حميد الموسوي
مع كل حديث عن تخفيض الرواتب المليارية للرئاسات الثلاث والبرلمان تظهر ارقام مخيفة يكاد لا يصدقها العقل ،ويظهر من يدافع عن هذه الارقام ويعتبرها مجزية وربما اقل من الاستحقاق ،وهناك من يطالب بصرف مخصصات زوجية واطفال تضاف لراتب النائب او الوزير وكأن راتبه ورواتب الحمايات الثلاثين ومبلغ 60 مليون لسيارة مصفحة ومخصصصات السكن والتي تتجازو بمجموعها الثلاثين مليون دينار شهريا غير كافية . قالت نائبة رواتبنا احنا نحددها .تم رفض مقترح نصف الراتب للبرلماني المتقاعد .وتم رفض مقترح تقديم هدية بدل التقاعد وهو المعمول به في جميع دول العالم.بعد كل هذا الاخذ والرد والتأجيل لقانون تخفيض الرواتب تصدت كتل برلمانية معترضة على نسبة 40% ،وعدها البعض مزايدات سياسية وقال آخرون ان المطالبين بالتخفيض يمتلكون ثروات طائلة وليسوا بحاجة لراتب الدولة ولذلك يطالبون بهذه النسبة ،وعلى كل الاحوال يبدو ان هذه الرواتب صارت من الثوابت بل المقدسات التي لايمكن المساس بها او اثارة النقاش حولها وتخفيض مليونين رقم لايعني شيئا امام المليارات مع انه سيعوض بصرف بدل ومخصصات جديدة .بمعنى ان الميزانية العمومية ستتحمل اعباء اضافية بالمليارات كل اربع سنوات وهو العمر المقرر للدورة الانتخابية لان القدماء يتمتعون بثمانين من المائة مما كانوا يتقاضون ،وهذا الامر ينسحب على اعضاء مجالس المحافظات والمجالس المحلية والبلدية ولو بنسب متفاوته ناهيك عن الوزراء والمستشارين والمدراء العامين ونواب الرئاسات وما شابه .خلاصة القول ان امام العراق ثلاث دورات انتخابية ليعلن افلاسه اذا استمر الحال على ماهو عليه وسيستمر .عليه ِ وحتى لانتحول الى صومال واكثربؤسا ً نقترح مايلي :تعليق قانون الانتخابات واحتفاظ كل كتلة بمقاعدها وحصتها من الوزراء والنواب والمستشارين والمدراء العامين واعضاء مجالس المحافظات ، يعني يبقى كل مسؤول في منصبه حتى يتوفاه الله ،وهذا الاجراء سيوفر لنا رواتب البرلمانيين الجدد وحماياتهم والوزراء الجدد ومستشاريهم وحماياتهم وكل المسؤولين الجدد الذين ستوصلهم الصناديق وسيوفر مصاريف الانتخابات المليارية طبعا هذا المقترح لن يسبب اية تداعيات او سلبيات فلا القادم افضل من الحاضر ولا اشطر ولا ادهى وربما لاانزه... وليس باستطاعة قادم ان يخوض في بحر فساد لينقيه مهما اوتي من قوة وان حمل عصا سحرية وقد يوضع امام خيارين اما التصفية واما الانجراف في قافلة المفسدين .عليه حفاظا على البقية الباقية من النزيهين والبقية الباقية من اموال العراقيين وحتى لانكثر عدد الفاسدين والمفسدين نبقي الحال على ماهو عليه عسى ان يشبع او يتخم الموجودون ويكتفوا بما ادخروه ووفروه ولو ان عين الجشع لاتشبع إلا من تراب القبر.
https://telegram.me/buratha