي، ولعلنا ونحن في هذه الأيام العظيمة من شهر رمضان المبارك نعيش مع علي (ع)في فيض الأيمان في عقله وقلبه وحياته،فنحن بحاجة الى ذلك ،في هذا الجو المادي المفرغ من نبض الروح وخفقانه،هذا الجو الذي تحجرت قلوبنا من خلاله وتصحرت مشاعرنا إمامه فأصبحنا نعيش في عقل من حجر وقلب من حجر وإحساس من حجر،وإذا انفتحنا على بعضنا فان مصالحنا وأطماعنا هي التي تنفتح،ولكن من منا من يحب في الله ، ويبغض في الله،وكم منا من يعتبر الحياة فرصة للقيام بالمسئولية أمام الله،فجميع عباداتنا لم تعد تحاكي خالقها ،فصلاتنا تحجرت،وصومنا أصبح عادة ومجرد حالة تقليدية،نمارسها من دون أية تفاعل روحي مع الصوم ولا نعي منه ألا الجوع والعطش،و أما الحج فأصبح للتفاخر واللقب،وساحة نتحرك بها من دون ان نفهم ماذا نفعل وماذا نقول..؟لنفزع الى علي(ع) لنتعلم منه كيفية العبادة ومعنى العبودية لله التي هي سر حركة الحرية في حياته كلها أمام الإنسان كله والحياة كلها والطموح كله ،فلقد كان علي(ع)حرا أمام ذلك ،لم تفرض عليه شهوتا وأي طمع خلاف قناعاته الإيمانية ،فالنا خذ شيء من روحانيته التي أفاض بها في جميع جوانب حياته وخاصة يوم شهادته ،وفي جميع أيام حياته في ليله ونهاره ساجد لله عارفا بمعنى ذلك،ومع ان يوم شهادته هي مأساة المة بالمسلمين وفقد من بعد فقد رسول الله(ص) ما بعده فقد،لكنها تمثل لأمير المؤمنين فرحة وشوق للقاء الله ورسوله(ص) لأنهما يشغلان فكره..وعقله..وعمله..وقلبه..وحياته كلها ملك لتلك الأحاسيس التي كان يعيشها،وألم الفراق الذي بعد عنهم في ظاهر الإحساس البشري ولكن في إحساسه الروحي فان اللقاء متواصل والقرب ملتصق به دائما وفي جميع حياته...
https://telegram.me/buratha