المقالات

الدروس المستلهمة من شهادة أمير المؤمنين علي(ع). (2)

609 15:58:00 2011-08-21

الحاج طارق السعدي

ونحن نتجول في بيوت العلم التي كان يهبط جبرائيل فيها،نستوقف قليلا عند علي(ع) في لقاءه مع الله ،والتي نعرف من خلالها ان عليا كان يهرع الى الله تعالى قبل ان يبدأ أي عمل،وكان يقدم حسابه الى الله،وكان يفضي بكل ما يعيشه من أخلاص ومحبة لله،ويتحدث من خلال ادعيته الى الله عن إحساسه برسول الله (ص)وشعوره به،وكان يدعو و يطلب من الله تعالى ان يعطي نبيه أعظم ما يعطي لأي نبي، ولعلنا ونحن في هذه الأيام العظيمة من شهر رمضان المبارك نعيش مع علي (ع)في فيض الأيمان في عقله وقلبه وحياته،فنحن بحاجة الى ذلك ،في هذا الجو المادي المفرغ من نبض الروح وخفقانه،هذا الجو الذي تحجرت قلوبنا من خلاله وتصحرت مشاعرنا إمامه فأصبحنا نعيش في عقل من حجر وقلب من حجر وإحساس من حجر،وإذا انفتحنا على بعضنا فان مصالحنا وأطماعنا هي التي تنفتح،ولكن من منا من يحب في الله ، ويبغض في الله،وكم منا من يعتبر الحياة فرصة للقيام بالمسئولية أمام الله،فجميع عباداتنا لم تعد تحاكي خالقها ،فصلاتنا تحجرت،وصومنا أصبح عادة ومجرد حالة تقليدية،نمارسها من دون أية تفاعل روحي مع الصوم ولا نعي منه ألا الجوع والعطش،و أما الحج فأصبح للتفاخر واللقب،وساحة نتحرك بها من دون ان نفهم ماذا نفعل وماذا نقول..؟لنفزع الى علي(ع) لنتعلم منه كيفية العبادة ومعنى العبودية لله التي هي سر حركة الحرية في حياته كلها أمام الإنسان كله والحياة كلها والطموح كله ،فلقد كان علي(ع)حرا أمام ذلك ،لم تفرض عليه شهوتا وأي طمع خلاف قناعاته الإيمانية ،فالنا خذ شيء من روحانيته التي أفاض بها في جميع جوانب حياته وخاصة يوم شهادته ،وفي جميع أيام حياته في ليله ونهاره ساجد لله عارفا بمعنى ذلك،ومع ان يوم شهادته هي مأساة المة بالمسلمين وفقد من بعد فقد رسول الله(ص) ما بعده فقد،لكنها تمثل لأمير المؤمنين فرحة وشوق للقاء الله ورسوله(ص) لأنهما يشغلان فكره..وعقله..وعمله..وقلبه..وحياته كلها ملك لتلك الأحاسيس التي كان يعيشها،وألم الفراق الذي بعد عنهم في ظاهر الإحساس البشري ولكن في إحساسه الروحي فان اللقاء متواصل والقرب ملتصق به دائما وفي جميع حياته...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك